آلاف الزوّار يتوافدون على «إكسبو دبي»

  • 10/2/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في منجز حضاري وإنساني جديد وتتويجًا لسنوات من العمل المتواصل لاستكمال المشاركة الأضخم في محفل دولي خارجي؛ افتتحت مملكة البحرين مساء أمس، الجمعة، جناحها الوطني «الكثافة تنسج الفرص» ضمن إكسبو 2020 دبي، بحضور الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، والمفوض العام لجناح البحرين في الإكسبو، وعدد من ممثلي الأجنحة الخليجية برئاسة الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة إلى تواجد شخصيات دبلوماسية، ووسائل إعلامية عالمية. وبهذه المناسبة؛ قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: «نحضر اليوم في إكسبو 2020 دبي ورسالتنا التي نحملها إلى العالم أن الثقافة تصنع المنجزات وتروّج للأوطان وهي الأمل في عالم يتعافى من أزمة امتدت إلى كافة مناحي الحياة، إن مملكة البحرين حاضرة بكل ما تمتلكه من إرث وتاريخ عريق يترجم ذلك جناحنا الذي يعكس جمال عمارتنا وإبداعاتنا الحضارية الماضية والحديثة»، وأضافت: «نرفع هذا المنجز الجديد الذي حققناه إلى قيادة مملكة البحرين، وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى الداعم الأول لمشاركة البحرين في الإكسبو وراعي جهود الثقافة وحضورها في شتى المحافل العالمية، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء الذي بحكمته يضع المملكة على خارطة الاقتصاد العالمي». وأضافت أن جناح البحرين الوطني يأتي تتويجًا لمشاركات عديدة ناجحة في محافل عالمية عريقة، مؤكدة أن هذه المشاركة ستروّج لكثافة المقومات الحضارية والإنسانية البحرينية التي تتواجد في مساحة جغرافية صغيرة نسبيًا، وما تشكّله هذه الكثافة من أرضية لصناعة فرص واعدة في مجالات الاقتصاد والثقافة والتنمية المستدامة. ونوّهت إلى أن مشاركة المملكة في إكسبو 2020 دبي ستشكل فرصة ملائمة للترويج لصورة البحرين الأجمل التي تعكسها مقومات حضارية ومكوّنات ثقافية مميزة تؤكد على كونها وجهة تقدّم تجربة فريدة لزوّار المنطقة من دول العالم، من خلال مدنها العريقة كالمنامة والمحرّق ومواقعها المسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو وهي موقع قلعة البحرين، موقع مسار اللؤلؤ وموقع تلال مدافن دلمون، إضافة إلى بنيتها التحتية الثقافية من متاحف ومواقع ومراكز زوّار تعرض حكاية حضارات امتدت لما يزيد عن 4000 عام. وأوضحت أن جناح البحرين في إكسبو 2020 دبي يعكس مفهوم الكثافة عبر تصميم معماري فريد وبرنامج ثقافي متنوع، كما أن الشباب عبر برنامج التطوع يشكّلون جزءًا أساسيًا من القوة البشرية التي ستسهم في إنجاح المشاركة، مشيرة إلى أن الجناح سيشهد مشاركة الموسيقيين والفنانين والحرفيين من البحرين. وتوجّهت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالشكر الجزيل إلى إمارة دبي وكل القائمين على الإكسبو، كما توجهت بالشكر إلى كافة الداعمين للعمل الثقافي والحضاري في مملكة البحرين من جهات خاصة وعامة والمساهمين في مشاركة المملكة في هذا الحدث الهام بالنسبة للمنطقة والعالم. وتأتي مشاركة مملكة البحرين في إكسبو 2020 دبي ممثلةً بهيئة البحرين للثقافة والآثار، وبالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصاديّة كشريك اقتصادي بالتعاون مع طيران الخليج، بنك البحرين الوطني، وزارة الصناعة والتجارة والسياحة، غرفة تجارة وصناعة البحرين، دانات، تمكين، ممتلكات، صادرات البحرين، هيئة البحرين للسياحة والمعارض وبتلكو، حيث يعتبر الإكسبو فرصة مثاليّة لتحفيز النموّ الاقتصادي ويوفّر الفرص الوظيفيّة لسنواتٍ مقبلة. وشهد افتتاح جناح مملكة البحرين في إكسبو 2020 دبي حضورًا كبيرًا من قبل الزوار، حيث أشادوا بالجناح ومضمونه الذي يعكس كثافة الإنتاج الحضاري للبحرين، إضافة إلى تعرفهم على العديد من جوانب الكثافة في المملكة من خلال مضيفي الجناح الذين ارتدوا ملابس طوّرتها مصممة الأزياء البحرينية هلا كيكسو بشكل