عاد الطيران الليبي إلى التحليق مجددا فوق الأجواء المصرية، بعد اتفاق حكومتي البلدين على استئناف الرحلات الجوية بين العاصمة طرابلس والقاهرة، وفقا للبيان الصادر عن اللجنة المكلفة بمتابعة الملف الليبي بمصر، عقب اجتماعها مع وفد غرب ليبيا الذي ضم أعضاء من مجلس النواب وأعضاء من المجلس الأعلى للدولة. وقال المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية الليبية محمود حمودة إنه تمت إعادة استئناف تسيير الرحلات المباشرة بين ليبيا ومصر في نهاية سبتمبر الماضي. وأضاف أنه عقب الزيارة التي أجراها رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة خلال الأيام الماضية إلى مصر “تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات مع الجانب المصري، ومن بينها توقيع مذكرة التعاون بين وزارة المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية ونظيرتها بجمهورية مصر”. أحمد فؤاد أباظة: استئناف الرحلات الجوية نجاح كبير للتعاون بين مصر وليبيا وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي استقبل الدبيبة بالقاهرة للتأكيد على أهمية إجراء الانتخابات الليبية بنهاية العام الجاري، بعد يومين من استقباله رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر. واتفق الطرفان وفق بيان صادر عن اللجنة المكلفة بمتابعة الملف الليبي، على معالجة العقبات التي تحول دون تنقل مواطني الدولتين في البلدين الشقيقين، بما فيها النقل الجوي الذي انقطعت أواصر اتصاله المباشر بين العاصمتين في أغسطس عام 2014 إثر الأحداث التي شهدتها ليبيا خلال السنوات الماضية. ووضعت الخطوط الجوية الأفريقية خطة تشغيل رحلات جوية مباشرة إلى مطار القاهرة الدولي، من ثلاثة مطارات ليبية، وهي مصراتة، معيتيقة وبنينا ببنغازي، بمعدل تسع رحلات أسبوعيا. وناشدت الخطوط الجوية الأفريقية الأربعاء مسافريها القادمين من المطارات الليبية إلى مصر على متن رحلات الشركة سواء إلى مطار القاهرة أو مطار برج العرب، بعدم تغيير الحجوزات، وأنه في حال رغبة أحد المسافرين الذين لديهم حجوزات من المطارات الليبية إلى الاسكندرية في التغيير إلى ومن القاهرة، فإنه لن تُحسب لهم قيمة فرق السعر حتى العاشر من أكتوبر. وأضافت الخطوط الجوية الأفريقية، في بيان رسمي نشرته عبر حسابها الرسمي على موقع فيسبوك، أنه “اعتبارا من الحادي عشر من أكتوبر سيتم حساب فروقات أسعار التذاكر لمن يرغب في تغيير حجوزات من برج العرب إلى مطار القاهرة”، موضحة أن “جدول تشغيل الشركة إلى الإسكندرية هو السبت والثلاثاء فقط”. وتخطط الخطوط الجوية الأفريقية لتشغيل تسع رحلات أسبوعيا من المطارات الليبية إلى مطار القاهرة الدولي، وسط تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي تطبقها الحكومة المصرية بخصوص حظر دخول القادمين من الخارج من جميع الجنسيات دون تحليل فايروس كورونا بنتيجة سلبية قبل الرحلة بموعد أقصاه اثنتين وسبعين ساعة، ويستثنى الأطفال أقل من ست سنوات من جميع الجنسيات. ووصف النائب أحمد فؤاد أباظة وكيل أول لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب القرار بأنه “نجاح كبير للتعاون بين مصر وليبيا ولتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين البلدين فى إطار الدور التاريخي والمحوري الذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس السيسي تجاه القضية الليبية لدعم الأشقاء في ليبيا وتحقيق الأمن والاستقرار داخل ليبيا”. الطيران الليبي يعود إلى التحليق فوق الأجواء المصرية، بعد اتفاق حكومتي البلدين على استئناف الرحلات الجوية بين العاصمة طرابلس والقاهرة وقال أباظة في بيان له “إن هناك علاقات تاريخية واستراتيجية بين مصر وليبيا”، معربا عن ثقته التامة في قدرة الدولة الليبية الشقيقة على تنفيذ خارطة الطريق لإعادة بناء جميع المؤسسات الليبية”، مناشدا “الشعب الليبي بتغليب المصالح العليا للدولة الليبية والوقوف خلف مؤسساته الشرعية”. وأكد على أهمية تصريحات وزير العمل بحكومة الوحدة الوطنية الليبية علي العابد التي أعلن فيها أن مليون عامل مصري سيبدأون دخول ليبيا مطلع شهر أكتوبر لتنفيذ المشروعات التنموية التي وقعت بين البلدين مؤخرا وأنه تم توقيع عقود مع مصر بقيمة 19 مليار دينار ليبي (4.24 مليار دولار). وفي أواخر العام 2014 أوقفت سلطة الطيران المدني المصري، الطيران المباشر بين مطار القاهرة الدولي والمطارات الليبية، على خلفية الأحداث التي شهدتها عدة مدن ليبية على مدار السنوات الماضية، ولكن استأنفت الرحلات المباشرة من ليبيا إلى مطار برج العرب بالإسكندرية بعد فترة تعليق لتبقى الرحلات بين عاصمتي البلدين معلقة. وسبق أن وجّه مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء الطيار محمد منار عنبة وزير الطيران المدني المصري بالسماح الفوري باستقبال رحلات الطيران القادمة من المدن الليبية إلى مطار القاهرة الدولي والاتفاق على وضع الضوابط الخاصة بهذا الملف. وجاء ذلك عقب جلسة المباحثات الموسعة التي عقدت بالعاصمة الليبية طرابلس في أبريل الماضي، وترأسها رئيسا الحكومة المصرية مدبولي وحكومة الوحدة الوطنية الليبية الدبيبة، بحضور كبار المسؤولين في البلدين، على هامش زيارة أجراها وفد الحكومة المصرية إلى ليبيا بتوجيهات من الرئيس السيسي، لتعزيز العلاقات بين البلدين ودعم مسار حكومة الوحدة الوطنية في تحقيق الإصلاح والاستقرار والتقدم للشعب الليبي.