- في شهر التوعية بسرطان الثدي ما جديد مستشفى الكندي وقسم الجراحة لمريضات أورام الثدي؟ قالت الدكتورة أمل الريس إن شهر أكتوبر هو شهر التوعية بسرطان الثدي، وفيه يتم نشر أحدث التطورات، ودائما نقول إنه كلما تم اكتشاف الورم في مرحلة مبكرة كانت خيارات العلاج المتاحة أكثر، ونتائج التحسن والشفاء التام أكبر لذلك الكشف المبكر مهم. السيدات فوق الأربعين اللاتي لا يشكون من شيء عليهن بالفحص الدوري السريري من ثم يتبعه فحص الماموجرام وإن استدعى أشعة الموجات الصوتية ثم يتبعها الرنين المغناطيسي بالإضافة إلى الخزعة إذا استدعى الأمر بحسب ما يحدده الطبيب المعالج. ولاهتمامنا بصحة مرضانا تم إضافة جهاز السنتيماج الذي يعمل بتقنية الكشف عن الغدد الحارسة في منطقة الإبط، والذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من تشخيص مراحل الورم ومن ثم خطة العلاج . تم إدخال تقنية فحص الغدة الحارسة في التسعينيات في 1994-1995 كانت متبعة في السابق للكشف عن وصول الورم إلى الغدد اللمفاوية في المنطقة المحيطة في حالات الميلانوما (أحد سرطانات الجلد) وتم استخدام نفس التقنية للكشف سواء عن الغدد اللمفاوية المصابة أو غير المصابة في تشخيص وعلاج أورام الثدي منذ ذلك الحين، وتم إجراء عدد من الدراسات.. وبالفعل أثبتت هذه الطريقة فعاليتها للحد من الحاجة إلى تنظيف الغدد اللمفاوية الموجودة في الإبط والتي قد يصل عددها أحيانا إلى ما يفوق 40 غدة لمفاوية، ويعتبر تدخلا كبيرا في وظيفة هذه الغدد التي تكون مسؤولة عن تصفية السوائل والمادة اللمفاوية من اليد، وهو ما يتسبب فيما يصل إلى 40 -50% من حدوث تورم اليد وهو معروف بالوذمة اللمفاوية (lymphoedema) التي يصحبها ألم وصعوبة في استخدام اليد بالإضافة إلى تغير في الشكل الجمالي للجلد والذراع. وهي أحد الأمور التي نضطر إليها عندما تكون الغدد اللمفاوية مصابة، إنما في حال الأورام المبكرة، وبالتحديد الأورام التي لا يتجاوز حجمها الإجمالي 5 سم، وفي حال عدم وجود اشتباه في غدد ليمفاوية مصابة في الإبط فمعنى ذلك عدم وجود غدد لمفاوية في الإبط عند الفحص السريري، أو بالأشعة أو في إحدى طرق التشخيص الأخرى المعتمدة منها مثلا (PET-CT).. في هذه الحالات تكون المريضة مستحقة لفحص الغدة الحارسة. وعليه يتم استخدام أنواع مختلفة من الصبغات التي تساعد على الكشف عن هذه الغدد أثناء العملية، إحدى الصبغات الرئيسية التي تستخدم في هذه الطريقة من الكشف هي الصبغة الزرقاء ويوجد منها عدة أنواع (Isosulfan Blue Lymphazurin) وفي حال عدم توافر أي منها يتم استخدام صبغة (Methylene Blue) لتعزيز فرص الحصول على الغدة الصحيحة في الإبط ويتم استخدام صبغتين كحد أدنى في هذه التقنية. تطور التقنيات العلاجية وأضاف الدكتور رائد المرزوق أنه منذ عام 2008 قمنا بإدخال تقنية الكشف عن الغدد الحارسة باستخدام مادة نووية تسمى (التكنشيم 99)، ووقتها أحدثت نقلة نوعية في علاج أورام الثدي في البحرين، وكان ذلك في مستشفى السلمانية الطبي ومن بعدها بحوالي عشر سنوات أدخلتها المستشفيات الأخرى. الآن نقوم بإدخال صبغة جديدة وهي تقنية (النانو مجنت).. نقوم باستخدام جزيئات صغيرة جدا من المغناطيس يتم حقنها في منطقة الثدي أثناء العملية لتتمركز هذه الجزيئات المغناطيسية في الغدد الليمفاوية الحارسة ويتم الكشف عنها باستخدام جهاز السنتيماج. تتميز التقنية الجديدة بعدم وجود إشعاع نووي وعدم الحاجة إلى أخذ المريضة إلى وحدة الأشعة كما هو معتاد مع تقنية التكنشيم للحقن يوم العملية أو في يوم