بكين، واشنطن أ ف ب، رويترز دعت بكين الحكومة اليابانية إلى «التوقُّف عن إعاقة» الطائرات العسكرية الصينية، في وقتٍ عقد قائدا البحريتين الصينية والأمريكية محادثاتٍ عن بعد. وأفادت البحرية الأمريكية بعقد قائدها، الأميرال جون ريتشاردسون، مع نظيره الصيني، الأميرال وو شنغلي، مؤتمراً عبر دائرة الفيديو المغلقة أمس الخميس، بعد يومين على تنفيذ سفينة حربية أمريكية دوريةً في منطقة تؤكد بكين سيادتها عليها. ودام المؤتمر حوالي ساعة عبر الدائرة المغلقة، ووصفه مصدر بـ «المهني والبنّاء» دون تقديم تفاصيل إضافية. في الشأن ذاته؛ ذكر مسؤول في واشنطن، طالباً عدم كشف هويته، أن قائد قوات بلاده في المحيط الهادئ، الأميرال هاري هاريس، سيتوجه إلى الأراضي الصينية «في زيارةٍ مخطط لها منذ فترة».ولم يتمكن المسؤول من إعطاء تفاصيل عن مدة الزيارة ولا برنامجها. وأرسلت واشنطن الثلاثاء المدمِّرة «يو إس إس لاسن» التي عبرت مسافة تقلُّ عن 12 ميلاً بحرياً من الجزر الصناعية التي بنتها بكين في أرخبيل سبارتليز في جنوب بحر الصين.وأثارت الخطوة استياء بكين التي استدعت السفير الأمريكي، وحذرت من أنها «ستدافع بحزم عن سيادة أراضيها ومصالحها البحرية». لكن واشنطن أكدت أنها تنوي إرسال سفن أخرى إلى المنطقة نفسها. وبدت بكين غاضبةً أيضاً من طوكيو، ودعتها إلى الامتناع عن «إعاقة» طلعات طائراتها العسكرية. جاء ذلك بعدما أعلنت الحكومة اليابانية الدفع بمقاتلاتها النفاثة عدداً قياسياً من المرات خلال الصيف «لمنع توغلاتٍ محتملة». وتدخَّلت الطائرات اليابانية 117 مرَّة في الفترة من يوليو إلى سبتمبر الماضيين مقارنةً بـ 103 مرات في الفترة نفسها من العام الماضي، لكنها لم تصل إلى الرقم القياسي المُسجَّل في الربع الأخير من عام 2014 بواقع 164 مرة. وحذر المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، يانغ يو جون، من «تهديد سلامة سفننا وطائراتنا».وقال في إفادة صحفية أمس إن «الأرقام التي تعلنها اليابان تجعلني أفكِّر في متابعتها الوثيقة للمراقبة والتدخل منذ فترة طويلة مع سفننا وطائراتنا ما يهدد سلامتها»، مشيراً إلى احتمالية ظهور مشكلات خاصة بالسلامة في الجو بين البلدين. ودعا المتحدث الجانب الياباني إلى «التوقف عن هذا المسلك الذي يعيق حريتنا في الطيران، علماً أن لطائراتنا حق التحليق في المجال الجوي المعني بما يتفق مع القانون». في غضون ذلك؛ قدَّمت الصين أمس طلباً لشراء 100 طائرة «إيرباص إيه 320» في اليوم الأول من زيارة المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، لبكين. وأبدت المستشارة ثقتها في «قدرة ثاني اقتصاد في العالم على الصمود في مواجهة التحديات». وتعكس زيارتها التي تستمر يومين زيادةً في النشاط الدبلوماسي بين الصين وأوروبا. وسيقوم الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بزيارة مماثلة خلال أيام. ووُقِّعَت طلبية شراء 100 طائرة «إيرباص إيه 320» بقيمة 9.7 مليار دولار خلال لقاءٍ بين المستشارة الألمانية ورئيس الوزراء الصيني، لي كي تشيانغ.وأضيف إليها تأكيد طلبية لشراء 30 طائرة «إيه 330» للرحلات الطويلة بقيمة 6.9 مليار دولار. وفي الحالتين، أُبرِمَ العقد بين الشركة الأوروبية «إيرباص» وشركة «تشاينا آفييشن سابلايز» الحكومية القابضة التي تتولى عقود الشراء للشركات الصينية.ويشكل الإعلان نبأ ساراً للشركات الصناعية الألمانية التي يقلقها التراجع الواضح للنشاط الاقتصادي الصيني.وحرِصَت أنغيلا ميركل على الإعراب عن ثقتها بهذا الاقتصاد، فيما يُتوقَّع أن تسجل بكين هذه السنة أضعف نمو منذ ربع قرن. وقالت ميركل «أثق بالتأكيد في هذا الاقتصاد الذي يُتوقَّع أن يواجه اضطرابات وتغيرات على مسار تطوره». وشدَّد لي كي تشيانغ من جهته على جهود إعادة التوازن التي بدأتها بلاده للارتقاء بجودة صناعاتها من خلال الانحياز للتكنولوجيا الحديثة والمنتجات ذات القيمة المضافة العالية.ورأى أن «التطور الصناعي لبلادنا ما زال بعيداً عما وصلت إليه ألمانيا، إذ يجب أن ندرس المفاهيم والتكنولوجيات المتطورة الآتية من هناك».
مشاركة :