يطفو العراق على ثروة نفطية هائلة، لكن البلد الذي يشهد الأحد انتخابات نيابية مبكرة، يعيش منذ أكثر من 40 عاماً، سلسلة من الحروب والنزاعات والأزمات المتتالية. حروب - نال العراق في العام 1932 استقلاله من الانتداب البريطاني الذي بدأ في العام 1920. ألغي النظام الملكي بانقلاب عسكري في العام 1958، وتمّ تأسيس الجمهورية. وصل حزب البعث إلى السلطة في العام 1968 وبات صدام حسين أحد أكثر الأشخاص نفوذاً في النظام، واستولى على السلطة في البلاد رسمياً في العام 1979. بين عامي 1980 و1988، شهد العراق حرباً مع إيران، ثمّ اندلعت حرب الخليج في العام 1991، فتشكّل تحالف دولي بقيادة واشنطن، بعدما احتل العراق الكويت في العام 1990. في العام 2003، سقط نظام صدام حسين بعد الغزو الأميركي للعراق بحجة تدمير أسلحة دمار شامل لم يتم العثور عليها. وخلال فترة الغزو بين 2003 و2011، قتل أكثر من مئة ألف مدني، بحسب منظمة "ايراك بادي كاونت". وقتل نحو 4500 أميركي. واشتعل فتيل الفتنة الطائفية لا سيما بين السنة والشيعة، واندلعت نزاعات طائفية خلفت عشرات الآلاف من القتلى، ثم عانت البلاد لسنوات من هجمات تنظيمات إرهابية راح ضحيتها عشرات الآلاف أيضاً. نفط وفساد - يضمّ العراق احتياطاً هائلاً من النفط، فهو البلد الثاني من حيث الاحتياطي في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، بينما يوفّر النفط له أكثر من 90 % من عائداته. على الرغم من ذلك، تواجه البلاد أزمة كهرباء وطاقة حادة وتشهد انقطاعات متكررة للكهرباء، ما يغذي الغضب الاجتماعي، وهي تعتمد بشكل كبير على جارتها طهران التي توفر لها ثلث احتياجاتها من الغاز والكهرباء. ويعيش ثلث السكان في الفقر وفق الأمم المتحدة، لا سيما بفعل وباء كوفيد- 19، وتراجع أسعار النفط في العام 2020، ما زاد الوضع سوءاً. يعاني العراق كذلك من فساد مزمن متفشّ في كل مفاصل المجتمع، وكلّف الدولة أكثر من 410 مليارات يورو منذ العام 2003، وفق أرقام رسمية عراقية. مهد الحضارات - يرث العراق الحالي "بلاد ما بين النهرين" (نهرا الفرات ودجلة)، اللذين يعبران البلاد من شمالها إلى جنوبها، ويمران كذلك في سوريا والعراق. ويعتبر العراق مهد الحضارات السومرية والأكادية والبابلية والأشورية، إحدى أقدم الحضارات في العالم التي منها انطلقت الكتابة والقوانين المكتوبة وأولى المدن. كانت الحدائق المعلقة في بابل، عاصمة بلاد ما بين النهرين القديمة (بين 4500 و2500 قبل الميلاد)، تعدّ واحدة من عجائب العالم السبع، أما مدينة أور الأثرية حيث ولد النبي إبراهيم بحسب العهد القديم، فهي واحدة من أقدم المواقع الأثرية في العراق.
مشاركة :