أكد محمد باركيندو أمين عام منظمة أوبك أن المنظمة تسعى إلى تحقيق استقرار أسواق النفط، من خلال توفير المعلومات الدقيقة والبيانات عالية الشفافية بالنسبة إلى العرض والطلب والمخزونات، خاصة في ظل أزمة الجائحة الراهنة. وأضاف خلال حفل إطلاق النشرة الإحصائية السنوية 2021 في نسختها 56 عبر الفيديو، أن "بيانات "أوبك" متاحة دائما للجميع عبر كل الوسائط التكنولوجية، وأن "أوبك" التي تأسست 1960 اكتسبت كثيرا من الخبرات من الدورات الصعبة التي اجتازتها ولا سيما مع الإحصائيات التي لعبت دورا محوريا في منظومة عمل "أوبك". وقالت منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، في نشرتها الإحصائية السنوية الـ56 التي تم إطلاقها أمس، "إن الاحتياطيات العالمية المؤكدة من الخام زادت 0.2 في المائة في 2020 على الرغم من انهيار الأسعار الذي عاق الاستثمار في الصناعة". وأشارت إلى تسجيل احتياطيات نفطية مؤكدة بـ1.549 تريليون برميل في نهاية 2020 ارتفاعا من 1.546 تريليون برميل في نهاية في 2019، حسبما رصدت المنظمة. ووفقا للنشرة فإن أعضاء "أوبك" الـ13 يمتلكون 1.237 تريليون برميل من تلك الاحتياطيات أو 80 في المائة من الإجمالي العالمي، موضحة أنه في غضون ذلك انخفضت احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة 0.4 في المائة، إلى 206.7 تريليون متر مكعب، حيث يمتلك أعضاء "أوبك" منها 73.7 تريليون متر مكعب. وأظهرت النشرة أن طاقة التكرير العالمية تقلصت بمقدار 300 ألف برميل في اليوم لتصل إلى 101.1 مليون برميل في اليوم في 2020 مع انخفاض حاد في قطاع التكرير في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في حين أضافت آسيا والشرق الأوسط طاقة إنتاجية. وفي وقت سابق من الأسبوع توقعت "أوبك" في تقرير آفاق النفط العالمي أن 14 مليون برميل في اليوم من طاقة التقطير التكريرية العالمية ستضاف بين 2021 و2045، بقيادة آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا. وانخفضت إنتاجية المصافي بنسبة تاريخية 9.1 في المائة إلى 78.0 مليون برميل في اليوم في 2020 مع تضرر استهلاك الوقود بشدة من الوباء وفقا للنشرة الإحصائية السنوية. وجاء التقرير قبيل اجتماع الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) بين "أوبك" وروسيا وتسعة حلفاء آخرين ينسقون بشأن سلسلة من تخفيضات الإنتاج منذ 2017، وسيحدد الاجتماع عبر الإنترنت مستويات إنتاج المجموعة لتشرين الثاني (نوفمبر) حيث تلتزم المجموعة حاليا بزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا شهريا حتى نهاية 2022، على الرغم من أن الوزراء قالوا "إنهم يحتفظون بالحق في تعديل الخطة وفقا لظروف السوق". وبحسب النشرة انخفض إنتاج النفط الخام في 2020 بـ8.2 في المائة، وهو انخفاض تاريخي على أساس سنوي إلى 69.09 مليون برميل في اليوم، كما انخفض إنتاج "أوبك" 12.7 في المائة. وأظهرت النشرة أن الطلب العالمي على النفط انخفض بمقدار 9.30 مليون برميل في اليوم على أساس سنوي إلى 90.73 مليون برميل في اليوم في 2020 مع انخفاض الاستهلاك في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للمرة الأولى في التاريخ. من المتوقع أن يبلغ متوسط الطلب المتوقع في توقعات النفط العالمية 96.6 مليون برميل في اليوم في 2021 و99.9 مليون برميل في اليوم في 2022 و101.6 مليون برميل في اليوم في 2023 عندما سيتجاوز أخيرا مستويات ما قبل الجائحة. وقالت التوقعات "إنه لتلبية احتياجات العالم من النفط حتى 2045، ستكون هناك حاجة إلى نحو 11.8 