هناك أنانية وعدم اكتراث بقيمة وأهمية دوري المحترفين من قبل اللاعبين والأندية. فكل فريق يريد الحصول على نقاط المباراة بأي طريقة ممكنة حتى لو أضعف الدوري وأصاب الجماهير بالملل. لا يهم المستوى ولا المتعة، المهم حرمان الخصم من تفوقه الفني وكسر نسقه بكثرة السقوط والتأخر في تنفيذ الفاول والكورنر وحتى الرمية الجانبية. الحراس ذكرونا بالثمانينيات عندما كان الحارس يسقط مع كل هجمة للخصم ودون احتكاك. أما اللاعبون فمجرد تقدمهم بهدف يتفنون بالتمثيل والمبالغة بالسقوط، لكي يقللوا حماس الخصم واندفاعه. المضحك المبكي أن الحكام يعرفون جيدًا أن اللاعب غير مصاب وأنه يدعي الإصابة، ومع ذلك يوقفون اللعب ويستدعون أخصائي العلاج الذي يدخل الملعب بكل فرح وابتهاج وابتسامة ماكرة ونظرة سريعة على الكمرة، ليتحول مع الوقت لأحد أبطال إضاعة الوقت، أصبحنا نعرف شكل أخصائي العلاج ولو شاهدناه في الشارع لصورنا معه سيلفي، لأنه يظهر على الشاشة أكثر من المدرب. في عدة مباريات يقوم الحكم بإعطاء اللاعب “كرت” أصفر، بسبب سقوطه ومحاولته إضاعة الوقت، ثم تأتي المفاجأة أن الحكم بعد رفع البطاقة بغضب وحماس وحزم يطلب أخصائي العلاج ليطمئن على الممثل. لا منطق فيما يحدث، دوري يحمل اسم سمو ولي العهد “الشخصية الملهمة لنا جميعا” ويحظى بدعمه، دوري برعاة كبار مثل روشن وروح السعودية وشركات طيران وإعمار وغيرها، دوري يستقطب نجوم العالم والعالم العربي ويضيع أكثر من ثلثي وقته واللاعبون على الأرض. أي قيمة فنية سيضيفها بيريرا وتالسكا وكورنادو وكوايسون وغيرهم، ومدة المباراة أقل من 30 دقيقة. استقطاب النجوم خسارة إذا كانوا لا يمسكون الكرة إلا دقيقة أو دقيقتين. الدوري منتج يجب العمل على تطويره باستمرار ولا أجد مجالاً لتطويره دون زيادة دقائق اللعب الفعلي. كانت الرابطة تعلن دقائق اللعب في المباريات وتحاول بشكل مستمر زيادة تلك الدقائق، ولكن اليوم افتقدنا لذلك ولم نعد نعرف كم دقيقة نلعب. فلا يمكن زيادة دقائق اللعب وتسريعه دون معرفة الرقم الذي نلعبه اليوم. نحن بحاجة لمبادرة لزيادة دقائق اللعب في دورينا، يجب أن يتم رفع وعي اللاعبين والأندية بأن إضاعة الوقت تقتل المتعة وتقلل قيمة الدوري، يجب أن يزيد حرص الحكام على عدم التسامح مع إضاعة الوقت والتمثيل.
مشاركة :