«إكسبو 2020».. روائع هندسية

  • 10/1/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يجتمع العالم مع افتتاح «إكسبو 2020» على أرض الإمارات، احتفاءً بثقافات الشعوب وإبداعاتها، لصناعة مستقبل زاخر بشتى المجالات كما لم يُقدَّم على هذا النحو المتكامل من قبل. وتحضر الأيقونات المعمارية لأكثر من 200 جهة مشاركة في الحدث، ضمن عوامل إبهار تتجه إليها الأنظار، وتمنح الزوار انطباعات آسرة عن الموقع وما فيه، بدءاً من الخطوات الأولى باتجاه كل جناح وركن ومنطقة، وحتى جماليات الأسقف والجدران والأرضيات وتفاصيل البناء وإبداعات الديكور والمساحات المزروعة عبقاً. وتحضر هنا أكبر شاشة عرض في العالم بزاوية 360 درجة، لتُتيح مشاهدة كل هذه الروائع الهندسية في مكان واحد، وبحرفية عالية أجمع عليها خبراء دوليّون في العمارة والثقافة والفنون والعلوم، ما يؤكِّد رؤية الإمارات في تبنّي استراتيجيات الابتكار بما يسبق العصر ويفوق التوقّعات. يسعى موقع «إكسبو 2020» الممتد على مساحة 4.38 كيلومتر مربع من الإبهار المعماري والمعارض القيِّمة بمضمونها الهادف للارتقاء بتطلعات الشعوب، لأن يكون من أكثر النسخ استدامة في تاريخ «إكسبو» الدولي ومثالاً عملياً على الابتكار، بدءاً من العمارة المستدامة المتطوِّرة، إلى المستشعرات التي ترصد كفاءة الطاقة. وتضم مناطق «الموضوعات» فيه، مساحات عرض ومنشآت فنية ومتنزهات وحدائق خارجية، يتمحور كل منها حول جناح، وتتوزّع بين جناح الفرص، جناح التنقل وجناح الاستدامة. وتشغل المنطقة المخصّصة للعرض حوالي 2 كيلومتر مربع، فيما تضم المساحة المتبقية مرافق ومباني دعم مختلفة. وبالنظر إلى مكوِّناته الإنشائية يختصر «إكسبو 2020» مدينة المستقبل، ويُعد من أكثر المواقع ترابطاً من الناحية التقنية في العالم. وتُثبت من خلاله دولة الإمارات للعالم من جديد ما يمكن إنجازه بالإرادة والعزيمة عبر ما حقّقته من تحوّل وتقدّم لافتَين. صقر يحلِّق يمثِّل «إكسبو 2020» فرصة لجمع العالم في مكان واحد عبر هندسات معمارية تضمن التواصل، وهو تجربة عالمية صُمِّمت للجمع بين المجتمعات والدول من أجل مد الجسور وتنمية العمل المشترك وتقديم حلول واقعية لتحديات الحياة. والبداية من جناح الإمارات، الذي يخطف الأنفاس بتصميمه المتفرِّد على شكل صقر يستعد للتحليق. الجناح الأيقونة يبث في خطوطه المعمارية، من إبداعات المهندس الإسباني الشهير كالاترافا سانتياغو المعروف بطابعه العصري، رسائل ملهمة تُعنى بالوجه الحضاري للبلاد بوصفها مركزاً عالمياً، وتروي قصصاً عن رؤية قادتها وثقافة شعبها ومستقبلها المشرق. ويأتي ذلك التميّز المعماري لجناح الإمارات، الممتد على 4 طوابق بمساحة 15 ألف متر مربع، في إشارة ملهِمة حول تأسيس مجتمع متقدِّم ينسج خططاً طموحة للمستقبل. ويشمل في الطابق العلوي مساحة لافتة مخصّصة للضيافة، ومعارض مبتكَرة تضيء بمكوِّناتها على الثقافة الإماراتية وإنجازاتها العالمية. أكبر شاشة عرض بالوصول إلى ساحة الوصل، فهي القلب النابض لـ«إكسبو 2020»، ومحور الحدث الدولي، والنقطة المركزية للاحتفالات. تتمّيز