حذر رئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن غنيم، اليوم (الثلاثاء)، من تدهور الوضع المائي بسبب قيود تفرضها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية. وقال غنيم في بيان لدى لقائه رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس في الضفة الغربية إن القيود والتعقيدات التي تضعها إسرائيل أمام الحكومة الفلسطينية تزيد من تدهور الوضع المائي وتأثيره على حياة الفلسطينيين. وأوضح غنيم أن إسرائيل تضع العراقيل أمام جميع الجهود المبذولة لتنفيذ البرامج والمشاريع لتطوير خدمات المياه والصرف الصحي خاصة في مناطق (ج) التي تزيد مساحتها عن 60 في المائة من الضفة الغربية. وتقسم الضفة الغربية وبلدات في شرق القدس، حسب اتفاق (أوسلو) للسلام المرحلي الموقع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، إلى ثلاث مناطق الأولى (أ) وتخضع لسيطرة فلسطينية كاملة والثانية (ب) وتخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية وإدارية فلسطينية، والثالثة (ج) وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية. ولم يوضح غنيم طبيعة هذه العراقيل، لكنه اعتبر أن الممارسات الإسرائيلية تمثل "انتهاكا فاضحا" ومخالفة لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، لافتا إلى أن ملف المياه من أصعب الملفات التي يواجهها الشعب الفلسطيني بسبب تلك الممارسات. وأشار إلى أن الفلسطينيين يواجهون مخططات إسرائيل التي تسيطر على أكثر من 85 في المائة من مصادر المياه الجوفية ولها السيطرة المطلقة على كامل مصادر المياه السطحية. وتابع أن المشهد في قطاع غزة يدلل بشكل كبير على تلك المعاناة المتواصلة من الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 14 عاما وما خلفته موجة التوتر الأخيرة في مايو الماضي. وأوضح غنيم أن قطاع المياه والصرف الصحي من أكثر القطاعات تأثرا من خلال استهداف إسرائيل الممنهج للبنية التحتية في موجة التوتر الأخيرة على غزة، مشيرا إلى أن خسائر قطاع المياه تزيد عن 25 مليون دولار. ويعد ملف المياه أحد قضايا المفاوضات الرئيسية بين الفلسطينيين وإسرائيل في محادثات السلام المتوقفة منذ النصف الأول من العام 2014 دون وجود أفق لاستئنافها قريبا لحل الصراع الممتد منذ عدة عقود. يشار إلى أن مصادر المياه في فلسطين وإسرائيل، هي نهر الأردن وبحيرة الحولة التي جففتها إسرائيل، وبحيرة طبريا ونهر الأردن السفلي ثم البحر الميت فوادي غزة الذي يمتد من جنوب الضفة الغربية وجبال الخليل مرورا بإسرائيل وصولا إلى قطاع غزة. أما المياه الجوفية المشتركة فهي الحوض الجبلي، الذي قسم وفقا لاتفاقية أوسلو إلى ثلاثة أحواض الشرقي والشمالي الشرقي في طوباس وجنين بالضفة الغربية، والغربي وهو أحد أهم الأحواض الرئيسية ويمتد من طولكرم وقلقيلية حتى الخليل، فيما يقع الحوض الساحلي على البحر المتوسط إلى أسفل قطاع غزة. وهناك أحواض إسرائيلية غير مشتركة مع الضفة الغربية وقطاع غزة مثل النقب والكرمل وطبريا، وهي إضافة إلى الأحواض المشتركة جميعها تحت السيطرة الإسرائيلية.
مشاركة :