قيمة صبغة الشعر

  • 10/30/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

«شايب منصدم من بنته يقول: قيمة صبغة شعرها 1500 ريال، وأنا صبغت صالتنا اللي فوق كامل بمبلغ 400 ريال». أعتقد أن هذه الطرفة تتحدث عن واقع، وأن كثيراً من الآباء لو تابعوا المبالغ التي يعطونها لبناتهم لأصيبوا بصدمة كبيرة، فمقياس الجودة لدى بعض بناتنا هو ارتفاع السعر فقط، وبمعنى أكثر دقة، بعض البنات تعتقد أن مكانتها وميزتها على حسب قيمة الحذاء الذي تلبسه! فالفخر في عدد لا يستهان به من المجالس النسائية ليس بما داخل الرأس، بل بما يحمله هذا الرأس وما يحيط به من أمور ترى بالعين المجردة! حتى وصلت الحال ببعض أصحاب المحلات النسائية إلى القول: إنهم يضطرون لرفع الأسعار حتى تمشي بضاعتهم! وكما يقول أحد أصحاب محلات العباءات النسائية: طلبت مني امرأة عباءة معينة، وعندما قلت لها سعرها الحقيقي، قالت: لا! لا أريدها! يقول: خرجت وغيّرت العلبة فقط ورفعت السعر إلى الضعف، فنظرت إليها، وقالت: هذه التي أريدها! هذا واقع وللأسف! وهو ليس بالأمر السهل، فالتبذير فيه فتح مجال واسع للشياطين، والشياطين لا تأتي بخير على جميع أفراد الأسرة، ومن ذلك أن هذا الهدر وسوء التدبير سبب لإرهاق ميزانيات الأسر وإيقاعها في الديون، كما أن آثاره خطيرة عندما لا يستطيع الأب الاستمرار في الإنفاق لأي ظرف من الظروف، بالإضافة إلى ما فيه من إضعاف لشخصية البنت وانحطاط باهتماماتها! ما الحل؟! أعتقد أن الحل الأكبر بيد الأم والبنت! فالأم يجب أن تحرص –بتعاون الأب- على ثلاثة: القرب منها ونيل ثقتها حتى تكون الأم المستشارة الرئيسية، وأن تكون الأم نفسها قدوة، فإذا كان رب البيت بالدف ضارباً، لا تنتظر من البقية غير الرقص! كما أن على الأم أن تكون أكثر حنكة وذكاء، فلا تجعل ابنتها تعتقد أنها شخصية ديكتاتورية تسعى للتحكم حتى في أنفاسها، ولا ساذجة تتلاعب بها! أيضاً نحتاج من مدارس البنات والمحاضن التربوية النسائية أن تكون أكثر حراكاً ببرامج نوعية جاذبة، تبني من خلالها ثقة بناتنا بأنفسهن، وترقى باهتماماتهن! مع ضرورة الحرص ألا تكون المعلمات شريكات في هذا الضياع! يجب أن نسارع للرقي بأمهات المستقبل، فهناك تقصير واضح في حقهن!

مشاركة :