بعد حصوله علي العديد من الجوائز في عدد كبير من المهرجانات العربية والعالمية، تم إختياره من بين 15 مخرجا رشح لهم عملا دراميا للتنافس علي جائزة أفضل مسلسل قصير مع ثلاثة أعمال أخرى من البرازيل وإسبانيا ونيوزيلندا في International Emmy Awards والتي تقيمها الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية ليكون بين من يتنافسون على جوائز دورتها الـ 49... إنه كريم الرحباني واحد من المخرجين الشباب الطموحين في الساحة العربية وفي بلده لبنان، طريقته دائما تعتمد على طرح الجانب الإنساني وهو ما طرحه في "تروبيل" وهو فيلم قصير أو حلقة ضمن عمل يحمل اسم "Beirut 6:07"، والذي رصد من خلاله حكاية مما حدث في 4 آب من انفجار مرفأ بيروت. الرحباني في حواره مع موقع "العربية.نت" تحدث عن كواليس مشاركته في هذا العمل، ورؤيته لأهميته ترشيح هذا العمل لهذه الجائزة العالمية وغيرها من التفاصيل.. كيف تري ترشيح عمل مثل "Beirut 6:07" لمثل هذه الجائزة؟ وصول العمل إلي الترشيحات النهائية في جوائز الإيمي الدولية الأميركية شيء عظيم لأن الهدف بالنهاية من هذا العمل الذي عرض العام الماضي، وأتى بمبادرة تطوعية مني مع 14 مخرجا آخرين، أن لا ننسى ولنسامح أو نغفر ما حدث.. وقدمنا هذا العمل حتى يتذكر العالم كله، فنحن في المناطق العربية ننسى دائما، ولذلك كان هذا العمل له ضرورة ملحة في تقديمه ليظل حيا في ذاكرة الشعوب. فبعد عام وأكثر من شهر لم تحققت العدالة حتى الآن، فوصول صدى هذا الأمر للعالم كله مهم، وهو ما حدث.. ما قدمناه من عمل فني وصل صداه لجوائز الإيمي كتكريم لذكرى ضحايا وجرحى انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس، لأن هناك العديد من الناس حول العالم لم يعلموا عدد الضحايا الذين رحلوا وتدمرت حياتهم بسبب هذا الفساد". حدثنا أكثر عن "Beirut 6:07".. وكيف بدأت فكرة تنفيذه؟ هو مسلسل قصير مكون من 15 حلقة وكل منها بمثابة فيلم قصير بمخرج وأنا واحد منهم حيث تناوب على كتابته وإخراجه باقة من كتّاب السيناريو والممثلين اللبنانيين منهم ريتا حايك، كارول عبود، رودريغ سليمان، فادي أبو سمرا، وأنتجتها شركتا "Big Picture Studio" "مجموعة I Magic" ويعرض على منصة شاهد، وتجسد حبكة كل حلقة أحداث حقيقية حصلت قُبيل الانفجار وبعده، ومدة كل واحدة تتراوح بين7 إلى 12 دقيقة". ولقد بدأنا العمل بعد الانفجار مباشرة.. لقد مررنا بظروف نفسية صعبة، ولم نستطيع ترتيب افكارنا، ومن أين نبدأ، وكيف سنكمل ما توقفنا عنده، الا أن تواصل مازن فياض مع المخرجين في لبنان من أجل تقديم عمل فني عن هذه الواقعة التي من المستحيل أن ينساها اللبنانيون طوال حياتهم.. لذلك كنا أوائل الناس التي بدأت اتخاذ رد فعل تجاه هذه الكارثة بشكل فني ومن هنا جاءت فكرة "Beirut 6:07"، ويمكن أن يقال أن العمل يعد تحية إلى الذين رحلوا ولم ولن يُنسوا بل وتكريماً لأرواح الضحايا والمفقودين والشجعان من فرق الإنقاذ وسواهم، ووقوفاً عندالخسائر البشرية والمعنوية والمادية الهائلة من جرّاء الانفجار، وذلك ضمن قصص قصيرة تتطرق لها كل حلقة، مستوحاة من أحداث واقعية وأشخاص حقيقيين. وكيف جاء إختيارك لـ "تروبيل" وقصة "علي صوان"؟ وما معني "تروبيل"؟ تجمع الفريق بالكامل ووضعنا الفكرة الرئيسية، بأن يقوم كل منا بإختيار قصة ضحية لشخص تضرر أو حدثت له إصابة بسبب إنفجار "مرفأ بيروت"، ومع البحث عن القصص، إنجذبت لقصة شاب عادي عاطل عن العمل وذلك بسبب الظروف السيئة التي يمر بها لبنان بالإضافة إلى كورونا. وفي 4 أغسطس وهو أول يوم يتم فيه فك الحجر يخرج من منزله متجها إلى البحر ليرمي همومه فيه فيصطاده البحر، لتجد فرق الإنقاذ جثته وسيارته في البحر بعد 9 أيام من الإنفجا. كان الخبر مؤلما جدا عندما عرض في الأخبار، لذلك اخترت قصته لأحكي عنها إنسانيا، مثل القصص التي أقدمها في السينما الخاصة بي.. فلقد كان من الضروري أن القي الضوء على تلك القصة، وشاركني في كتابتها غدي الرحباني، وقمت بإخراجها، و"تروبيل" تعني عند الصيادين أصبع الديناميت الذي يقتل من خلاله السمك لكي يتمكنوا من الصيد، وشعرت أن هذا الاسم ملائم كثيراً لقصة علي صوان. وأعتبر قصة "تروبيل" قصة ذهنيا ونفسيا صعبة جدا، ففي العادة نواجه العديد من الصعوبات في أي عمل فني، ولكن هنا لم نكن قادرين على إستيعاب ما حدث، وكنا نجرب ما الذي سنقدمه، شعرنا بإننا مكبلين لانعرف ما الذي سنقدمه بالرغم من أن عملي هو أن اعبر بالصورة والصوت، ولذلك سأهدي تحيتي إلى علي صوان الذي قدم لي قصته حتى أحكيها. وكيف كان التأثير النفسي للحادث على أهل البلد؟ الوضع كان سيئا للغاية في لبنان على كل الاصعدة سواء سياسيا واقتصاديا، كنا نعاني كثيراً ولكن لا أحد يمكن أن ينكر أن يوم 4 آب كان سببا في تغيير حالنا كلبنانيين، وبعد انفجار مرفأ بيروت شعرنا أن هناك شيئا ما انكسر بداخل كل شخص منا، ونحن لا نستطيع أن نمحو من ذاكرتنا صوت الانفجار وكيف استقبلنا الخبر عبر قنوات الأخبار.. فكان من المستحيل أن تستوعب أو تصدق ما حدث مرة واحدة، وكأنه فيلم تراجيدي بسبب كم الخسائر الإنسانية والخراب الذي ضرب البلد. فمازلت أتذكر عندما كان يبحث أشخاص عن أسرتهم تحت الانقاضب سبب الدمار الذي وقع على المنازل والناس مفقودة. والمصادفة أن يوم 4 اغسطس كان أول يوم للبنانيين ليقوموا بالتنزه بعد مرور فترة طويلة على الحجر الصحي بسبب وباء كورونا. وبالمصادفة ذهب علي صوان الى مرفأ بيروت لكي يصطاد ويرمي همومه الى البحر ولم يكن يعلم ما يخبأ له القدر، وهؤلاء ضحايا لا يمكن أن ينساهم أحد وسنظل نبحث وراء الحقيقة لكي تتحقق العدالة لأنه وحتى هذه اللحظة فإن الشعب اللبناني لم يعرف ماذا حدث وكيف وقع هذا الانفجار.
مشاركة :