اتفاق إسرائيل والأردن على مراقبة الحرم القدسي بالكاميرات في محاولة لتخفيف حدة التوتر بعد العنف المستمر منذ أسابيع والذي أودى بحياة العشرات. وبينما أدانت الصحف الفلسطينية الاتفاق ووصفته بأنه يعمل لصالح العدو، دافعت الصحف الأردنية عن وجهة نظر عمان في التعامل مع القضية الفلسطينية والوضع في الأقصى. ودعت الصحف المصرية إلى محاسبة المقصرين بسبب أزمة غرق محافظة الإسكندرية بعد هطول أمطار غزيرة. التفاف على الانتفاضة وانتقدت صحيفة القدس الفلسطينية في افتتاحيتها الاتفاق الأردني - الإسرائيلي بشأن الأقصى، وقالت إنه يسوده الإبهام وعدم الوضوح، بل إنه في معظم بنوده يساهم في جعل إسرائيل طرفًا في الإشراف على الحرم القدسي الشريف. ودعت القدس إلى أن يكون الاتفاق خطوة في إطار خطوات لإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية وفق جدول زمني محدود وصولا الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأكد يوسف رزقة في مقالة في موقع فلسطين أونلاين أن هذه الإجراءات المعلنة التي قبلتها الأطراف بضغط من جون كيري، هي في المحصلة تقدم خدمة جيدة لنتنياهو، وتمثل التفافًا على الانتفاضة وعلى حقوق الشعب الفلسطيني في الأقصى. وقال إن الاتفاق غير موزون ويعمل لصالح العدو، ويجسد الخلل في موازين القوة. وأضاف رزقة أنه في ضوء ما تقدم يمكن الإجابة على سؤال: هل سينجح الاتفاق الأردني في إجهاض الانتفاضة؟! والجواب المبدئي في ضوء الوعي الوطني، والوعي الشبابي، والوعي السياسي، والوعي العام، يقول: (لا). وتساءل راجح الخوري في النهار اللبنانية: هل الكاميرات لمنع قطعان المستوطنين من اجتياح [الأقصى]، أم لتشديد المراقبة على المصلين الفلسطينيين وإحصاء أنفاسهم، وهل يخفى أن الاحتلال الذي يشجع المستوطنين على اقتحام الأقصى هو أيضاً من سيدير المراقبة؟ ودافع طارق مصاروة في الرأي الأردنية عن الحسابات الأردنية في التعامل مع القضية الفلسطينية والفلسطينيين قائلاً إنها تقوم على الشفافية والصراحة. كما هاجم محمد أبو رمان في الغد الأردنية رد الفعل الفلسطيني والذي وصفه بـالمقلق بدرجة كبيرة، وأوضح أن وجهة النظر الأردنية الرسمية تتمثّل في أنّ الأردن انتزع من نتنياهو، مرة أخرى، اعترافاً بالوضع القائم، ورفض فكرة التقسيم المكاني والزماني التي قادت إلى كل ما جرى. أما موضوع الكاميرات فهو إجرائي، يهدف إلى مراقبة الاختراقات التي تتم لهذه التفاهمات من قبل أي طرف، وهو الأمر الذي يساعد، أيضاً، على توثيق الانتهاكات الإسرائيلية. وحذر أبو رمان من أن الاختلافات في هذه اللحظة والمنعطف التاريخي ستكون فادحة على الهدف الحقيقي من الدور الأردني. الحكومة تصارع للخروج من الوحل ووصفت جريدة المصري اليوم الحكومة بأنها تصارع للخروج من الوحل بعد غرق الإسكندرية في مياه الأمطار الغزيرة. وتساءلت نشوى الحوفي في الوطن لم نتحرك فقط وقت وقوع الكارثة لنبحث عن شماعة نعلق عليها أسباب الكارثة بمبررات استفزازية لا معنى لها؟. وأضافت قائلة: ما يشغلني بحق محاكمة [المحافظ] هو ومساعديه إن كان لدينا حس حقيقي بالمسئولية ومعناها... ليس فقط ليكون عبرة لغيره من مسئولين لا يعرفون من المنصب إلا أبهته، ولكن لشفافية المحاكمة ومعرفة أسباب العوار الحقيقية التي نعاني منها في المحافظات المثقلة بقوانين مركزية لا معنى لها. ودعا عماد الدين حسين في جريدة الشروق إلى علاج المشكلة من جذورها قائلاً: من دون ضرب وتفكيك منظومة الفساد، وأن يؤدي كل شخص عمله، وأن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فسوف نعيد إنتاج منظومة الفساد كل فترة، لو أردنا الإصلاح فعلينا أن نحاسب المقصرين من أول الموظف البسيط إلى أعلى مسئول. ووصف جمال عفيفي في الأهرام الأمطار التي أغرقت محافظة الإسكندرية بـالقشة [التي قصمت ظهر البعير] ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اتخاذ قرارات حاسمة ضد المقصرين في جميع المجالات حتى تستقيم الامور. وأكد خالد الميري في الأخبار أن الإقالة لا تغني عن المحاسبة ولا تغني عن تقديم المحافظ وكل المسؤولين بالإسكندرية لمحاكمة عاجلة ... وقتها يمكن أن يصبحوا عبرة لكل فاسد ولص ومرتش. وفي الوفد تساءل حازم هاشم عن معايير اختيار المحافظين، وقال إن عملية اختيار المحافظين يشوبها الكثير من العوار الناتج عن الاعتقاد بأن صلاحيات المحافظين الواسعة ليس من الضروري أن تقابلها عناصر أكيدة من الكفاءة والجدارة ومدى تطابق هذا مع احتياجات تطوير الحياة في كل محافظة.
مشاركة :