تشهد تركيا مطلع نوفمبر/تشرين الثاني انتخابات تشريعية مبكرة تحتدم فيها المنافسة بين "حزب العدالة والتنمية" الحاكم و"حزب الشعوب الديمقراطي" الذي يقوده صلاح الدين دميرتاش "العدو اللدود" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسط أجواء توتر أذكاها هجوم أنقرة والنزاع الكردي، فمن هو صلاح الدين دميرتاش وماهو الوزن السياسي لحزبه؟ يسود توتر شديد العلاقات بين النظام التركي وحزب الشعوب الديمقراطي منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أجريت في السابع من حزيران/يونيو الماضي. فمن خلال حصوله على 80 مقعدا في البرلمان و13% من الأصوات، أنهى حزب الشعوب الديمقراطي الهيمنة التامة لحزب العدالة والتنمية على البرلمان منذ 13 عاما. يعتبر صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي المناصر للأكراد والنجم الصاعد في السياسة التركية، المسؤول الأكبر عن نجاح حزبه في انتخابات السابع من حزيران/يونيو. هذا المحامي البالغ من العمر 42 عاما نجح في توسيع قاعدة حزب الشعوب الديمقراطي إلى أبعد من القضية الكردية، وفي تحويله إلى تشكيل يساري حديث مدافع عن حقوق النساء والأقليات. ويعتبر دميرتاش العدو اللدود للرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية اللذين يتهمانه بالتواطؤ مع متمردي حزب العمال الكردستاني. توتر ميداني وقبل خمسة أشهر، كان زعيم حزب الشعوب الديمقراطي يخطب من على المنابر أمام الآلاف من أنصاره المتحمسين، لكن صلاح الدين دميرتاش اكتفى الأحد الماضي ببرنامج سياسي بسيط وألقى خطابا أمام مئات من أنصاره في قاعة مؤتمرات في إسطنبول. فالحزب ألغى كل تجمعاته واستبدلها بـلقاءات في أماكن مغلقة يتم تفتيشها مسبقا بواسطة كلاب بوليسية خاصة بعد اعتداء العاشر من تشرين الأول/أكتوبر في أنقرة الذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص من أنصار اليسار والقضية الكردية، خلال مسيرة من أجل السلام، والاعتداء الذي استهدف أحد تجمعاته في دياربكر في الخامس من حزيران/يونيو. فمنذ اعتداء أنقرة الذي يحمل بصمة تنظيم الدولة الإسلامية حسب مدعي المدينة المكلف بالتحقيق، لم يعد خطاب دميرتاش معتدلا، وبات يتهم الحكومة الإسلامية-المحافظة بأنها تعمدت إهمال ضمان أمن تجمع أنقرة، والرئيس رجب طيب أردوغان بأنه يحكم دولة تمارس القتل. حرب سياسية حادة بين أردوغان ودميرتاش واتهم دميرتاش أردوغان بأنه يرى في السياسة سلطة شخصية. ويرى نفسه زعيما دينيا لخلافة. في المقابل يتهم أردوغان ورئيس الوزراء المنتهية ولايته أحمد داود أوغلو حزب الشعوب الديمقراطي بـالتواطؤ مع أولئك الذين هم في الجبال حيث المقر العام لحزب العمال الكردستاني. ورغم تأكيد دميرتاش أن حزب الشعوب الديمقراطي ليس الواجهة السياسية لحزب العمال الكردستاني، فإن تجدد النزاع الكردي الذي أوقع 40 ألف قتيل منذ 1984، أثر على موقعه وأحرجه المتمردون أكثر بإعلانهم هدنة حتى الأول من تشرين الثاني/نوفمبر لعدم عرقلة حملته. وأضاف دميرتاش -خونة الأمة- ،-أعداء الأمة-. أتلاحظون أنها (السلطات) لا تتحدث عنا أبدا بوصفنا من الخصوم السياسيين. وقال لقد دفعوا بتركيا إلى شفير حرب أهلية لدرجة أن الناس باتوا يكرهون بعضهم البعض. ورغم الأجواء الصعبة، لا يزال حزب الشعوب الديمقراطي يأمل في تثبيت الاختراق الذي حققه في حزيران/يونيو وحتى تحسين نتائجه. وتفيد استطلاعات الرأي أن لديه 12 إلى 14% من نوايا الأصوات. وبإيعاز من دميرتاش، وسع الحزب قاعدته ليذهب إلى أبعد من الدفاع عن الحكم الذاتي الكردي بحيث تحول إلى حزب يساري حديث يدافع عن كل الأقليات ويطرح نفسه البديل الوحيد الحقيقي لحزب العدالة والتنمية. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 29/10/2015
مشاركة :