تجيء زيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر الشقيقة للمملكة يوم غد الخميس ولقائه اخيه جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لتؤكد على ثلاثة أشياء مهمة، أولها: عمق العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين، خاصة خلال السنوات الأخيرة التي شهدت تغيرات متسارعة كان لها تأثيرها في تعزيز الاتصالات الثنائية ودعم الأطر التنظيمية والسياسية لها، ثانيها: إدراك قيادات البلدين لمدى الحاجة إلى تبادل وجهات النظر والتشاور فيما يتعلق بقضايا الاهتمام ذات الصلة، سيما إزاء الملفات الشائكة التي تلقي بظلالها على أمن دول المنطقة برمتها واستقرارها، ثالثها: ضرورة المضي قدما وبتنسيق عال المستوى يقوده كبار مسؤولي البلدين فيما يصب في صالح الشعبين الشقيقين والأهداف الوطنية والقومية المشتركة. تتوج الزيارة التطور الكبير الحاصل في مسيرة العلاقات البحرينية المصرية، والتي تعود تاريخيا لعقود مضت، وزادت كثافة خلال السنوات الثلاثة السابقة، وتبدو أهمية ذلك من الناحية الاستراتيجية لعاملين، أحدهما يتعلق بتوقيتها وتزامنها مع العديد من التطورات المتلاحقة التي تستدعي التقييم والمشاورة، والآخر خاص بقيمة وطبيعة المباحثات والمشاورات وحجم التنسيق المنتظر أن يُسفر عنه اللقاء بين قيادتي البلدين، والذي يُتوقع أن يمتد ليشمل، إضافة للملفات ذات الطبيعة الثنائية، قضايا الإقليم والعالم ذات الأهمية القصوى للبلدين. ويُنتظر أن يفتح اللقاء بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بابا أكبر للتنسيق المتزايد بين الدولتين الشقيقتين، سيما مع مواصلة هذه اللقاءات واستمرارها دون انقطاع يذكر خلال السنوات الأخيرة. إن زيارة الرئيس المصري لمملكة البحرين ولقائه جلالة العاهل المفدى يمكن وصفها باعتبارها لبنة جديدة ستضاف لتوطيد أركان العلاقات البحرينية المصرية وبنيتها الراسخة، والتي تمتد في أعماق التاريخ والذاكرة الوطنية لكلا الشعبين الشقيقين، وتشمل كافة القطاعات، ويقودها تناغم سياسي كبير بين قيادتي البلدين، ولا يخفى هنا مدى ما يمكن أن يسهم فيه ذلك التناغم والتناسق في توفير فرص واعدة وطموحة لتنمية وتعزيز مسيرة وتطور العلاقات المشتركة، حيث يتطلع البلدان لتوسيع أطر التعاون الاقتصادي والمشروعات الاستثمارية الثنائية ورفع حجم التبادل التجاري.
مشاركة :