محمود الشرقاوي: الفن رسالة ويجب أن تصل للجميع

  • 10/4/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

محمود الشرقاوي فنان بحريني، اتجه إلى رحلته الفنية في الجرافيتي واختار هذا العالم من الفن لأنه عالم واسع لا يقيد الفنان ولا يتضمن قوانين ولا قواعد محددة، ويعتبر هذا النوع من الفن حر، وقام باختيار لقباً فنياً له وهو «هوفيل» (مختصر لكلمتّي إنسانية وشر بالإنجليزية). ليحدثنا عن بداية اهتمامه بالفن الجرافيتي وكيفية تطويره وتنمية هذه الموهبة وعمله لتوسعته في هذا المجال. نريدُ أن تحدّثنا عن البدايات مع الرسم، ومتى بدأت تمارس هذه الهواية وكيف دخلت في مجال الجرافيتي؟ أنا من محبي الفن منذ الصغر، ولكن دخلت في مجال الجرافيتي 2007، وكانت بدايتي بالرسم كنت أرسم على دفترالرسم في غرفتي إلا أن نفذ مني الورق، فقررت أن أرسم على جدار غرفتي. وعندما زارني أحد أصدقائي من بريطانيا سألني: لماذا لا تجرب فن الجرافيتي؟ لأن كان فن الجرافيتي شائع في بريطانيا، وبعدها بدأت بالبحث أكثر عن هذا النوع من الفن، وفي اليوم التالي ذهبت معه لشراء البخاخات الخاصة بالجرافيتي، وهكذا بدأت مغامرة بالتجربة على الجدران. حدثنا عن المعارضُ الفنيَّة التي شاركت فيها؟ بدأت أشارك في المعارض الفنية منذ عام 2010، ولقد شاركت في عدة معارض من ضمنها معرض الرواق جاليري، وشاركت في معرض Desert designs في المملكة العربية السعودية، كما أيضاً شاركت في معارض تاء الشباب التابعة لمبادرة التشكيل. هل لديك أفكار جديدة تطمح لتحقيقها في المستقبل؟ نعم، لدي أهداف جديدة أعمل على تحقيقها في الأيام القادمة، وأطمح أن تكون هذه الأعمال لها بصمة خاصّة ومتميّزة. ماذا كان يحدث لجدارياتك بعد الانتهاء من رسمها؟ مع الأسف كانت أغلب جدارياتي في البداية يتم إزالتها، بسبب لم يكن يوجد تقبل للطراز الفني، وكان هذا النوع من الفن مرفوض بسبب نظرة المجتمع لهذا الفن نظرة سياسية أو نظرة تخريبية، ولكن بعد فترة قصيرة طُلب مني الرسم على المباني والمحلات التجارية والمطاعم وأيضاً النوادي الصحية، وبدأ المجتمع بتقبل هذا الفن وأصبحت الناس تلاحظ أعمالي الفنية. هل توقعت كل ما وصلت إليه من نجاح؟ نعم، لقد توقعت النجاح الذي سوف أصل إليه بسبب الاجتهاد الشخصي والتعليم الذاتي الذي قمت به وعلى التجارب والتحديات التي واجهتها، بحيث أن لم يكن في ذلك الوقت أحد يعلم هذا الفن ولم يكن لدي أي معلومات عن هذا الفن، فهذا الجهد يتبعه النجاح دوماً إن شاء الله والتقدم للوصول إلى المستوى الأعلى. ما الفرق بين موهبة الرسم الجرافيتي والرسم العادي (التقليدي)؟ فن الجرافيتي لا يتضمن قوانين أو قواعد محددة، إنما الرسام يضع القواعد بنفسه وهو يعتبر رسم حر، بعكس الرسم التقليدي الذي يعتمد على قوانين معينة أو ألوان محددة الرسم بها التي يتقيد بها الرسام. هل الفنان يرسم الواقع ويحاكيه أم يكتب أفكاره وما يشعر به؟ كانت فكرتي الأساسية في بدايات اختيار مجال الجرافيتي هي إزالة الضغوطات النفسية من الناس وتفريغ الطاقة السلبية من خلال رؤيتهم إلى جدارياتي، بحيث أن الألوان تجذب وتلفت جميع من يتأملها، ودائماً كنت أسعى إلى بث حضارتي ولغتي العربية من خلال هذا الفن. من أينَ تستوحي مواضيع الجداريات التي ترسمها.. وكيف يأتيك الإيحاء؟ رسوماتي تعكس الجانب الحضاري، والثقافة الشعبية للبحرين، أحب أن أستخدم هويتي لذلك ألجأ دائماً إلى الخط العربي الذي أستخدمه كلغتي في الجرافيتي. الأعمال تعكس وجهة نظر أصحابها، هل عبرت عنك أعمالك؟ نعم، أعمالي عبرت عني بالطاقة الإيجابية التي أنشرها بين الناس والتي أحاول أن أمدها إلى المستقبل. هل يعد الرسم تحرراً للرسام أم هو سجن داخل اللوحة؟ ​​​​​​​ من هنا بدأت في اختيار فن الجرافيتي لأنه رسم حر لا يقيده أي شيء ولا يمكن تشبيهه بالفن التقليدي أو الرسم على اللوحات البيضاء، وأيضاً لا يوجد له نقاد مثل الفن التجريدي وما إلى ذلك، لأنه هذا الفن مختلف مرتكز على عدة جوانب يمكنه جذب الصغير والكبير الى النظر له والتمعن في جماله. ما الأدوات التي تستخدمها للرسم الجرافيتي؟ وما الأماكن التي تمارس فيها موهبتك الفنية؟ الأداة الأساسية هي البخاخات المختصة بالجرافيتي، وأصباغ الجدران، المكان الذي أمارس فيه موهبتي هو خلف متجري الخاص وهو “ ColorMaze” في «حديقة الأندلس « بالخلف توجد جدارية بطول 50 متر، في هذا المكان أمارس فيه الرسم وأدعم كل الرسامين بالرسم فيه. ما رأيك في حركة الفن الجرافيتي في البحرين؟ الجرافيتي في حالة نمو وتطور في البحرين، ويوجد تقبل أكثر من السابق، ولقد برزت عدة أسماء لفنانين جدد في هذا المجال، وأتمنى ظهور المزيد من الفنانين في هذه الساحة. هل تؤيد افتتاح أكاديميات لتعليم الفن؟ طبعاً وبلا شك، أنا مؤيد لفتح أكاديميات لتعليم هذا الفن واعتناقه والاهتمام به، في عام ٢٠١٧ لقد تم افتتاح أول متجر لي لبيع مستلزمات الجرافيتي ، ولقد خصصت جدارية بطول ٥٠ متر لتعليم الجرافيتي خلف المتجر التابع لي ، ويعتبر هذا الجدار كمعرض فني متجدد لإظهار مهارات الفنانين وتشجيعهم ، ولقد أقمت العديد من الورشات منذ عام ٢٠١٤ لتنمية هذا الفن وتعليمه ، ومن خلال هذه الورشات التعليمية التي أقمتها لقد برزت عدة أسماء لفنانين الجرافيتي في البحرين . وانا فخور جداً بانتمائهم لأسرة هذا الفن. هل أثرت كورونا على عطاء الفنان البحريني.. قل لنا عن خبرتك خلال فتره كورونا؟ ​​​​​​​بالطبع، أثرت بشكلٍ كبير، في السابق كنت أقدم العديد من الورش تدريبية للراغبين في تعلم هذا الفن، وأقيم الفعاليات المتعلقة برسم الجداريات لدعم وتشجيع الفنانين، ولكن الآن في الوضع الحالي بسبب جائحة كورونا من الصعب جداً إقامة هذه الورشات وجمع عدد كبير من الأشخاص في مكان واحد بسبب الاحترازات الصحية والتعليمات الواردة من قبل فريق البحرين الطبي لمكافحة كورونا، ولكن ندعو الله عز وجل، أن يرفع عنا وعن جميع العالم هذا الوباء القاتل، وأن يعيد علينا أياماً نعيش فيها بالسلام والأمان والطمأنينة. محمود الشرقاوي ... صِف نفسك وماذا ستصبح بعد 5 سنوات؟ أنا محب إلى فن الجرافيتي وأطمح للتوسع في هذا المجال وإلى أن تصل أعمالي إلى العالمية ويعرف اسم محمود الشرقاوي، وأن أرى المزيد من أسماء الفنانين الذين دربتهم للوصول إلى مستويات أعلى في الجرافيتي. رسالة لكل الموهوبين؟ رسالتي للموهوبين أن لا تترددوا في تجربة فن جديد واستغلوا أوقات فراغكم في تطوير مهاراتكم، وتقبلوا المخاوف والتحديات ولا تخشوا كسر الصور النمطية. الفن رسالة سامية ويجب أن تصل للجميع.

مشاركة :