خسرت فيسبوك 60 مليون دولار من الإيرادات خلال فترة تعطل تطبيقاتها التي تشمل واتساب وانستغرام، ما يترجم إلى خسارة الشركة نحو 164 ألف دولار كل دقيقة. وشملت هذه الإيرادات 3.3 مليون دولار كإيرادات إعلانات خسرتها فيسبوك خلال فترة العطل، الذي عزته إلى خطأ في تغيير إعدادات أجهزة الراوتر التي توجه الاتصال بين مراكز البيانات. لكن الخسائر الحقيقية لعملاق التواصل الاجتماعي ، تتعدى هذه الأرقام، إذ هبط سهم فيسبوك نحو 5% ليمحو 47 مليار دولار من قيمته السوقية ويبعدها أكثر فأكثر عن نادي الشركات التريليونية، إذ باتت القيمة السوقية بنهاية الإثنين تقارب 920 مليار دولار. أما مؤسسها الشهير مارك زكربيرغ فشهد ثروته تتقلص بـ6 مليارات دولار. وجاء العطل المفاجئ في مواقع التواصل الاجتماعي بعد ضربة قوية للشركة وجهتها فرانسيس هوغن التي عملت كمديرة للمنتجات في فيسبوك، حيث أفادت هوغن في ظهور تلفزيوني على برنامج 60 دقيقة أن الشركة تعطي الأولوية للربح على حساب الصالح العام. قدمت هوغن منذ حوالي شهر ما لا يقل عن ثماني شكاوى إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات زاعمة أن شركة فيسبوك تخفي أبحاثًا حول أوجه القصور فيها عن المستثمرين والجمهور. كما كانت هوغن قد فشت بوثائق لصحيفة "وول ستريت جورنال"، التي نشرت تحقيقًا يُظهر أن فيسبوك كانت على دراية بمشاكل تطبيقاته، بما في ذلك الآثار السلبية للمعلومات المضللة والضرر الذي تسببه إنستغرام خاصة للمراهقات. بعد بث المقابلة أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن تلك التسريبات هي أحدث حلقة من مسلسل حول منصة التواصل الاجتماعي يوضح أن التنظيم الذاتي لهذه الشركات العملاقة أثبت فشله. وحثت هوغن الكونغرس على التحرك وستدلي بشهادة أمام لجنة التجارة الفرعية التابعة لمجلس الشيوخ. في المقابل هناك تطبيقات بديلة استفادت من أزمة فيسبوك وواتساب من بينها Signal الذي يؤكد عدم جمع أي بيانات عن المستخدمين ما يجعله مفضل للاتصالات الآمنة، إضافة إلى تطبيق Telegram الذي أضاف تاريخيا ملايين المستخدمين في أعقاب انقطاعات عدة لتطبيق WhatsApp. ويعد الأهم في تطورات عطل الأمس، هو الأثر طويل الأمد على شركات التكنولوجيا العملاقة، وسط تزايد المطالبات بإنهاء شهر العسل الطويل الذي تمتعت به هذه الشركات بعيدا عن المحاسبة والمراقبة.
مشاركة :