الصندوق الأسود.. إعادة اكتشاف بفضل صلاح الدالي

  • 10/3/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ضمن عروض المهرجان القومى للمسرح المصري، شاهدت لك مسرحية مقتبسة عن قصة الفيلم الإيطالى (بيرفيكت سترينجرز – غرباء تماما) القصة التي تحكي عن 7 من الأصدقاء المقربين للغاية من بعضهم البعض، الذين امتدت علاقتهم لسنوات، يجتمعون مساء ليلة رأس السنة للاحتفال في منزل الزوجة الدكتورة النفسية وزوجها عازف العود ….. و الأصدقاء رجلان و زوجاتهم.. وشاب آخر نعرف أنه محب للعزوبيه و للستات .. و عبر حوار كوميدى يعبر عن براعة الكاتب نكتشف مدى متانة صداقتهم جميعا لدرجة ان كلهم يعرفون أسرار بعض.. و تنقلب الأحداث عندنا يتحدث أحدهم عن أن التليفون أصبح مخزن أسرار الشخص.. عندها تقترح الدكتورة لعبه.. و هي أن كل شخص يقرأ اى رسالة تأتى له خلال جلستهم معا.. وعبر العديد من المواقف الكوميدية و التراجيدية نكتشف أن كل الأشخاص لديهم ما يخفونه عن شريك حياتهم..فمن خيانات زوجيه إلى اختلافات فكرية.. عبر عنها المخرج بطريقة انتزاع الضحكات من افواة المشاهدين.. و في النهاية يكتشف المشاهدين في تغيير مفاجيء للأحداث / plot twist. وأن كل ما جرى عبارة عن إفتراضية “ماذا لو” … بينما الجميع وقتها رفضوا المشاركة في تلك اللعبة، لأن هناك حقيقة ننساها دومًا أن البشر قابلون للكسر بشدة، وأن هناك من هم أكثر هشاشةً من غيرهم، وأنه من أفضل أن تظل الصناديق السوداء مُغلقةً على أسرارها للأبد. ….. هنا..لابد هنا أن اعترف للمخرج الشاب صلاح الدالى.. و الذي نعرفه جميعا من خلال فيدوهاته علي الفيس.. أنه قد أبدع في استغلال تضاد طبيعة شخصيات الممثلين الهواة وبين طبيعة شخصيات القصة الأصلية، في التلاعب ببراعة بتوقعات الجمهور.. فمثلا استغل الحجم الضخم للممثل أشرف هوجان.. في انتزاع الضحكات بشكل مبدع أثناء أدائه لشخصية طالب في الثامنة عشر من عمره..! كما استطاع و ببراعة استغلال مساحات خشبة المسرح ليجعل الممثلين يتحركون عليه بطريقة لا تشعرك أنك أمام خشبة مسرح محدودة وإنما أنت مشارك في العرض باستغلال نهايات خشبة المسرح لتكون بلكونه و في وقت أخر أماكن الفلاش باك ،. كما أجاد استخدام ألوان الإضاءات الى حد كبير.. …. النص كتابة المبدعان أيمن عبد الفتاح – محمود حمدي… حينما تدخل المسرحية فأنت في ذهنك قصة و مشاهد الفيلم لذا أنت لديك تخيل مستقبلى للأحداث و لكن استطاعا الكاتبان و ببراعة شديدة تمصير القصة بشكل أكثر من رائع.. بإضافة شخصيات واقعية جديدة كالبواب و زوجته… و استخدام صوت الراوي في تعريفنا بشخصيات المسرحية.. الأمر الذي ساهم في توفير وقت طويل من الحوارات الجانبية و جعلت المشاهد يدخل سريعا في جو العرض.. و ينفصل عن الفيلم الذي شاهده من قبل.. كما استطاعوا إعادة بناء العديد من المشاهد الكوميدية المحترمه و المبنية على أحداث القصة بطريقة جعلت الضحكات تتعالى من المشاهدين..ليكون أمامك في النهاية بناء درامى مصري خالص متكامل الجودة … المدهش في المسرحية كان الممثلون.. فجميعهم من الهواة و هم من العاملين في بنك مصر.. و قد أدوا أداء رائعا يحسب لهم و استحقوا بجدارة تصفيق الجمهور الذي استمر طوال المسرحية و ما بعدها ..بأدائهم الرزين و الواثق و مخارج الألفاظ الدقيقة و تحركاتهم عبر المسرح بطريقة رائعة.. البطولة كانت ل : مصطفى الفقى: جمال ريهام محسن: ساره جالا حسين: منال احمد سعيد: محمود ياسمين رجب: جومانه البوابه احمد قطري: خالص البواب مادونا صبحي: مي كريم كمال : حمزه اشرف هوجان : ماجد رباب الحديدي : اميره نغم سامي: ليلي محمد موسي: عادل احمد شاهين : ادهم هاشم عثمان : توفيق … قام بتصميم الديكور والاضاءة : محمود حمدی و إعداد موسیقی و مساعد مخرج : هيام محمد مخرجان منفذان حسام ابراهيم هاجر حسن منفذين الديكور روان سمير سامح محمد هاني رابح محمد الدسوقي محمود عادل احمد طه —— في النهايه اعترف انها واحده من أمتع المسرحيات التي شاهدتها مؤخراً.. و احب ان اشكر المخرج صلاح الدالى علي إخراجه الرائع.. و شكر خاص لمدير قسم الفن بقناة Ten الأستاذ شريف سندى على تعبه في تغطية المهرجان    7

مشاركة :