سابق، كذلك تعرضنا في السابق لفترات لم يتوافر فيها المادة المشعة لأسباب جغرافية لها علاقة بعدم توافر المادة في المفاعلات النووية وصعوبة نقلها، فمادة النانو مجنت تتميز بإعطائنا نتائج ممتازة، فهي في الدراسات الأخيرة تتفوق نسبيا على مادة (التكنشيم 99) في تحديد الغدة الحارسة، ومن مميزاتها إمكانية القيام بالحقن في العيادة ويستمر الحقن مدة أسبوع قبل التدخل الجراحي، ما يجعل الأمر أكثر سهولة بالنسبة إلى المريضة وخاصة مع حالة القلق والتوتر التي تكون عليها المريضة يوم العملية، فالرحلة تكون مباشرة إلى غرفة العمليات وليس من وحدة الأشعة إلى غرفة العمليات. كما تتميز بأن سعرها أقل من المواد الأخرى التي كانت تستخدم في الكشف عن الغدد الحارسة، وفي هذا السياق ومع اعتماد التقنية نفسها نقوم باستخدام (ماجنت سيد).. وكما هو واضح من اسمه فهو عبارة عن نواة مصنوعة من المغناطيس المصغر نقوم باستخدامها لتحديد أماكن الأورام في عمق الثدي، في بعض الحالات يكون الورم مبكرا جدا ولا يمكن الاستدلال عليه عن طريق الفحص الاعتيادي فتستدل عليه عن طريق (wire localization) وهو تحديد أماكن الورم باستخدام سلك ضعيف يوضع تحت إشعاعات الماموجرام أو الموجات فوق الصوتية أو أحيانا أشعة الرنين المغناطيسي. وهذه التقنية يمكن أن تستخدم في تحديد أماكن الأورام والاستدلال عليها كذلك عن طريق جهاز السنتيماج أثناء العملية حتى تكون تقنيا أكثر سهولة وأكثر راحة حتى لا تلاحظ المريضة خروج أي شيء غريب خارج من الثدي ولا تكون دائمة الحذر حتى لا يتحرك السلك ويسبب لها أي مضاعفات. تعتبر هذه الطريقة هي الأحدث والأكثر اعتمادا في الدول الأوروبية، كذلك تم إدخالها إلى معظم مستشفيات علاج الأورام في شمال أمريكا، وتعتبر تقنية السنتيماج والماجسيد هي الأحدث حاليا في جراحات أورام الثدي والمتعلقة بتحديد أماكن الأورام. - ماذا عن الجديد في جراحات أورام الثدي؟ نواصل دائما في البحث عما هو الأفضل والأحدث فيما يمكن أن نقدمه لمريضات سرطان الثدي بالنسبة إلى جراحات سرطان الثدي. واستئصال الأورام لم يعد حكرا على العملية التقليدية كالاستئصال الكلي أو الاستئصال الجزئي مع شكل مختلف تماما للثدي.. حاليا هناك تطور كبير حدث في مجال جراحة الثدي فأصبح هناك جراحات ترميمية وتجميلية يتم فيها استئصال الورم مع المحافظة على الشكل الجمالي سواء باستخدام أنسجة الثدي الذاتية مع تغيير أماكنها لتجنب مكان الورم السابق مع الحرص والمحافظة على الامتلاء والشكل الجمالي أو في حال الحاجة إلى الاستئصال الكلي. كذلك هناك خيارات مطروحة تعتمد على حالة المريضة ومرحلة الورم، ويتم مناقشة الخيارات مع معظم المريضات سواء بالترميم باستخدام أجهزة السليكون أو الأجهزة التي تخلق مكانا لاستقبال كيس سيليكون فيما بعد أو إن لم يتسن ذلك يتم التعاون مع أطباء التجميل والترميم للترميم عن طريق الأنسجة الذاتية للمريضة، وكذلك في دور الخدمات التجميلية المساندة مثل الوشم لخلق شكل حلمة الثدي. كما أكدت الدكتورة أمل الريس أن الجينات لها علاقة مع أورام الثدي إذا كان هناك وجود تاريخ عائلي في وجود ثلاث نساء في درجة قرابة أولى، كذلك الجينات التي كانت معروفة سابقا كانت محدودة والآن عدد الجينات عرف أكثر، وبناء على التوصيات الجديدة أي مريضة يتم تشخيصها تحت الخمسين عاما وحتى إن كان لا يوجد تاريخ عائلي يتم الفحص عن الجينات، وهو ما يصل إلى 14 جينا من خلال ملاحظاتنا الأولية هناك أنواع من الطفرات الجينية غير الاعتيادية التي تم تسجيلها في مريضات سرطان الثدي.
مشاركة :