قال اللورد بالمرستون ذات مرة إنه ليس لبريطانيا أصدقاء، وإنما لها مصالح. ويبدو أن حكومة ديفيد كاميرون تعمل على النهج ذاته، أو أنها تفتقر إلى نهج محدد. وهذا قد يفسر الترحيب المبالغ فيه الذي حظي به في لندن الرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي تعتبر بلاده قوة صاعدة في العالم، ولكنها ليس لها أصدقاء، وليست ديمقراطية أو صديقة للقيم التي يقوم عليها المجتمع البريطاني. ومن الواضح أن بريطانيا عازمة على جعل الصين أقوى داعم لها في الغرب، على حد تعبير السفير الصيني في لندن ليو شياو مينغ. ولو نظر لذلك على أنه استراتيجية فإنه مبرر من الناحية الاقتصادية البحتة. ووعدت بكين باستثمار أكثر من 100 مليار جنيه استرليني في بريطانيا، خلال السنوات العشر المقبلة. وبالنظر إلى أن اقتصادات شركاء بريطانيا التجاريين في أوروبا بدأت تتعرض للركود، فإن من المجدي محاولة التهجم على أغلب رؤوس الأموال الممكنة من الاقتصادات النامية في آسيا وأماكن أخرى من العالم. وربما يقول منتقدو بريطانيا إنها كانت على الدوام انتقائية في انتقاداتها، واستهدفت فقط سجلات انتهاكات حقوق الإنسان في دول ليست لها أهمية اقتصادية أو استراتيجية، والطريقة التي يتودد بها القادة البريطانيون إلى الصين تنذر بخطر تحويل ما كان شكاً إلى حقيقة لا سبيل لإنكارها.