النخلة سيدة التراث ورمز الجمال وعمرها يتجاوز ستة آلاف سنة على جزر البحرين

  • 10/5/2021
  • 13:55
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تناقلت الروايات لتبين قيمة النخلة ومكانتها عند أهل مملكة البحرين، ولا عجب من رمزية النخلة ومكانتها المقدسة والتاريخية فعمرها على أرض دلمون تجاوز ستة آلاف سنة، وما يدل على مكانة النخلة في جزر البحرين رسمها على 550 ختما دلمونيا منها 75 حمل شعار النخلة أو الفسيلة أو السعفة، فأرض دلمون الغنية بالبساتين والعيون كانت عبر التاريخ محضنا لهذه الشجرة المدللة ذات الإرث الحضاري الغني بأكثر من 100 صنف، وحسب دراسة حديثة أعدتها الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء لسنة 2021 ثمة ارتفاع في معدلات زراعة النخيل يقدر ب 16%.  ووصف د. عبدالعزيز محمد عبد الكريم الوكيل المساعد لشئون الزراعة بوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، النخلة في ملتقى التراث غير المادي الذي عقد في مسرح البحرين، بأنها شجرة متجذرة في تاريخ وأرض البحرين منذ آلاف السنين، غير أن انتشار وتزايد حدائق النخيل في تاريخ البحرين هو نتيجة النظام الزراعي وطريقة جني الثمار وخدمة النخيل التي استخدمت منذ القدم وحتى يومنا هذا، إذ تعتبر مصدر ثروة وازدهار ونمو من منطلق تسميتها ببلد المليون نخلة.  وقال إن الذاكرة المكانية في مملكة البحرين تزخر بذكريات مواقع العيون وبساتين النخيل التي كانت تسمى بالدولاب، وضرب مثالا بموقع عذاري حيث كانت البساتين تحيط بها من جميع الجهات.  وأوضح د. محمد عبدالعزيز أن للنخلة تأثيراً على التراث الشعبي حيث استخدمت أجزاء النخلة في العديد من الأنشطة المعيشية اشتملت على صناعة السلال، والمراوح (المهاف)، والزبيل (الجفير)، والأقفاص والحبال وغيرها من الأدوات المنزلية ومواد البناء الحاضرة في تفاصيل يومياتنا منذ القدم، وما (المواجي والغرة والخلاص والخنيزي والمرزبان والشيشي والسلمي) سوى قليل من كثير الأصناف التي تزخر بها شجرة النخلة.  وأكد على جهود الكبيرة للحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله في دعم زراعة النخيل، ولفت إلى أهمية تطوير الصناعات المصاحبة للنخيل والحفاظ على ديمومتها إذ تشكل فرصا واعدة للعمل أمام الشباب، تبدأ من زراعة النخيل ومن ثم التخصص في كيفية التلقيح والإنتاج والحصاد لتصل إلى صناعات ما بعد الإنتاج.  وقال الوكيل المساعد لشئون الزراعة بوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني إن البحرين وضعت استراتيجية بعيدة المدى بغرض النهوض بواقع النخيل في المملكة، إلى جانب مبادرة النهوض بالقطاع الزراعي والتي تتوجه لإنتاج ونشر النخيل، فضلا عن تفعيل مختبر زراعة الأنسجة لإكثار النخيل نسيجياً بطريقة تضمن زيادة عدد وجودة وسلامة فسائل النخيل، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع حملة نخلة لكل بيت والتي جاءت كخطوة نحو تعزيز الدور الحكومي في الشراكة المجتمعية في إعادة مكانة النخلة في المجتمع البحريني وتحقيقا لتوجيهات صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة عاهل البلاد المفدى رئيس المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي في المحافظة على النخلة بصفة خاصة والرقعة الخضراء بصفة عامة من خلال نشر زراعة النخيل.  وأكد أن هناك جهودا أخرى تتعلق بمكافحة السوسة الحمراء، تلك الحشرة الدخيلة التي أصابت النخيل ولم تكن موجودة في القدم، وقال إن إقامة مجمع وراثي للنخيل في عدة مواقع منها هورة عالي وحديقة البديع يعتبر أمرا هاما يصب في تجاه تنمية زراعة النخيل، فضلا عن تطور وتعدد طرق الري، والاهتمام بإيجاد دورات تعزز المعرفة في مجال النخيل والحفاظ على استمرارية الكوادر البحرينية العاملة في مجال زراعتها باعتباره فن واختصاص، كل ذلك وغيرها تعتبر جهودا تزخر بها المملكة من أجل الحفاظ على مكانة النخلة العظيمة، مشيرا إلى أن الاهتمام الزراعي بشكل عام لابد أن يواكبه ازدهارا اقتصاديا قائما على صناعة وتسويق منتوجات النخلة من أنواع التمور والدبس وصناعة ماء اللقاح وبعض الأدوية وغيرها.  يذكر أن ملف النخلة هو ملف تتشارك فيه مملكة البحرين مع 13 دولة عربية بهدف تعزيز مكانتها على مستوى العالم بوصفها تراث غير مادي يأتي كملف هام ضمن أولويات منظمة اليونسكو، فالنخلة سيدة الأشجار والصحراء وهي رمز للحياة والبقاء ودليل على الأصالة والعروبة، ويكفي فخرا ذكرها بالقرآن الكريم في 22 آية موزعة على 17 سورة قرآنية، إلى جانب اعتبارها أكثر الأشجار وروداً في ذاكرة الشعر والأدب والأمثال العربية القديمة والحديثة.  

مشاركة :