قام أكثر من عشرين مؤرخا وباحثا ومهتما بالاثار بزيارة ميدانية لمنطقة عسفان وذلك من اجل الوقوف على الشواهد الأثرية والمواقع التأريخية ذات العلاقة بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وكذلك للإطلاع على المعالم الطبيعية التي تكتنفها والثنايا والممرات والمسالك والدروب التي تمر بها وتولى المهتم بعسفان حاضره وماضيه الأستاذ محمد إبراهيم الحربي الشرح والإيضاح والإجابة على تساؤلات اعضاء فريق اقتفاء أثر القادمين من المدينة المنورة حيث اتضح مسلك درب الانبياء ومواقع استراحتهم بعسفان و مواقع علامات الطريق التي أنشأها العباسيون في القرن الثاني الهجري ليهتدي بها الحجاج والمسافرون في طريقهمً بين مكة والمدينة كما تم الوقوف على موقع محطة عسفان التأريخية ومصادر مياه الشرب على طول درب الانبياء المار بعسفان على طول ٤٠ كلم والأبار مثل بئر التفلة وعثمان والشقما والمحسينية والسفيرية والتي اشير لوجود بعضها منذ العصر الجاهلي ومن العيون عين شعثاء وعسفان والمصينع كما اشتملت الجولة على الوقوف على نبع الوطية ونوقش احتمالية كونه ماء الرجيع وتم المرور بغدير الأشطاط الذي التقى المصطفى صلى الله عليه وسلم بالعيون عنده توجههم لمكة سنة الحديبيةواشير لكراع الغميم الذي وصل عنده الفرسان اثناء غزوة عسفان كما تم الاشارة الى المواقع التي صلى بها سيد البرية وصحابته صلاة الخوف وبينت دائرة موقع اعتراض جيش المشركين بقيادة خالد بن الوليد للمسلمين حين توجههم نحو مكة وكذلك الطريق البديل الذي سلكه النبي واصحابه حتى وصلوا الحديبية كم تم تعريف الزوار بروافد وأودية حوض وادي عسفان التأريخي من منبعه بحرة رهط حتى مصبه بالبحر الأحمر الى الشمال من بلدة ذهبان كأودية مدركة وحشاش وهدى الشام وحلفا وخر وحذذ والبياضة والصغو – [ ] كما تم الوقوف على اطلال سوق عسفان القديم الموجود منذ العصر الجاهلي الشاهدة على أصالة المكان وعمق تأريخه وعراقة ماضية وتمت الإشارة لحضوره المتميز بالماضي بما وفر وقدم من احتياجات وخدمات للمسافرين والعابرين من حجاج وزوار وتجار وبما شهد من حراكا اقتصاديا وثقافيا إبان تلك القرون كما حدد أ/ الحربي مواقع الجبال والحرات مثل سلسلة جبال الخشاش التي عبر بمحاذاتها سيد البشر ليلة هجرته وجبال النصيبا وابو هماج وابو صفا وحرة ضجنان والجابرية والغميم وكراع الغميم وتم المرور بين حرة صويك وحرة القابل ونقرة حيث المعبر الطبيعي الشهير بين الشام واليمن وبين مكة والمدينة الذي اطلق عليه المؤرخون ثنية عسفان والمسمى قديماً باسم ثنية غزال و الوجه الاخر للثنية نحو غران بمحافظة خليص وعسفان استوقف الأعضاء واسترعى انتباههم بما شهده في عهد دولتنا الرشيدة من تقدم وازدهار وبما يحويه من مرافق فريدة مثل ملعب عسفان ومنتزه عسفان الذي يشرف على وادي الصغو من الجنوب الغربي وعلى عسفان وفيده من الشمال والشمال الشرقي علاوة على امكانية مشاهدة برج الساعة من اعلاه عند نقاء الاجواء كما لفت الانتباه مشاريع درء اخطار السيول المنفذة بها رغم غياب تتمة الجسر الذي يربط جنوب عسفان بشمالها. ومما استرعى انتباه الزوار روعة مدخل عسفان من جدة ومن مكة و جمال الشارع الرئيسي والاهتمام به اعضاء الرحلة ابدوا إعجابهم ودهشتهم مما شاهدوا من معالم اثرية وتأريخية وحضارية ومما قدمه مرافقهم أ/ محمد الحربي من دقة رصد و تحديد ووفرة معلومات ووضوح اجابات وبديوانية التأريخ والأدب امضى الأعضاء ثلاث ساعات سلط خلالها أ/ محمد الحربي الضوء على بعض مما ذكر عن عسفان في كتب الحديث والتأريخ والبلدان والتراجم والتفسير والسير والايات التي نزلت بعسفان وكذلك ماشهدته من تطور ملموس كما شارك رجل الأعمال الشيخ محمد بن عاقل البشري بعدة مداخلات اثرت الحوار وكشفت عن العديد من الجوانب الحياتية الهامة بمنطقة عسفان كما استعرض الاستاذ عطيه محمد البشري بعض الابيات التي قالها الشعراء في العصر الجاهلي وصدر الاسلامي والاموي والعباسي والمملوكي عن عسفان علاوة على مداخلات اعضاء اقتفاء اثر كما تم ابراز أحد الألوان التراثية التي تشتهر بها عسفان في صورة زومالة ترحيبية اعدها الشاعر أحمد بن مرعي المحمدي وانشدها معه أ/ دخيل الغانمي وأ/ كمال المحمدي رحبوا فيها بالحضور الضيوف اثنوا وشكروا على كل ماقدم لهم وشكروا كافة اهالي منطقة عسفان على حسن استقبالهم وتكريمهم والحفاوة بهم وقدموا جزيل شكرهم للإعلامي الاستاذ كمال حمود المحمدي والاعلامي عبدالله المالكي وللإعلامي ماجد السهلي حيث رافقوهم طوال وقت الرحلة الذي استغرق اكثر من تسع ساعات . ومن جانبه أشار منسق الرحلة ومشرفها الاستاذ عبد السلام بن راضي الرحيلي الى أن اعضاء مجموعة اقتفاء اثر يسعون لتحقيق جملة أهداف منها الوقوف على المواقع التي ذكرت في كتب السير والتاريخ قديما. مع مجموعة من الفضلاء الباحثين والمؤرخين والمهندسين والمهتمين بهذا الارث الحضاري القيم الجميل وتحقيق ماامكن تحقيقة على ارض الواقع على ضوء ماذكر من خلال المصادر التاريخية. وهل مازالت تلك المواقع على اسمها الحقيقي الاول ام طرا عليها تغيير ام هناك تشابه في الاسماء و الاماكن لتلك المواقع عبر السنين. حيث ان الاسماء تتكرر او تستبدل باسماء اخرى او تندثر. والحمد لله تم الوقوف على جملة من هذه المواقع مع الاستمرار فيما تبقى منها. وبمشيئة الله جميع تلك الرحلات سوف توثق وتطبع تباعا ومنها ماهو في طور الطباعة الان. لكي يستفيد منها من له رغبة في الاطلاع على هذا المجال.