طور باحثون إسرائيليون طريقة للكشف الآمن عن الألغام الأرضية الحية عن بُعد، باستخدام بكتيريا معدلة وراثيا، وفقا لما ذكرته الجامعة العبرية في القدس يوم الأربعاء. وأشارت الجامعة إلى أن الطريقة الجديدة تسمح باكتشاف الألغام الأرضية دون المخاطرة بحياة البشر أو الحيوانات، وبالتالي تطهير مساحات كبيرة من الألغام الأرضية التي خلفتها الحروب السابقة، والتي تقدر إجمالا بنحو 100 مليون لغم أرضي. ووفقا لشبكة منظمات الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، يُقتل أو يُجرح آلاف الأشخاص كل عام بسبب الألغام الأرضية أو غيرها من المخلفات الحربية المتفجرة. وتسمح الطريقة الجديدة باكتشاف الألغام الحية بواسطة البكتيريا التي تتفاعل مع أبخرة المتفجرات، وتتوهج في ضوء يمكن تصويره عن بعد، على سبيل المثال باستخدام طائرة بدون طيار، مما يلغي الحاجة إلى دخول حقل الألغام. ويستند الحل إلى حقيقة أن الألغام ليست محكمة الإغلاق تماما، حيث "ترتشح" بقايا متفجرات من قذيفة اللغم وتتراكم في التربة التي تعلوها. وعدّل الباحثون بكتيريا إي كولاي وراثيا، مما جعلهم قادرين على اكتشاف مادة (دي إن تي) الكيميائية، وهي منتج ثانوي متطاير لمادة (تي إن تي) المتفجرة. مع مرور الوقت، تتسرب أبخرة (دي إن تي) إلى التربة التي تغطي اللغم، ويمكن للبكتيريا "شمها" وإصدار ضوء مشع يمكن اكتشافه بسرعة. ولإحداث تأثير ضوئي، استخدم الباحثون جينات من البكتيريا البحرية التي تبعث الضوء بشكل طبيعي في المحيط. وقال الباحثون إن بكتيريا إي كولاي متوفرة وغير مكلفة وقابلة للتحلل الحيوي ويمكن استخدامها لاختبار مناطق واسعة مع الكشف السريع عن الألغام في غضون ساعات. وخلصوا إلى أنه يمكن تكييف البكتيريا للاستجابة لمواد أخرى، وبالتالي تسخير الطريقة الجديدة للعديد من الاستخدامات الأخرى.