على صعيد استقطاب الاستثمارات المباشرة البحرين تتقدم في تصنيف «الفايننشال تايمز» العالمي

  • 10/7/2021
  • 22:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تلعب‭ ‬المؤشرات‭ ‬والتقارير‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الدولية‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬رصد‭ ‬الأداء‭ ‬الاقتصادي‭ ‬إجمالاً‭ ‬لبلد‭ ‬ما‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وبيئة‭ ‬الأعمال‭ ‬والمناخ‭ ‬الاستثماري‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد،‭ ‬وخلق‭ ‬التوقعات‭ ‬والتصنيفات‭ ‬بشأنها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المعطيات‭ ‬والحقائق‭ ‬المستقاة‭ ‬واقعيًا‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬البلد‭ ‬نفسه‭. ‬وتعد‭ ‬المؤشرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أداة‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬تعزيز‭ ‬السمعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للبلدان‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الجاذبية‭ ‬الاستثمارية‭ ‬وحيازة‭ ‬ثقة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المباشرة‭ ‬المتنوعة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬دخولها‭ ‬إلى‭ ‬البلد‭ ‬المضيف‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬الفرص‭ ‬الوظيفية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬وتحريك‭ ‬الدورة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬للاقتصاد‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نقل‭ ‬الخبرات‭ ‬والمعارف‭.‬ ولعله‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬التقارير‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصادرة‭ ‬مؤخرًا‭ ‬هو‭ ‬تقرير‭ ‬Greenfield‭ ‬FDI‭ ‬Performance‭ ‬Index‭  ‬لعام‭ ‬2021‭ ‬والذي‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الفايننشال‭ ‬تايمز‮»‬‭ ‬وقد‭ ‬شمل‭ ‬تقييمًا‭ ‬شاملاً‭ ‬لأداء‭ ‬84‭ ‬اقتصادًا‭ ‬عالميًّا،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬منهجية‭ ‬تقييمية‭ ‬تم‭ ‬إعدادها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتجارة‭ ‬والتنمية‭ ‬‮«‬الأونكتاد‮»‬‭ ‬لقياس‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المباشرة‭ ‬إجمالاً‭ ‬والمقارنة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬حجم‭ ‬اقتصاديات‭ ‬الدول‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬عمليات‭ ‬الاندماج‭ ‬والاستحواذ‭ ‬والقروض‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬الاستثمار‭ ‬العابر‭ ‬للحدود‭.‬ وفي‭ ‬حين‭ ‬تصدرت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬كوستاريكا‭ ‬وليتوانيا‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬وسنغافورة‭ ‬واستونيا‭ ‬باعتبارها‭ ‬الاقتصاديات‭ ‬الأبرز‭ ‬أداءً‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬استقطاب‭ ‬الاستثمار‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬عززت‭ ‬موقعها‭ ‬في‭ ‬المؤشر‭ ‬بعدما‭ ‬تقدمت‭ ‬12‭ ‬درجة‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬سابق‭ ‬لترتفع‭ ‬إلى‭ ‬المرتبة‭ ‬الـ15‭ ‬عالميًّا،‭ ‬وذلك‭ ‬مقارنة‭ ‬بالمرتبة‭ ‬الـ27‭ ‬عالميا‭ ‬سابقا،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬خليجيًّا‭ ‬والثالثة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭.‬ ورصد‭ ‬المؤشر‭ ‬للبحرين‭ ‬3.23‭ ‬نقطة‭ ‬وتصنيف‭ (‬أعلى‭ ‬من‭ ‬1‭) ‬وهو‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مساهمة‭ ‬كبيرة‭ ‬نسبيًا‭ ‬للاستثمارات‭ ‬المباشرة‭ ‬في‭ ‬اقتصاد‭ ‬المملكة،‭ ‬إذ‭ ‬يقارن‭ ‬التقرير‭ ‬بين‭ ‬حجم‭ ‬اقتصاديات‭ ‬الدول‭ ‬والاستثمارات‭ ‬المباشرة‭ ‬التي‭ ‬جرى‭ ‬استقطابها‭ ‬في‭ ‬2020‭.‬ ويشير‭ ‬تقدم‭ ‬تصنيف‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬الفايننشال‭ ‬تايمز‮»‬‭ ‬عالميًا‭ ‬وإقليميًا‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬استقطاب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المباشرة‭ ‬إلى‭ ‬فعالية‭ ‬ونجاعة‭ ‬منهج‭ ‬‮«‬فريق‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬المستثمرين‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نجاح‭ ‬الخطة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لمجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المباشرة‭ ‬لخلق‭ ‬الفرص‭ ‬الوظيفية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭.