أفادت دراسة جديدة، بأن الأطفال قد يصابون بزيادة الوزن إذا استخدمت أمهاتهم الصابون المضاد للبكتيريا خلال فترة الحمل. ووجد العلماء أن التعرض لمادة كيميائية سامة يحويها الصابون المضاد للبكتيريا يمكن أن يؤدي إلى السمنة المفرطة لدى الأطفال. وفي دراسة أجريت على الفئران، تبين أوزان المواليد الإناث زادت بـ11% عن المتوسط، فيما بلغت نسبة زيادة الوزن لدى المواليد الذكور 8%. وتسمى المادة الكيميائية السامة “التريكلوكاربان”، وتنتقل من خلال المشيمة والرضاعة الطبيعية للطفل، وقد تصيبه بزيادة الوزن وتأخر في النمو، وفقا لنتائج التجارب. وكشف الباحثون في مختبر “لورانس ليفرمور الوطني” في كاليفورنيا، أن التعرض اليومي لتلك المادة السامة قد يؤدي إلى أضرار جسيمة بالأعضاء الحيوية. وتتداخل مادة “التريكلوكاربان” المستخدمة أيضا في المجال الطبي، مع استقلاب الشحوم، ما يسبب تباطؤ تحطيم الليبيدات في الخلايا. وقال الدكتور هيذر إنرايت، المؤلف الرئيس للدراسة: “أثبتنا أن المادة الكيميائية الموجودة في الصابون المضاد للبكتيريا تنتقل من الأم إلى الأبناء عن طريق المشيمة أو الرضاعة”، وأضاف أن “التعرض إلى مادة التريكلوكاربان يشكل خطرا صحيا كبيرا على الجنين في رحم أمه والطفل بعد ولادته، حيث تحدث تغير في مستويات الهرمونات، والتي قد تؤدي إلى أمراض لا يمكن تجنبها”، وفقًا لما نقلته قناة “روسيا اليوم”. وتوفر الدراسة التي نشرت في مجلة “PLOS ONE”، الدليل الأول عن الارتباط بين تلك المادة الكيميائية والأمراض التي تنتقل من الأم إلى طفلها، وكان المعروف عن تلك المادة سابقا أنها توجد عادة في مياه الصرف الصحي. كما اكتشف الباحثون تركيزات عالية من المادة السامة في الدماغ، والتي سبق أن أظهرت تعطيلها لتطور الجهاز، كما أوضح مسح للفئران تجمع المادة الكيميائية في القلب والدهون. وفي الخريف الماضي حظرت الولايات المتحدة 19 مادة كيميائية مختلفة مضادة للبكتيريا، بما فيها “التريكلوسان” و”التريكلوكربان”، لأنها لم تكن فعالة في قتل أي من أنواع البكتيريا. وقالت الشركة البريطانية “Unilever” إنها ستلغى تدريجيا اثنتين من المواد الكيميائية بحلول نهاية هذا العام، لتحل مكانها أخرى مستوحاة من الطبيعة. وتدعم هذه الدراسة الحديثة تقريرا سابقا لجامعة سان فرانسيسكو في يونيو الماضي، أشار إلى أن الصابون المضاد للبكتيريا لا طائل منه في قتل الجراثيم. وقد جمع أكثر من 200 عالم الأدلة للتحذير من المواد الكيميائية الموجودة في مثل هذه المنتجات التي يعد “ضررها أكبر من نفعها”.
مشاركة :