ندد الحشد الشعبي العراقي وهو تحالف فصائل شيعية باتت منضوية في القوات الرسمية، بقرار السلطات عدم شمله في ترتيبات التصويت الخاص في الانتخابات النيابية المبكرة على غرار القوات الأمنية. ويفترض أن يدلي عشرات الآلاف من مقاتلي الحشد الشعبي بأصواتهم في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر على غرار أي مواطن آخر في دوائرهم الانتخابية، لكن تحقيق ذلك صعب لأنهم منتشرون في كافة أرجاء البلاد. في المقابل، تشارك القوات الامنية في الانتخابات عبر "تصويت خاص" ينظم في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، ويدلون بصوتهم في مراكز اقتراع خصصت لهم. وقال أحمد الأسدي أحد نواب الكتلة التابعة للحشد في البرلمان، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد " بالتأكيد سمعتم بأن أخوانكم في الحشد الشعبي قد حُرموا من التصويت الخاص وبالتالي لا يستطيعون التصويت إلا اذا تركوا السواتر وعادوا إلى مناطقهم". ودعا مناصريه إلى التوجه إلى التصويت بالمئات "لنعوض عن أصوات أبطالنا الذين سيكونون مدافعين عنا في السواتر، حتى نحقق نصرنا". وتأسس الحشد الشعبي في 2014 لدعم القوات العراقية في القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي الذي كان يسيطر حينها على أجزاء واسعة من البلاد. ويبلغ عدد المنضوين في الحشد 160 ألف عنصر وهو يضمّ عشرات الفصائل الشيعية وغالبيتها موالية لطهران. ويتهمهم ناشطون مناهضون للنظام بأنهم أداة إيرانية في البلاد وبأنهم خلف قمع الأصوات المنتقدة. في الأثناء، أوضحت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات السبت بأنها تواصلت أكثر من مرة مع مسؤولي الحشد الشعبي بغرض "تزويدها بأسماء منتسبيهم، ووضعهم في سجل الناخبين الخاص وإصدار بطاقات بايومترية للتصويت الخاص"، وفق ما قالت المتحدثة باسمها جمانة الغلاي في بيان. وأضافت أن "هيئة الحشد لم تزود المفوضية بأسماء منتسبيهم، لذلك فإن مفوضية الانتخابات شملتهم بالتصويت العام". ويشمل التصويت الخاص في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر نحو مليوني عنصر من القوات الأمنية، بالإضافة إلى النازحين والمساجين. ودعي أكثر من 25 مليون ناخباً للمشاركة في الاقتراع في الانتخابات المبكرة في 10 تشرين الاول/أكتوبر التي كان يفترض عقدها في 2022. من جهته اعتبر أبو علي العسكري المتحدث باسم كتائب حزب الله إحدى أكثر فصائل الحشد نفوذاً، في بيان السبت أن "حرمان مجاهدي الحشد الشعبي من التصويت الخاص في الانتخابات المقبلة يعد استهدافا لهذه الشريحة المضحية وسلبا لحقهم في اختيار من يمثلهم ويحميهم ممن يسعون إلى تضعيف قوتهم ومصادرة انتصاراتهم". وتملك غالبية فصائل الحشد تكتلاً سياسياً مشاركاً في الانتخابات التشريعية، فيما تضمّ الكتلة السياسية المرتبطة به في البرلمان الحالي 48 نائباً من أصل 329،وهم دخلوا البرلمان للمرة الأولى في العام 2018 مدفوعين بالانتصارات التي تحققت ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
مشاركة :