خرج الاتحاد من موقعة جاره الأهلي بالفوز والنقاط الثلاثة وصدارة سلم ترتيب دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين والأهم خرج بثقة مدرجه وفرحته بعودة شيء من اتحاد طال غيابه وانتظار عودته لتحقيق الإنجاز والألقاب وبخاصة لقب الدوري الذي غاب عنه طويلا. الاتحاد اليوم ليس اتحاد قبل أربع أو خمس سنوات مضت ولعل السبب في ذلك يعود إلى قدرة رئيسه أنمار الحائلي على رسم استراتيجية واضحة تمثلت في خفض حجم الديون والعمل على ثبات فريق كرة القدم وألعاب النادي المختلفة على مستوى النتائج والخروج بأقل الأضرار والخسائر. والملاحظ أيضا في سياسة الإدارة الاتحادية هذا الموسم هو الهدوء والعمل على احتواء الأزمات والمواقف الصعبة وعدم الدخول في مشكلات وخلافات مع أي أحد كان بهدف اختصار الوقت الذي تقتضيه الإدارة في صراعات وخلافات قد يوثر على عملها ويعيدها خطوات إلى الوراء. الاتحاد الذي يتصدر سلم الترتيب مع نهاية الجولة السابعة حتى والفارق بين أقرب منافسيه مباراة واحدة ويتميز عنهم بفارق نقطي حتى ولو كان بسيطا، أصبح يجيد لغة الانتصارات ويعرف كيف يعود وخسارة البداية أمام الفيحاء أعادت ترتيب الوضع في البيت الاتحادي. حتى مدرج الاتحاد أصبح يجيد الهدوء والتعاطي الإيجابي مع وضع فريقه ويتصدى لكل محاولات التأثير السلبي على فريقهم ولا يعطي الفرصة لأحد لمحاولة تعكير أجواء الفرح داخل البيت الأصفر ليس لأنه حقق بطولة بقدر ما أن الاتحاد الذي يمتع الناظرين حاليا كان الكثير يتلهف شوقا لعودته ومنافسته على البطولات وبالتالي لا مجال لإفساد ذلك الفرح. حتى الذين لا يشجعون الاتحاد أبدوا فرحتهم بتلك العودة مؤكدين أن كرة القدم السعودية والمنافسة على البطولات فيها تحتاج لعودة الاتحاد باسمه وتاريخه وعراقته ومدرجه الذي يرسم الدهشة على وجوه من يتابعه ويستأنس بحضوره. لذا المنطق يقول إن الدوري هو من يحتاج عودة الاتحاد وليس الاتحاد من يحتاج الدوري فقط، وإن كان الوضع كما يقولون لدينا في جدة لسى بدري ومشوار الدوري طويل والعمل في المرحلة المقبلة يتطلب المزيد من الجهد والعمل لتحقيق الآمال والطموحات الاتحادية. الاتحاد كما يقول أمير الشعر عبدالرحمن بن مساعد الأفضل أداءً وأكثر ثباتا وبالفعل هذا العمل الجيد يحتاج صبرا حتى النهاية ويحتاج إلى مزيد من الأدوات الجيدة التي تكون جاهزة عندما يحتاجها الفريق خاصة وأن القائمة الأساسية تتميز بعمود فقري ورئتين وقلب نابض يعطي الفريق كل هذا التميز في أرض الميدان ويجعله الأقوى كما يقال. الصبر هو الشعار الذي يجب أن يرفعه الاتحاديون المرحلة المقبلة ودعم فريقهم وعدم التسليم لأي محاولات إنقاص منه أو التأثير سلبا على مسيرته الدوري، فالقادم صعب ويحتاج التفاتة صادقة من كل اتحادي حول النادي. نقطة آخر السطر: مدرب الاتحاد كوزمين كونتارا استطاع أن يكشف عن الوجه الآخر له في غرفة الملابس وقدرته على أحداث الفرق لإعادة فريقه إلى ملعب المباراة وشكرا لمركز الاتحاد الإعلامي الذي كشف لنا عن قوة الاتحاد في غرفة الملابس بإدارته ومدربه ولاعبيه.