زار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني البارحة الأولى، معرض "أصالة حرف" لخطاطي الرياض، والمقام حاليا في "جادة أما للفنون" في حي البجيري في الدرعية التاريخية. وتجول في المعرض الذي يضم أكثر من 60 لوحة، والمقام برعاية البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع)، واستمع من الخطاط ناصر الميمون المشرف على المعرض إلى شرح عن اللوحات والمعروضات المختلفة. وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تصريح صحافي بعد الجولة أن الاهتمام بالخط العربي ودعم أنشطته سيكون عنصرا أصيلا في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الذي تتبناه الهيئة بمشاركة عدد من الجهات الحكومية. وقال: "نحن مهتمون بشكل كبير بتأصيل الخط العربي في ثقافتنا وجعله جزءا من حياتنا ليس فقط جزءا من معارضنا، فنحن بلاد قائمة على حضارات متعاقبة توجت بالحضارة العربية الإسلامية الغنية بثقافاتها وفنونها المتمثلة في عدة فنون من أهمها الخط العربي الذي يكفيه شرفا أن القرآن الكريم كتب به، وهذا ما يزيد الاهتمام به وحشد الجهود للعناية به ودعم الجهود المتعلقة به". ونوه إلى أهمية استثمار مثل هذه الفعاليات والمعارض في تطوير الخط العربي بما يعكس العمق الحضاري للجزيرة العربية، ويستوحي الخط العميق الذي جاء عبر هذا التاريخ الطويل. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أنه ينبغي أن يكون للمملكة مدرستها في الخط العربي مع الاعتزاز بالمدارس الأخرى في تركيا ومصر وسورية وغيرها، لكن نحن في الجزيرة العربية لنا حضارتنا العميقة والمتأصلة. وأضاف: "الخط العربي حرفة مميزة أصيلة جدير أن نعطيها أولوية خاصة مع اهتمام البعض بالفنون الحديثة المطورة التي تأتي من ثقافات أخرى، ونرى أن الخط العربي لابد أن يكون هو أعلى مستويات الفنون التي نعتز بها". وقال: "نحن في الهيئة نلتزم بأن تكون كل شهادات الشكر لدينا بالخط العربي ونتمنى من الجهات الأخرى اتخاذ هذه الخطوة، وأن تكون مبادرة تتبناها الدولة مثلما كان في الأمر السامي الكريم في أن تكون جميع الهدايا المقدمة من الدولة من الحرف اليدوية، وسنعمل مع برنامج (بارع) في تفعيل مبادرة أن تكون شهادات الشكر والتقدير المقدمة من جهات الدولة بالخط العربي الأصيل، وذلك بالتعاون مع الخطاطين المميزين". يذكر أن المعرض قد افتتح يوم الإثنين 6 من المحرم، وافتتحه سلطان البازعي رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون. ويتضمن نماذج من أعمال خطية تنوعت ما بين خط الثلث والديواني والجلي الديواني والرقعة، إضافة إلى تقديم لوحات حروفية، شملت آيات كريمة وأحاديث نبوية، وعبارات أدبية قدمها أكثر من 13 خطاطاً يمثلون منطقة الرياض. وتعد جادة أما للفنون من أحدث المراكز الثقافية والفنية والسياحية في الرياض، التي تحتضن الفعاليات الفنية طيلة أيام السنة لتعزز من موقعها كأحد المرافق الحضارية في حي البجيري بالدرعية، كما تشتمل على قاعة عرض "جاليري" للوحات التشكيلية ومرسم للأطفال واليافعين، وقاعة للاجتماعات والمحاضرات تقام فيها ورش عمل فنية، إضافة إلى مقهى ومكتبة فنية وأدبية، وركن لعرض وبيع المنتجات اليدوية والحرفية ذات الطابع المحلي.
مشاركة :