تريليون دولار من استثمارات صناعة النفط 80 في المائة منها في قطاع التنقيب والإنتاج". وأكد محمد باركيندو أمين عام "أوبك"، السعي لتحقيق استقرار سوق النفط من خلال توفير المعلومات الدقيقة والبيانات عالية الشفافية بالنسبة إلى العرض والطلب والمخزونات خاصة في ظل أزمة الجائحة الراهنة، مشيرا إلى أن جهود التعافي ما زالت مستمرة، وهو ما يتطلب مزيدا من التحليل من كل أطراف الصناعة. وأوضح خلال كلمته في الحفل الافتراضي، أن التعاون بين "أوبك" وخارجها "أوبك+" حقق كثيرا من الإنجازات بمساهمات متنوعة في البيانات من كل الدول الأعضاء في التحالف، لافتا إلى أن "أوبك" تتعاون مع جميع المنظمات الدولية لضمان تدفق البيانات بكل دقة وحيادية وشفافية ومصداقية. وأضاف أن "كل إصدارات "أوبك" متكاملة ودقيقة سواء التقرير الشهري أو تقرير التوقعات أو النشرة الإحصائية التي تتابعها كل الدوائر الاقتصادية والمعنية بالطاقة حول العالم على مدار أعوام طويلة". ولفت إلى أن التعاون الدولي في مجال البيانات سيستمر لمصلحة صناعة النفط الخام حول العالم خاصة المحللين وصناع القرار والأكاديميين وغيرهم من المعنيين بالصناعة، مثمنا التنسيق المستمر بين الدول الأعضاء في "أوبك" وسكرتارية المنظمة في فيينا. وأشار إلى أن أحد العوامل الأساسية في منظمة أوبك هو البيانات التي تعزز نجاح المنظمة من خلال الموثوقية والشفافية وهي تحتل الأولوية التي تستحقها في منظومة العمل داخل "أوبك"، موضحا أن البيانات ستظل متاحة بسهولة عبر الإنترنت وكل الوسائط الإعلامية. ولفت باركيندو إلى أن كل القرارات الاقتصادية الدولية الهادفة إلى تحقيق استقرار السوق جاءت مدعومة بتقارير "أوبك" وهي المنظمة التي عايشت عديدا من الدورات الاقتصادية الصعبة وهي سبع دورات، إذ إن كل الأزمات كانت تحتاج إلى بيانات قوية وتحليلات عميقة ودقيقة من جانب سكرتارية "أوبك" التي تقوم بهذه المهمة باستمرار وبشكل منتظم، موضحا أن نماذج العمل في "أوبك" تحقق التكامل وتتمتع بثقة دولية تسهل اتخاذ القرارات الاستراتيجية الكبرى في كل العالم. وأشار إلى أن هناك أهمية كبرى للاجتماع الدولي بشأن المناخ في جلاسكو في تشرين الثاني (نوفمبر)، مشددا على ضرورة أن يسعى العالم إلى تحقيق الأهداف المشتركة في حماية المناخ بالتوازي مع الحفاظ على التنمية ومكافحة فقر الطاقة. من جانبه، يقول الدكتور توماس ليندر الأستاذ في الجامعة الاقتصادية في فيينا، "إن منظمة أوبك شريك مهم للجامعة الاقتصادية في فيينا خاصة في مجال الأبحاث الخاصة بالطاقة"، مشيرا إلى أن الجائحة كان لها تأثير واسع في سوق الطاقة في العالم خاصة النفط والغاز، وبالتحديد في جهود التحول في مجال الطاقة. من ناحيته، يقول الدكتور عايد القحطاني مدير الأبحاث في منظمة "أوبك"، "إن النشرة الإحصائية لمنظمة أوبك هي الأكثر موثوقية لجميع صناع القرار في مجال النفط الخام على مدار أكثر من خمسة عقود، وهي تتسم بالجهود البحثية عالية الجودة، وتسهل الإرشاد لجميع القرارات المهمة في صناعة النفط الخام". وأوضح أن النشرة ساعدت على إنعاش الاستثمارات وتعزيز علاقات التعاون بين المنتجين والمستهلكين، مشيرا إلى أن النشرة راعت كل التطورات التي أحدثتها الجائحة في السوق خاصة بيانات العرض والطلب. ولفت القحطاني إلى أن النشرة الإحصائية توفر بيانات تتسم بالتحديث المستمر ومواكبة أدق وأهم الأبحاث في مجال صناعة النفط، وأن الحوار الدائم والمستمر يسهل إعداد البيانات القوية والدقيقة سواء مع الجهات الأكاديمية أو وكالات ومنتديات الطاقة.
مشاركة :