قال الدكتور حميد الشايجي؛ نائب رئيس مجلس إدارة جمعية واعي، إن عنف الزوجات ضد أزواجهن في المجتمع، مشكلة وليست ظاهرة في مجتمعنا؛ موضحا الطرق التي تستخدمها المرأة في تعنيف الزوج. وأضاف الشايجي، خلال تصريحات صحفية، أنه يجب أن نبين أولاً أن قضية العنف الأسري هي قضية شائكة وفيها عدة أطراف، وهناك عنف الزوج ضد الزوجة والأبناء، وهناك عنف الزوجة ضد الزوج والأبناء، وهناك عنف الأبناء تجاه الوالدين، وعنف الأبناء أو الإخوة والأخوات تجاه بعضهم بعضاً، وبالتالي عندما نتحدث عن قضية عنف الزوجات تجاه أو ضد أزواجهن لا يعني أن نغفل عن الأنواع الأخرى من قضية العنف الأسري. وتابع: هنا نركز على طرف من الأطراف؛ لأن هناك عديداً من الدراسات وعديداً من المقابلات والبرامج التي بثت والدراسات التي تناولت عنف الرجل أو تناولت العنف الأسري بشكل عام، وقليلاً من الدراسات أو البرامج الإعلامية التي تناولت عنف المرأة ضد الرجل أو عنف الزوجة ضد الزوج؛ لذلك نحتاج إلى أن نشير إلى هذه الحالة ونتحدث عنها بشكل حقيقي وواضح وجلي وشفاف لكي نستطيع فهم المشكلة بالشكل الصحيح. وبحسب الشايجي، فهناك عنف من الزوجة موجه للزوج، لكن المشكلة تكمن في عدم إبلاغ الزوج عن ذلك إلا في حالات عنف شديد؛ كالطعن أو إطلاق النار على الزوج، حيث يتم اللجوء إلى الجهات الأمنية وتسجيل تلك الحالات كعنف أسري موجه ضد الزوج، وفي حالات محدودة قد يتواصل بعض الأزواج، وهم قلة، مع الجهات الاستشارية التي تقدم استشارات أسرية؛ وأؤكد على كلمة قلة مَن يلجؤون إلى هذه المراكز الاستشارية للبحث عن حل للمشكلة التي يعانونها. واستطرد نائب رئيس مجلس إدارة جمعية واعي، قائلا: “كما هو متعارف عليه، فإن نسبة بسيطة فقط من الرجال المعنفين يبلغون عن حالة العنف التي يعانونها، فالإشكالية كما هو معروف أن الجريمة بشكل عام بكل أنواعها وأطرافها لا يعلم منها إلا عشرة في المئة فقط؛ تسعين في المئة من الجرائم التي ترتكب في المجتمعات المختلفة مخفية، ولذلك تسمى بالأرقام المظلمة للجريمة، بينما ما يظهر منها يسمّى بقمة الجبل الجليدي؛ هذا بالنسبة للجرائم الجنائية التي يُفترض التبليغ عنها، فما بالك بحالات العنف ضد الرجل التي لا تظهر في التقارير والإحصاءات الرسمية؛ لأن الرجل بطبيعته خجول في هذا الجانب؛ حيث لا يبلغ عند حدوث مثل هذه الأمور. وأكمل: ومع ذلك وعلى الرغم من هذا التحفظ، نجد أن إحدى الدراسات أشارت إلى أن ٥% من الأزواج يتعرّضون للعنف من الزوجات؛ لكن هناك أعداد قد لا يعلن عنها ولم تصل إلى علم السلطات؛ كما أن النسبة في كندا تصل إلى ٦%، وفي أمريكا تصل النسبة إلى ٣٠%، وفي مصر هناك جمعية لدعم الأزواج المعنفين، فهذه الأرقام تشير إلى وجود مشكلة حقيقية وموجودة على الرغم من أن أحياناً هذا الأمر من الأمور المسكوت عنها والأمور المغطاة التي لم تكشف. وتابع: ففي كندا -على سبيل المثال- في غضون خمس سنوات فقط من عام 1999 الى 2004 هناك أكثر من 500 ألف رجل تم تعنيفهم من شريكة الحياة، مما يؤكد وجود مشكلة حقيقية. لكن السؤال الأهم بالنسبة لنا هنا في المملكة: هل نقول هي ظاهرة؟ لا ليست ظاهرة هي مشكلة موجودة، لكن ليست بظاهرة منتشرة في المجتمع، وهي محدودة الحدوث وممارسة من بعض النساء اللاتي يستخدمن العنف ضد أزواجهن.
مشاركة :