تظاهر آلاف السودانيين في شوارع الخرطوم دعما للحكم المدني بعد مرور أكثر من أسبوع على محاولة انقلاب ارك فيها ضباط في الجيش، على ما أفاد شهود عيان. وتتألف السلطة الحالية في السودان من مجلس السيادة الذي يضم مدنيين وعسكريين، إضافة الى الحكومة، منذ اسقاط نظام الرئيس السابق عمر البشير العام 2019. وتتمثل مهمة السلطة الانتقالية في الإعداد لانتخابات عامة تنتهي بتسليم الحكم الى مدنيين. وبدأت التظاهرات بعد الظهر في العاصمة السودانية فيما أتى بعض المشاركين من مناطق أخرى بالقطارات خصوصا مدني (حوالى 190 كيلومترا جنوب العاصمة) وعطبرة (350 كيلومترا شمال الخرطوم). وقد ألقى المتظاهرون الحجارة مساء على الشرطة التي ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع، على ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس فرانس برس. وردد المتظاهرون "مدنية" تعبيرا عن دعمهم للحكومة المدنية ضد أي محاولة للانقلاب عليها، وفق المصدر نفسه. وقالت المتظاهرة سلمية يوسف "الهدف الرئيسي لثورتنا حكومة مدنية ودولة ديموقراطية، ولن نتراجع حتى يتحقق ذلك". وقال شهود إن المتظاهرين تجمعوا في الخرطوم دعما للحكم المدني في السودان حيث يتقاسم السلطة العسكريون والمدنيون . وأعلنت الحكومة السودانية في 21 أيلول/سبتمبر احباط محاولة انقلاب متهمة "ضباطا من فلول النظام البائد" بتنفيذها، في إشارة الى نظام البشير المعتقل منذ أكثر من سنتين بعدما أطاح به الجيش تحت ضغط حركة شعبية احتجاجية عارمة. وقال رئيس الحكومة السوداني عبد الله حمدوك خلال اجتماع لمجلس الوزراء إن "تحضيرات واسعة" سبقت المحاولة الانقلابية، وتمثلت "في الانفلات الأمني بإغلاق مناطق إنتاج النفط وإغلاق الطرق التي تربط الميناء ببقية البلاد". وأكدت القوات المسلحة السودانية اعتقال 11 ضابطًا وعدد من الجنود المشاركين في المحاولة. وبعد بضعة اشهر من اطاحة البشير، وقع المجلس العسكري الذي تسلم السلطة والمدنيون الذين قادوا التظاهرات اتفاقًا لتقاسم السلطة نصّ على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقا حتى نهاية 2023 بعدما أبرمت الحكومة السودانية اتفاقات سلام مع عدد من حركات التمرد المسلحة في البلاد.
مشاركة :