وثيق مع مصنع بني جمرة للنسيج، إضافة إلى تذوقهم لضيافة بحرينية أصيلة مُعاد تصوّرها من ابتكار الطاهيين البحرينيين لولوة صويلح وبسام العلوي. كما ورافق الافتتاح أنغام فن الفجري الذي قدّمته فرقة قلالي للفنون الشعبية. ويقع جناح البحرين الوطني في منطقة الفرص، وهي إحدى ثلاث مناطق يضمّها هذا المحفل الدولي. ويعرض مفهوم الكثافة ودورها في خلق فرص واعدة عبر تجربة ملموسة ومكانية. ويمثّل الجناح، الذي تم تصميمه من قِبل كريستيان كيريز زيورخ أيه جي، مساحة مفتوحة ومغمورة قليلاً في الموقع، يتم الوصول إليها من خلال منحدر يصنع انتقالاً ما بين العالم الخارجي والداخلي للجناح. يتكوّن هيكل هذه المساحة المركزية من 126 عموداً بسماكة 11 سنتيمتراً وبارتفاعٍ يبلغ 24 متراً، تتّصل ببعضها البعض في عدّة نقاط على ارتفاع المساحة. وتدعم هذه الأعمدة بعضها إضافة إلى رفعها للسقف، في تأويلٍ شاعريّ يوضّح مبادئ التواصل والكثافة في استكشاف الاحتمالات ثلاثيّة الأبعاد المستوحاة من الزخارف الجصيّة الهندسيّة التقليديّة للعمارة البحرينيّة التراثيّة. وتضمّ هذه المساحة المركزية للجناح فضاء العرض الرئيسي، متجر الهدايا، والمقهى، والموزّعة بشكل حر ما بين أعمدة المبنى التي تشكّل التجربة المكانية الملموسة للكثافة في الجناح. يختبر الزائر المساحة كما لو كان المرء يسير عبر غابة كثيفة، حيث يتمازج معرض وبرنامج الجناح بشكل مفتوح مع هندسة المبنى، وهو القائم على أعمدة مصنوعة من الفولاذ، بينما تتألّف الواجهة الخارجيّة للجناح من الألومنيوم الذي يمثّل أحد أكبر صادرات المملكة. ومع نهاية الستة أشهر، من المقرر أن يتم تفكيك الجناح بالكامل وإعادة بنائه بشكل دائم في البحرين. ستتخذ مجموعة مختلفة من الأعمال التركيبية الدوريّة مكانًا لها في المساحة وتحولها على مدار 6 أشهر خلال فترة الإكسبو، لتخلق سينوغرافيا مختلفة تغيّر من قراءة الزائر للمكان. حيث يتم إنشاء كل عمل من هذه الأعمال التركيبية عبر عملية تعاونية، بصناعة يدوية في البحرين تستخدم مختلف حِرَف النسيج التقليدية والمعاصرة، وتستعرض عملية الحياكة باعتبارها استعارة للكثافة. وسيكون لكلّ سينوغرافيا موضوع عام، ينكشف في أربعة معارض مختلفة كما في العمل المسرحي، ليستعرض جانباً مهماً من ثقافة البحرين وتراثها الثري. وستلقي هذه المعارض الضوء على موضوعات عامة أولها البحر، حياكة الابتكار، رواية التاريخ، وأخيراً المدن المستدامة. خلال الموضوع الأول، البحر، يعرض الجناح عملاً تركيبياً بعنوان «ماذا ترى» أبدعته مصمّمة النسيج المقيمة في البحرين مهيري بويل بالتعاون مع حرفيين بحرينيين، ويعكس عراقة حرفة النسيج في البحرين وجمال أشرعة سفن البانوش التي أبحرت لصيد اللؤلؤ في الماضي. وبالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار، يقدّم معهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة «دانات» خلال هذه الفترة برنامجاً متنوعاً، ويعرض للجمهور العالمي أهم خدماته ويتيح له الفرصة للتعرف على أحدث أدواته وتقنياته في فحص اللآلئ الطبيعية. وكانت هيئة البحرين للثقافة والآثار قد أطلقت برنامجاً تدريبياً في مجال الحِرَف ضمن استعداداتها لجناح البحرين في إكسبو 2020 دبي، وذلك بالتعاون مع مركز الجسرة للحرف، مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، مجمع العاصمة لمنتجات الأيدي البحرينية (وزارة العمل والتنمية الاجتماعيّة)، جمعية أوال النسائيّة ومصنع بني جمرة للنسيج. يهدف البرنامج التدريبي إلى تدريب الأفراد للحفاظ على مجموعة من المهارات الحرفيّة وتوفير تعليم إبداعي وفرصة لتطوير المهارات. إنّ تكريس جناح البحرين هذه الجهود لتعزيز التراث الثقافيّ غير المادّي سيترك خلفه إرثًا قويًا وطويل الأمد. هذا، وكان إكسبو 2020 دبي قد فتح أبوابه يوم أمس، الخميس، حاملاً شعار «تواصل العقول صنع المستقبل»، وليستمر في استضافة وعرض أجنحة دول العالم لمدة ستّة أشهر متواصلة، متوقعًا أن يستقطب ملايين الزوار خلال هذه المدة.

مشاركة :