‬ وتزداد‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬في‭ ‬كونه‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الجاذبية‭ ‬الاستثمارية‭ ‬للمملكة‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬مرت‭ ‬به‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬مؤخرًا‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬الجائحة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الدولي،‭ ‬ورغم‭ ‬جسامة‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بيئة‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬تكسب‭ ‬ثقة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المباشرة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬وذلك‭ ‬بفعل‭ ‬ما‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬مزايا‭ ‬تنافسية‭ ‬تحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬المستثمرين‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬اتخاذهم‭ ‬قراراتهم‭ ‬وأخذها‭ ‬بالحسبان‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬ما‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬بيئة‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬انفتاح‭ ‬وتطور‭ ‬وحرية‭ ‬اقتصادية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الكلفة‭ ‬التشغيلية‭ ‬الأدنى‭ ‬بالمقارنة‭ ‬بالأقطار‭ ‬المجاورة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والمنظومة‭ ‬التشريعية‭ ‬المتماسكة‭ ‬والتي‭ ‬تلبي‭ ‬مختلف‭ ‬المتغيرات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬العالمية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إمكانيات‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬الأعمال‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تنعم‭ ‬به‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬بشرية‭ ‬مؤهلة‭ ‬تأهيلاً‭ ‬عاليًا‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التقنية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭.‬ من‭ ‬المناسب‭ ‬التطرق‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬الاستثمار‭ ‬العالمي‭ ‬2021‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬قبلها‭ ‬عن‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتجارة‭ ‬والتنمية‭ ‬‮«‬الأونكتاد‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬سلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المباشرة‭ ‬الواردة‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بمقدار‭ ‬1‭.‬007‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬في‭ ‬2020‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬رصد‭ ‬التقرير‭ ‬لتدفقات‭ ‬الاستثمارات‭ ‬العالمية،‭ ‬وتحليله‭ ‬اتجاهات‭ ‬التجارة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬السياسات‭ ‬الحكومية‭ ‬الساعية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭.‬ حيث‭ ‬ارتفعت‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المتراكمة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بنسبة‭ ‬3‭.‬3‭%‬‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬31‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تقلص‭ ‬الاستثمارات‭ ‬بنسبة‭ ‬35‭%‬‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭. ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬التقرير‭ ‬في‭ ‬وقتها‭ ‬عودة‭ ‬التدفقات‭ ‬إلى‭ ‬الصعود‭ ‬بنسبة‭ ‬بين‭ ‬10‭-‬15‭%‬‭ ‬في‭ ‬2021‭.‬ وأشار‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المباشرة‭ ‬المتراكمة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬للبحرين‭ ‬92‭%‬،‭ ‬وهي‭ ‬أعلى‭ ‬نسبة‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬وتتجاوز‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬البالغ‭ ‬حوالي‭ ‬49‭%‬،‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬متركزًا‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬التي‭ ‬تستهدفها‭ ‬سياسة‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ومنها‭ ‬قطاع‭ ‬التصنيع‭ ‬والتعليم‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وصناعات‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات،‭ ‬والتي‭ ‬تشكل‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬البحرينية‭ ‬مسببًا‭ ‬رئيسيًّا‭ ‬لحيويتها‭ ‬ونموها‭.‬ ومثل‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬مواصلة‭ ‬التدفقات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬واستقطاب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬إنما‭ ‬تحتم‭ ‬أهمية‭ ‬تعظيم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الجاذبية‭ ‬الاستثمارية‭ ‬للمملكة‭ ‬والترويج‭ ‬للبيئة‭ ‬الداعمة‭ ‬للأعمال‭ ‬بمزاياها‭ ‬التنافسية‭ ‬المختلفة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاستمرارية‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬‮«‬فريق‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬وتنفيذ‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‭.‬

مشاركة :