بقبَّتها الفولاذية كأكبر شاشة عرض في العالم بزاوية 360 درجة، ويوازي اتساعها المسافة بين جناحي طائرة إيرباص A380، من ابتكار شركة «آدريان سميث وغوردون جيل» المعمارية. ومنها إلى بوابات دخول «إكسبو»، المصنوعة من الألياف الكربونية والتي تشكِّل هياكل متشابكة مستوحاة من المشربية، يبلغ ارتفاع الواحدة منها 21 متراً، وتمنح الزوار لمحة أولى عما سيختبرونه من عمارة مدهشة وابتكارات غير مسبوقة داخل الموقع. رحلة صهاريج تحت شعار «إلهام من الطاقة» يتّخذ جناح شركة إينوك، شريك الطاقة المتكاملة الرسمي لـ«إكسبو 2020»، شكل صهاريج التخزين، ويضم 5 مبانٍ مميّزة، بينها 4 «منازل» تصطحب الزوار في رحلة شاملة تحمل عناوين: الاكتشاف، الاستفادة، التعاون والإلهام. ويتربّع الجناح العصري على مساحة 2060 متراً مربعاً، وشُيّد باستخدام أكثر من 700 طن من الفولاذ لتقليل حجم النفايات والأثر البيئي والسماح بإعادة استخدام مباني الجناح بعد انتهاء فعاليات الحدث. وسمح هذا الأداء بتكامل الإرث في مخطَّط بناء الجناح، وفقاً لأعلى معايير الاستدامة والتصميم التي اعتمدها «إكسبو 2020»، تماشياً مع أفضل الممارسات العالمية لتعزيز الاستدامة وترشيد استهلاك الطاقة. وشمل اعتماد تصميم وظيفي متعدَّد الأنماط لأنظمة التدفئة والتهوية والتكييف لتخفيض استهلاك المياه بنسبة 30% بحسب الإرشادات الصادرة عن هيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا». وتضم «إينوك» محطة خدمة في موقع «إكسبو 2020» مستوحاة من شجرة الغاف، تشمل سقفاً مصنوعاً من ألياف الكربون، تعمل مظلّته بالطاقة الشمسية، وتوربينات الرياح، ونظام لإعادة تدوير مياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وأدوات الاستشعار لتقليل زمن الانتظار. القوس الأخضر بالتوقّف عند جناح بلجيكا، فتصميمه مستوحى من القوس لشركتي فنسنت كاليبو أركيتكس وأسّار أركيتكتس. وهو يُنتج طاقة أكثر مما يستهلك، حيث يعرض «القوس الأخضر» البراعة البلجيكية في الصناعة والتقنية والعلوم، ما يعكس الهوية البلجيكية في مزيج بين الرومانسية اللاتينية في الفن، والدقة التقنية الأنجلوساكسونية في الصناعة. يتضمّن 3 مناطق: العاصمة بروكسل، المنطقة الفلمنكية والمنطقة الوالونية، ومعرضاً بمساحة 500 متر مربع يقدِّم لمحة عن مستقبل تقنيات التنقّل في بلجيكا وابتكاراته. ويشمل الجناح «براسيري» في أجواء فاخرة، وشرفة على السطح تضم ردهة للجلوس والاستمتاع بإطلالات خلابة. مكعّبات دوّارة تُظهر واجهة جناح كوريا صوراً وألواناً تتغيَّر مع الوقت من خلال مكعّبات متّصلة ودوّارة. ويوفِّر الجناح للزوار فرص الاستمتاع بمساحات عرض داخلية مفتوحة تشمل ممرات لولبيّة، تُتيح في الوقت نفسه مشاهدة المناظر المحيطة. ويضيء على الرؤية الكورية الخاصة بالتنقّل والتحوّل إلى مجتمع أكثر ارتباطاً واتصالاً، ويُقدِّم نمط حياة إبداعي قائماً على أساليب التواصل الجديدة ووسائل النقل المستقبلية، مع إظهار التغيّرات التي ستحدثها الابتكارات في العالمين الافتراضي والواقعي وأهميتها. ويُظهر شعار «كوريا الذكية تنقل العالم إليك» قيادة