رئيس الأركان الأمريكي: خسرنا الحرب في أفغانستان

  • 9/30/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في جلسة استماع مطولة أمام مجلس النواب الأمريكي، قال رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي إنّ بلاده خاضت "حرباً خاسرة" في أفغانستان وأن هذا "الفشل الاستراتيجي" كان "نتيجة لسلسلة قرارات استراتيجية تعود إلى زمن بعيد". أقرّ رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي الأربعاء (29 سبتمبر/ايلول 2021) أمام لجنة برلمانية بأنّ الولايات المتّحدة "خسرت" الحرب التي استمرّت 20 عاماً في أفغانستان، وذلك بعد شهر على انتهاء الانسحاب الأمريكي من هذا البلد وما رافقه من تخبّط وفوضى. وقال الجنرال ميلي خلال جلسة استماع في مجلس النواب: "من الواضح والظاهر لنا جميعاً أنّ الحرب في أفغانستان لم تنته بالشروط التي أردناها، مع وجود طالبان في السلطة في كابول". وقال إنّ بلاده خاضت "حرباً خاسرة"، مضيفاً : "لقد كانت كذلك، بمعنى أنّنا أنجزنا مهمتنا الاستراتيجية لحماية أمريكا من تنظيم القاعدة، ولكن من المؤكّد أنّ الوضع النهائي يختلف تماماً عمّا أردناه". وتابع: "عندما يحدث شيء من هذا القبيل، تكون هناك عوامل تفسيرية كثيرة"، مشيراً إلى أنّ هذا "الفشل الاستراتيجي" كان "نتيجة لسلسلة قرارات استراتيجية تعود إلى زمن بعيد". "فرص ضائعة" واستشهد الجنرال ميلي بالفرص الضائعة لاعتقال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أو قتله بعد وقت قصير من بدء التدخّل في أفغانستان في 2001، وغزو العراق في 2003، وفشل واشنطن في منع باكستان من أن تصبح "ملاذاً" لطالبان، وسحب الجيش الأمريكي في السنوات الأخيرة مستشاريه العسكريين من الوحدات الأفغانية. وشدد ميلي على أنه حذر في وقت مبكر من خريف عام 2020 من أن سحب القوات من أفغانستان بسرعة كبيرة قد ينتج عنه "استيلاء طالبان الكامل على السلطة" أو قد يؤدي إلى "حرب أهلية "، وتابع: "كان ذلك قبل عام ، وتقييمي لا يزال كما هو اليوم"، بحسب ما نشرت شبكة "آر ان دي" الألمانية. لكن ميلي قال إن انهيار الجيش والحكومة الأفغانية بهذه السرعة لم يكن متوقعاً "على الإطلاق". وكانت وكالات الاستخبارات تتوقع استيلاء طالبان على السلطة في أواخر الخريف أو الشتاء ، وربما الربيع المقبل. بايدن لم يأخذ بالنصيحة وقال ميلي والجنرال كينيث ماكنزي ، القائد الأمريكي المسؤول عن المنطقة ، إنهما اعتقدا أنه سيكون من الأفضل ترك حوالي 2500 جندي أمريكي في البلاد. ومع ذلك ، فقد تهرب الاثنان من أسئلة المتابعة حول ما نصحا الرئيس بشأن هذه القضية ومتى. واختار بايدن عدم الأخذ بهذه النصيحة، مؤكداً في آب/أغسطس أنّه لم يتلقّها. وقال بايدن في 19 آب/اغسطس الماضي خلال مقابلة مع محطة "ايه بي سي" التلفزيونية "لم يقل أحد لي ذلك على حدّ علمي". وبعدما تولّى جو بايدن سدّة الرئاسة ودقّق في تفاصيل الاتفاق مدى أشهر، قرّر تنفيذه إنما أرجأ الموعد النهائي للانسحاب إلى 31 آب/أغسطس. ورأى الجنرال مارك ميلي أنّ ما حصل شكل "فشلاً استراتيجياً. فالعدو في الحكم في كابول. ولا مجال لوصف الوضع بطريقة أخرى". وحذّر كذلك من أنّ خطر إعادة تشكيل صفوف تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان "إمكانية واقعية جدا". وتطورت العملية العسكرية الانتقامية الأميركية التي بدأت بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، إلى مشروع ضخم لإعادة بناء أفغانستان منعاً لعودة طالبان إلى السلطة. لكنّ هذا الأمر حدث في النهاية في 15 آب/أغسطس إثر هجوم خاطف شنّته الحركة المتشدّدة. وعجّل انهيار الجيش والحكومة الأفغانيان بانسحاب الجيش الأمريكي والمدنيين الأفغان الذين تعاونوا معه، وتخلّل عملية الانسحاب في أيامها الأخيرة هجوم انتحاري استهدف محيط مطار كابول وتبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية. وأقر قادة البنتاغون أمام مجلس الشيوخ الثلاثاء بأنّهم قلّلوا من شأن الإحباط الذي أصيب به الجيش الأفغاني بعد اتفاق تم التوصل إليه في شباط/فبراير 2020 بين إدارة الرئيس دونالد ترامب وطالبان وهو الاتفاق الذي نص على انسحاب جميع الجنود الأجانب من أفغانستان قبل 1 أيار/مايو 2021 مقابل ضمانات أمنية وبدء مفاوضات مباشرة غير مسبوقة بين المتمرّدين وحكومة كابول. ع.ح./ا.ف. (أ ف ب)

مشاركة :