قبل انطلاقة الموسم لمس المتابع جدية الفُرق من خلال تحركاته في إبرام الصفقات وتدعيم الصفوف بالاحتياجات التي يتطلبها من أجل المنافسة بقوة، علاوةً على برامج الاستعداد التي ترسم أجندتها أجهزة الفريق الكروية من خلال تأريخ الانطلاقة ومواعيد المباريات التجرييية التي يقّوم فيها المدربون فُرقهم، إضافة للتحركات التي تقوم بها إدارات الأنديه من خلال ابرام عقود الرعايات واستقطاب شرفيين داعمين. النصر بطل (دوري عبداللطيف جميل) لمرتين على التوالي الموسم الماضي والذي سبقه، يبدو أنه هذا الموسم سيخرج خالي الوفاض وصفر اليدين حسبما تشير المؤشرات، (فاخضرار الأرض وظهور زهورها يسبقه المطر في الوسم)، اي أن التحركات على أثرها تأتي الترشيحات، إذ إن النصر ليس كالمواسم السابقه، فمنذ أن تأخر مدرب الفريق المقال داسيلفا في موعد انطلاقة استعدادات الفريق كآخر المنطلقين، لمس بعض الجماهير عدم حضور الفريق جيداً هذا الموسم وشيئاً فشيئا يزداد حدسهم بذلك، فخسر بطولة كأس السوبر من امام المنافس التقليدي الهلال في لندن، ولم يقف الفريق بتراجعه عند ذلك بل ان انطلاقته بالدوري لم تكن على قدر طموح تلك الجماهير فخسر عدة نقاط من خلال تعادله مع فرق الوسط، للتوالى المؤشرات السلبية بخروج الفريق من مسابقة كأس ولي العهد على يد الشباب، ولم يكتف بذلك التراجع، بل أقال الاوروغواني، ويعد ذلك مؤشرا سلبيا لأي فريق يُقدم على هذه الخطوة في خضم المنافسات، إذ نادت الجماهير بخطوة الإقالة من بداية الموسم بيد أن مكابرة مسيري النادي أصروا على الصبر عليه فخسروا اغلب البطولات وكسبت تلك الجماهير الغيورة!. ولاحت المشكلة الأكبر والمعضلة التي تؤرق الأندية وهي المالية فخرج رئيس النادي مطالباً بعشرة ملايين لتسيير أمور النادي من أعضاء الشرف، ومن قبلها ترددت انباء عن تأخر مستحقات اللاعبين ورواتبهم، ولطالما اللاعب لم يستلم مستحقاته فلن يعطي أياً كانت الوعود ومهما أطلقت، وهو ما يُرجعه محبو النصر للاخفاق. السؤال الذي ينتظر الإجابة، أين إدارة النصر من ترتيب أمورها قبل بداية الموسم من خلال جدولة المستحقات ومناقشتها مع أعضاء الشرف الذين يريدون اطلاعهم على كل كبيرة وصغيرة شريطة ضخهم للأموال، وأين الإدارة من محاسبة المدرب عن تأخر انطلاقة استعدادات الفريق، وأين هي عن مساءلة اللاعبين حول إخفاقاتهم؟. إدارة النصر وكُلنا نلمس ذلك، لم تكن بذات روح التحدي التي كانت عليها من قبل، وإن لم تتدارك نفسها بحل أزمة اللاعبين المادية وتعديل الاخطاء عل الفريق يلحق بغيرهم فالدوري نعم شاق وطويل وفقد خلاله التصدر نقاط عدة وربما من الصعب تحقيقه الا اذا عاد وتمكن من المحافظة على نغمة الانتصارات شريطة تعثر الفرق التي تفوقه بعدة نقاط. جماهير النصر والشارع الرياضي لن ينسى ما قام به الامير فيصل بن تركي وكيف اعاد الفريق لمنصة التتويج بعد غياب اعوام، ولن تنسى الجماهير ابرامه صفقات العيار الثقيل وبمبالغ باهظة، ولن تنسى الجماهير رحابة صدره وتواصله مع الجماهير التي تناشده الاستمرار بالتميز والتفوق، فيا ترى هل يتدارك النصر نفسه ويعود من جديد بعد التعاقد مع الايطالي فابيو كانافارو؟.