البشرية إلى حياة أفضل، من خلال الطابع الحيوي لشخصيات غير مرئية، توضح أنّ التنقل الافتراضي سيرسم ملامح العالم مستقبلاً. وتشمل تصاميم الجناج، ملامح عن التنقل الجماعي في المدن، من خلال مفهوم الرقص الجماعي الذي يُعد أفضل مشهدية لتجسيد الحيوية الكورية. المشربية والأرابيسك استلهم جناح كندا تصميمه من آلة الطبلة والمشربية العربية، في تجسيد رمزي للعلاقات الثقافية والاقتصادية الوثيقة بين الإمارات وكندا. فالصوت والإيقاع من أقدم وسائل التبادل الثقافي بين الشعوب، أما الشكل الهندسي للمشربية فهو من إبداعات التواصل. وفي إطلالة على جناح فنلندا، فقد صُمِّم مدخله على شكل خيمة عربية تقليدية مصنوعة من الجليد، في امتزاج واضح بين التراث العربي والمناظر الطبيعية الجليدية الاسكندنافية. وبأسلوب مشابه يظهر في جناح السويد، المفهوم المتطوِّر للمشربية التقليدية، حيث تُحاط المساحة أعلى منطقة العرض بشبكة من الأشكال الخشبية التي توفِّر مظلة في النهار وأبعاداً مميّزة في الليل. ويأخذ جناح اليابان زواره إلى مشهد معماري متنوِّع، حيث تجمع واجهته بين الأنماط الزخرفية «الأسانوها» وتأثير فن الأرابيسك العربي، وتمثِّل الارتباط بين تاريخ الشرق الأوسط واليابان عبر طريق الحرير. والجناح مزوَّد بنظام تبريد طبيعي يدمج بين التقنيات التقليدية العربية واليابانية. أما جناح إسبانيا، فيُتيح الفرصة لاستكشاف تاريخ البلاد الذي تشكَّل بالتفاعل مع العالم العربي، حيث يعود الزوار بالزمن للتعرف إلى 800 عام من الحكم الإسلامي للبلاد من القرن الثامن وحتى القرن الخامس عشر. طابع طموح يضم «إكسبو 2020»، 3 أجنحة استثنائية، تسهم أنماطها من ناحية الشكل والمحتوى في استكشاف الطابع الطموح للحدث الدولي، وهي الإضافة، الصاعقة والقطرة. ويقع كل جناح في واحدة من مناطق الموضوعات الفرعية لـ «إكسبو 2020»، الفرص والتنقل والاستدامة، وتوفِّر الأجنحة لمسة مفعمة بالانتعاش عبر برنامج تفاعلي من التشويق والابتكارات والمناقشات، يحفِّز جناح الإضافة، الجانب الفضولي والطابع الاستكشافي لدى الزوار، لحثِّهم على توسيع آفاقهم الفردية والتطلّع إلى عالم من الفرص والإمكانات، ويُلهم الطموح المتمثِّل في إحداث تغيير. ويهدف جناح الصاعقة، إلى المساهمة في جعل الرياضة قوّة عالمية من أجل الخير، عبر ألعاب تفاعلية، وإعادة إنشاء «مختبر جاتوريد لعلوم الرياضة»، وقاعة «أعظم الرياضيين في العالم». أما جناح القطرة، فيتّخذ شكل قطرة ماء عملاقة مصنوعة من علب مُعاد تدويرها، ويستعرض أشكال الاستدامة، وجهود الحفاظ على المياه، وتقليل الخامات المستخدمة، وإعادة التدوير. مجتمع نموذجي سيُبقي «إكسبو 2020» على أكثر من 80% من بنيته التحتية ضمن المدينة المستقبلية «دستركت 2020»، وهو مجتمع عالمي نموذجي مصمَّم للمستقبل، يستخدم أحدث الابتكارات والعلوم وأساليب الاستدامة لإنشاء بيئة أكثر نظافة وأماناً وصحة للإقامة والعمل. إرث هادف يلتزم «إكسبو 2020» ببناء إرث طويل الأمد، هادف وقابل للقياس، من شأنه أن يضع معياراً جديداً لنُسخ «إكسبو» الدولي المستقبلية.

مشاركة :