قال مراسلنا في الجزائر اليوم الثلاثاء، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يريد أن يقول إنه يود التصالح مع الجزائر. وأضاف مراسلنا: السلطات الجزائرية وخاصة الأحزاب السياسية ترى أن من يريد التصالح وتجاوز عقبة الذاكرة لا يكون بالإساءة إلى تاريخ شعب ومحاولة التشكيك في أمته. وأتبع: ما بدر عن ماكرون سيكون أقوى وأكبر من أي اعتذار وأي محاولة للتخفيف من حدة ووطأة تصريحاته خاصة ما يتعلق بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية للجزائر بحسب وصف السلطات والرئاسة الجزائرية. وأوضح أن ماكرون لم يحترم حتى ما يعتبره علاقة قوية بينه وبين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حينما قال إنه في عزلة. وأكد أن ماكرون يحاول تخفيف حدة ما قاله سابقا لصحيفة لومند الفرنسية عندما كان في لقاء مع مجموعة من الفرنسيين من أصول جزائرية. وأعلن مراسلنا أن ماكرون في تصريحاته كان يسوق تصريحات للداخل الفرنسي يغازل بها اليمين المتطرف للحصول على أصواتهم، عندما وجد نفسه محاصرا في أزمة اقتصادية عقب عدة أزمات واجهتها فرنسا مثل اعتصمات السترات الصفراء وأزمة كورونا وأزمة الغواصات الأخيرة. وحول ردود الفعل أكد مراسلنا أن الوزير الأول في الحكومة الجزائرية أيمن عبد الرحمن وصف تصريحات ماكرون أنها غير مسؤولة ومردودة على صاحبها. وأشار مراسلنا إلى أن السلطات الجزائرية مطالبة بأن يكون موقفها الردعي الصارم أكبر من أي توقع هنا في الجزائر خاصة مع تأكيدات الوزير الأول بأن الأمة الجزائرية تاريخها ضارب في تاريخ العالم. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعرب عن أمله في انتهاء التوتر الدبلوماسي القائم مع الجزائر في أقرب وقت. وقال ماكرون في مقابلة إذاعية إنه يكن احتراما كبيرا للشعب الجزائري، وإن علاقته بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ودية جدا. وأكد الرئيس الفرنسي رغبته في تهدئة الأمور، مضيفا أن من الأفضل فتح حوار متبادل وإحراز تقدم في المناقشات. وقال ماكرون في تصريحات نقلتها صحيفة لوموند، أن الجزائر قامت بعد استقلالها عام 1962 على “ريع الذاكرة” كرسه “النظام السياسي-العسكري”، وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي. ومنعت الجزائر الطائرات العسكرية الفرنسية من التحليق فوق أراضيها ردا على تصريحات ماكرون كما قامت باستدعاء سفيرها في فرنسا.