تقرير منظمة الصحة العالمية بشأن أضرار اللحوم المصنعة يثير الجدل

  • 10/29/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

حثت إيطاليا، وهي مهد شرائح لحوم الخنزير المقددة والمملحة المصنعة في مدينة بارما، المستهلكين على ألا يصيبهم الهلع ويحجموا عن تناول هذه الوجبة التقليدية التي تشتهر بها إحدى دول حوض البحر المتوسط، وذلك بعد تحذير من أن مثل هذه اللحوم تسبب السرطان. وردت الهيئات الإيطالية المعنية بالأغذية والزراعة ساخطة على تقرير لمنظمة الصحة العالمية قال إن تناول اللحوم المصنعة والمحفوظة مثل النقانق واللحوم المقددة ولحوم الخنزير علاوة على التعرض للتبغ والحرير الصخري «الإسبستوس» تعتبر أسبابا مرجحا للإصابة بالسرطان. وقالت الرابطة الزراعية الإيطالية (كولديريتي) في بيان: «لا ترهيب بشأن اللحوم، إذ إن اللحوم الإيطالية هي الوجبات الصحية بدرجة أكبر»، مشيرة إلى أن الأغذية الإيطالية تقف وراء أعلى توقعات بشأن طول العمر في العالم التي تصل إلى 80 عاما بالنسبة إلى الذكور و85 عاما للنساء. وقالت منظمة الصحة العالمية، إن تناول شريحة من اللحوم المصنعة تزن 50 غراما، سواء من لحوم الأبقار أو الخنازير التي يجري حفظها عادة بطريقة التمليح أو التدخين، تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18 في المائة. وتقول الجمعية الوطنية الإيطالية للحوم، إن الإيطاليين عادة ما يتناولون في المتوسط دون هذه الكميات وتشير تقديراتها إلى أنهم يستهلكون 25 غراما من هذه اللحوم يوميا. وأشارت الرابطة الزراعية الإيطالية إلى أن مبيعات حفظ اللحوم في البلاد تدر عائدات تصل إلى 32 مليار يورو (35 مليار دولار) سنويا ويعمل بها 180 ألف فرد. وقالت بياتريتشي لورنتسين بوزارة الزراعة الإيطالية، إن الحكومة تعكف على دراسة تقرير منظمة الصحة العالمية، لكنها قالت إنه يتعين ألا يخشى الناس من هذه النتائج التي أشارت أيضًا إلى وجود «أدلة محدودة» على أن لحوم الأبقار والضأن والخنزير غير المصنعة قد تسبب السرطان. وقالت في معرض دولي بمدينة ميلانو «تعرفون أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء من العادات الضارة لكم. يكمن السر في أغذية حوض البحر المتوسط.. في تناول الحد الأدنى من كل شيء». وكانت الصحف الإيطالية قد أفردت صفحاتها الأولى لإبراز تقرير منظمة الصحة العالمية أمس (الثلاثاء) مثلما حدث في بقية أرجاء العالم وحذرت صحف إيطاليا من نقانق «بروسكويتو» المقددة والمملحة التي تقدم في صورة شرائح كمقبلات قبل الوجبات الرئيسية. ومن جهة أخرى، أيدت وزارة الصحة البوليفية التحذيرات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية من مخاطر استهلاك اللحم الأحمر، موصية في المقابل بأكل لحم اللاما. وأكدت فيكي أغويلار المسؤولة عن دائرة التغذية في وزارة الصحة «لدينا لحم جيد في بوليفيا، مثل لحم اللاما الذي يحوي نسبة قليلة من الدهون، لكن ينبغي بالطبع عدم الإفراط في استهلاكه». ويشهد لحم اللاما وهو حيوان من الفصيلة الإبلية يستخدم لنقل البضائع، رواجا منذ عشر سنوات في المطاعم الراقية، بفضل احتوائه على كمية كبيرة من البروتين ونسبة قليلة من الدهون. أما فن الطبخ التقليدي عند الشعوب الأصلية في البلاد، فهو يركز منذ قرون على لحم هذا الحيوان لمنافعه الكبيرة بالمقارنة مع لحم البقر والدجاج والخنزير والماعز. لكن أغويلار شددت على مخاطر الإفراط في الأكل، بغض النظر عن نوع اللحوم.

مشاركة :