البلوك تشين ليس العملات الرقمية فقط

  • 10/1/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إن الألفية الثالثة جاءت بتقنية البلوك تشين لكي تغير من معالم التعاملات في حياة البشر وتنقلهم إلى مرحلة جديدة استكمالاً للتطور تجاه الرقمنة وحلول الديجتال التي انطلقت منذ منتصف الألفية الماضية. إن تقنية البلوك تشين تعد المستقبل في مجال التكنولوجيا متناهية الدقة، والبعض يرى أنها الأمل في إعادة الثقة والشفافية في جميع أنحاء العالم للتخلص من التضليل الذي أصبح يسود العديد من المجالات في حياتنا. إن الكثير منا يعتقد أن البلوك تشين تستخدم في إصدار العملات الرقمية فقط والحقيقة أن العملات الرقمية تشكل 20٪ فقط من استخداماتها، إن هذه التقنية تستخدم في مجال معالجة المدفوعات والتحويلات المالية من خلال نسخ احتياطية للبيانات غير قابلة للتغيير، وأيضاً في الحفاظ على السجلات الطبية وإدارة سلسلة التوريدات وخصوصاً للمواد الغذائية للحفاظ عليها من الغش وتغيير تواريخ الصلاحية، وحماية الملكية الفكرية التي عانت كثيراً من القراصنة وأيضاً سيكون لها دور سياسي بعد قدرتها الفائقة على مواجهة التزييف في حفظ سجلات التصويت الإلكتروني، ويرى القائمون على تطوير هذه التقنية أنها الأمل في مجال الإعلام للحفاظ على الأخبار الصحيحة من خلال هذه التقنية للبعد عن تزييف الحقائق والأخبار المضللة. هل يعتبر البلوك تشين فرصة لإعادة البشرية إلى الطريق الصحيح بانتقال الطاقة الحاسوبية المحفوظة داخل الشركات والمؤسسات الحكومية إلى نطاق أوسع في جميع أنحاء العالم؟! إن التكنولوجيا متناهية الدقة أثرت على التعاملات بين البشر بالفعل، فها هي العملات الرقمية تثبت صحة النظرية من اعتماد الأفراد في إنشاء عملاتهم والابتعاد عن السلطة المركزية في إصدار عملات لا تتمتع برقابة الحكومات والمؤسسات، حتى أن بعد سنوات عدة من محاربة العملات المشفرة رضخت بعض الدول وأصدرت عملتها المشفرة لكي تلحق بركب الأفراد الذين سبقوها على عكس السائدة من عقود من الزمن. وعندما تتوجه بوصلة البنوك وأسواق المال إلى البلوك تشين في تعاملاتها فعليك أن تعلم أنها المستقبل، فلقد نما الإنفاق على هذه التقنية من 1.5 بليون دولار عام 2018 إلى 12 بليون دولار، وقد ارتفعت قيمتها السوقية من 228 مليون دولار عام 2016 إلى 5 بلايين دولار في بداية هذا العام ومن المنتظر أن تنمو أكثر فأكثر خصوصاً بعد أن بدأت بعض الحكومات دراسات للاعتماد عليها في معاملاتها لحفظ سجلاتها من التلاعب والقرصنة. بعد ثورة الإنترنت والهواتف المحمولة التي وضعت قوة حسابية هائلة في يد 60٪ من سكان العالم تتجه بوصلة الحياة إلى وضع سلطة رقابية أكبر في يد الأفراد والمؤسسات الصغيرة بالتزامن مع إنترنت الأشياء والذكاء الصناعي.

مشاركة :