هل حلت السعودية أخيرا عقدة مناهجها الدراسية

  • 10/1/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تخطو السعودية خطوات لافتة نحو التخلص من الانتقادات الخارجية الموجهة إليها، خاصة ما تعلق منها بالمناهج الدراسية. وقامت بإحداث تعديلات هامة على النصوص المثيرة للجدل، خاصة ما اتصل منها بمعاداة السامية والحث على الجهاد والحط من قيمة النساء. وبهذه الخطوة تكون السعودية قد اتجهت لحل عقدة المناهج الدراسية، وهذا ما أثبته تقرير جديد لمعهد رصد السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي، وهو منظمة مقرها إسرائيل. وجاء في التقرير أن المناهج التعليمية السعودية تسير على قدم وساق نحو أهدافها المعلنة المتمثلة في المزيد من الاعتدال والانفتاح، كاشفا عن أن تخفيف الكراهية والعداء الموجهين ضد الجهات الفاعلة الأجنبية والداخلية يستمر إلى حد كبير رغم أن المجتمع لا يزال تقليديا. وكان المعهد قد نشر في تقريره السنوي العام الماضي إشارات واضحة عن حذف الأفكار المعادية للسامية من المناهج السعودية، إلى جانب أفكار أخرى تحرض على الجهاد، ما عده تحولا تاريخيا ملحوظا في توجهات المملكة. وكشف التقرير أن الكتب المدرسية التي توزعها الرياض على أكثر من 30 ألف مدرسة في المملكة والخارج خلت من نصوص كانت موجودة في السابق تتضمن الترويج “لنظرية المؤامرة بأن اليهود يسيطرون على العالم ونصوص أخرى حذفت كانت تتضمن دعوات لقتل المثليين جنسيا والمرتدين حسب الشرع”. وعلى الرغم من عدم وجود روابط رسمية بين المعهد والسعودية فإن هذا التقرير يظهر أن مساعي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإعادة تصويب صورة المملكة وجعلها موضع تقدير خارج المملكة قد نجحت. ويعتقد السعوديون أن الإصلاحات الاقتصادية الكبرى التي تضمنتها رؤية 2030 تحتاج إلى إصلاحات أخرى متعددة من أجل أن تقود السعودية لأن تصبح قوة وازنة دوليا، وأن من أهم هذه الإصلاحات هو تحرير المناهج الدراسية من الفتاوى المتشددة وحذف الكتب التي تحث على التطرف، ولذلك كان من أبرز قرارات وزارة التعليم هو التخلي عن كتب مرجعية تم اعتمادها لعقود وتعود إلى مؤسسين في تيار الإخوان المسلمين. وتسعى السعودية لتغيير صورتها في الخارج وإظهار أن مسارها الإصلاحي يتماشى مع القيم الدولية، وأنها جادة في إحداث التغييرات متحدية مختلف الضغوط الداخلية والخارجية. وكان المتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن فهد ناظر قال في تصريحات لمجلة “تايم” في ديسمبر من العام الماضي إن مسؤولي التعليم السعوديين وجدوا “بعض المواد التي اعتُبرت مرفوضة ومسيئة” في الكتب المدرسية للمملكة، وبذلوا “جهودا متضافرة لإزالة كل هذه المواد من المنهج بأكمله” واستبدال “هذه المواد الهجومية بالدروس التي تعزز الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي”. Thumbnail ولا شك في أن إزالة الاستعارات المعادية للسامية والاعتداء على المسيحيين والأديان الأخرى والتنميط الجنساني الذي يضع النساء والفتيات في الأدوار التقليدية والاحتفال بالجهاد العنيف تبقى خطوات مهمة وجديرة بالثناء. لكنّ التغييرات التي حدثت على النصوص -خاصة ما تعلق منها بمعاداة السامية- لا تعني بأيّ شكل أن لها مدلولات سياسية، وهو ما أشار إليه ديفيد روبرتس الذي كتب مقدمة التقرير، وهو محاضر كبير في كلية الدراسات الأمنية في كلية كينجز بلندن. وقال روس إنه لا ينبغي للمرء أن يرسم خطا مباشرا بين النصوص المدرسية وقرارات السياسة الخارجية، مضيفا أنه في الحالة السعودية فإن إزالة الأجزاء التي تقول إن المستوطنات غير قانونية، والمنازل في القدس الشرقية محتلة بشكل غير قانوني، والفلسطينيين يواجهون مضايقات واعتقالات مستمرة لا ينبغي أن تؤخذ على أنها إشارة إلى رغبة سعودية في الاقتراب من إسرائيل وترك الفلسطينيين وراءها. ومن بين العبارات التي حُذفت من المناهج السعودية إشارات إلى جهود “اليهود” لتدمير المسجد الأقصى والتي يزعم النص أنها “جزء من أعمال قمعية”. وتضمن النص الذي حُذف ما يلي “إخراج العائلات من منازلها، وطرد آلاف الأشخاص من ممتلكاتهم ومصادرة منازلهم ومزارعهم ومساكنهم، كل ذلك للسماح لليهود بإقامة المستوطنات غير القانونية فوقها، لمهاجمة المصلين، وبناء جدار الفصل، وتشديد الحصار الاقتصادي، ومصادرة وثائق الهوية، والاعتقالات، وخفض مستوى الخدمات العامة، وإغلاق الجمعيات الخيرية، ومضايقة الناس بطرق مختلفة. ولا شك أن هذه جريمة، وشكل من القهر، وظلم تجاه القدس، والمسجد الأقصى، وأهل فلسطين”.

مشاركة :