بيروت - قالت مصادر إن محكمة الاستئناف اللبنانية رفضت شكوتين اليوم الاثنين طالب فيهما وزراء سابقون بإبعاد قاضي التحقيق في كارثة انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار. كان التحقيق في انفجار المرفأ مهددا للمرة الثانية هذا العام بعد شكوى قدمها وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، الذي كان البيطار يريد استجوابه للاشتباه في الإهمال وسوء الإدارة. وأسفر الانفجار الذي وقع يوم الرابع من أغسطس آب 2020 عن مقتل أكثر من 200 شخص. وذكرت المصادر أن المحكمة رفضت شكوى المشنوق وشكوى أخرى من وزير المالية السابق علي حسن خليل ووزير الأشغال العامة السابق غازي زعيتر. وجاءت الشكاوى القانونية بعد حملة تشويه شنتها النخبة السياسية الحاكمة على البيطار وبعد تحذير من مسؤول كبير في جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران بأنه سيتم إقصائه. وكان سلفه القاضي فادي صوان قد أزيح عن التحقيق في فبراير شباط بعد شكوى مماثلة. وسعى البيطار لاستجواب عدد من كبار الساسة المتحالفين مع حزب الله، ومنهم أعضاء في حركة أمل الشيعية لكنه لم يسع لاستجواب أعضاء من حزب الله ذاته. وعُرقلت مرارا الجهود لاستجواب مسؤولين سابقين وحاليين بالدولة، بينهم رئيس الوزراء في فترة وقوع الانفجار ووزراء سابقون ومسؤولون بارزون في قطاع الأمن للاشتباه في الإهمال. وهذه التدخلات والعراقيل دفعت البطريرك الماروني اللبناني بشارة بطرس الراعي الأحد الى القول بأن الحكومة يجب أن توقف أي تدخل في عمل القضاء. وقال الراعي "لا نَستطيع الإصرار على التحقيقِ في جريمةِ المرفأ، ونَمتنعَ عن الدفاعِ عن المحقّقِ العدلي والقضاء". وقال رئيس الوزراء نجيب ميقاتي إنه يأمل في أن يبقى بيطار في عمله، مضيفا أن إجراءات أمنية اتخذت بسبب التهديدات، لكنه قال إن تجميد التحقيق أمر يرجع إلى القضاء. وينظر على نطاق واسع لحكومة ميقاتي التي جاءت بعد فراغ سياسي قارب العامين، على أنها تشكلت على مبدأ استرضاء معطلي التأليف وعلى رأسهم حزب الله وحلفاءه. ويسلط تعليق التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت الضوء على نفوذ الجماعة الشيعية وقدرتها على التعطيل بعد أن أضعفت دور الدولة وهيبتها وصادرت قراراها وكانت خطوة جلب الوقود من إيران أوضح دليل على استخفافها بالسلطة القائمة حيث جاءت الخطوة بعد تهديدات نصرالله بأن حزبه سيجلب المازوت من طهران طالما أن الحكومة عاجزة عن ذلك. ونفذ بالفعل تهديداته في خطوة انتقدها ميقاتي الذي تسلم مهامه قبل إدخال الوقود الإيراني بفترة قصيرة، لكنه قال في المقابل إنه لن يترتب عليها عقوبات أميركية.
مشاركة :