قال إبراهيم الجروان رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إن موسم «الوسم» أو «الوسمي» يدخل إلى دولة الإمارات في 16 أكتوبر الجاري. وأضاف أن هذا الموسم يترقبه أهل الإمارات وعموم الجزيرة العربية بشغف..لافتاً إلى أن «الوسم» أو «الوسمي» هو من أشهر مواسم العرب وأحمدها، وسميت هذه الفترة بذلك لأن مطرها «يسم» الأرض بالنبات وأمطارها تسم الأرض بالخضرة والكلأ، و«الوسم» لغة هو «الكي» الذي يترك أثراً، ومطرها محمود ونافع للأرض، حيث يكون في وقت اعتدال الأجواء قبل قدوم شدة البرد. وأوضح أن الوسم يكون في وقت تسميه العرب «الربيع الأول» أو «ربيع الماء والندى»، وهو موسم الأمطار والرطوبة العالية مع اعتدال الأجواء الذي يسبق الشتاء وشدة البرد، وهو من فصل الخريف تمييزاً له عن «الربيع الثاني» أو «ربيع النبات والمرعى» وهو موسم الأمطار مع اعتدال الأجواء الذي يلي الشتاء وشدة البرد، وهو من فصل الربيع كما تعرفه العامة الذي تزدهر خلاله النباتات البرية والمراعي، وأمطاره تنشط نمو النباتات وتطيل من عمر المراعي. وقال الجروان: إذا نزل المطر خلال هذا الموسم مبكراً ولفترات متعددة ومتباعدة، فإن الأرض تخصب والفقع يظهر في البراري، كما ينبت النبات البري بأنواعه المتعددة من زهور وأعشاب فصلية، وتخضر الأعشاب الحولية والمعمرة، حيث إن الأعشاب البرية التي تنمو بأثر الوسم تتمكن من استكمال دورة حياتها كاملة قبل قدوم الحر والقيظ، حيث إن دورة حياتها تقارب عادة 4 - 6 أشهر، وتتمكن من طرح بذورها للموسم القادم. وتابع أنه عند أهل الأنواء «الوسم» هو مصطلح لفترة زمنية تضم أربعة طوالع من المنازل القمرية، كل منزلة 13 يوماً، وهي «العواء» أول نجوم الوسم ودخوله في 16 أكتوبر، ويليه «السماك» ودخوله في 29 أكتوبر، ثم «الغفر» في 11 نوفمبر، وأخيراً «الزبانا»، وهو آخر نجوم الوسم ودخوله في 24 نوفمبر، وينتهي الوسم في 6 ديسمبر ليبدأ الشتاء ودخول البرد وأول مربعانية الشتاء، ويبلغ عدد أيام الوسم 52 يوماً، فيما يعده البعض 60 يوماً تبدأ من منتصف أكتوبر وتنتهي مع منتصف ديسمبر. ولفت إلى أن بعض أهل التقويم من يقسم السنة إلى مواسم، كل موسم مدته شهران، فعندهم الصفرية أول الأزمنة والمواسم، وأوانها من منتصف أغسطس إلى منتصف أكتوبر، حيث جلاء شدة الحرارة وارتفاع الرطوبة، ثم الوسم من منتصف أكتوبر إلى منتصف ديسمبر، حيث اعتدال الجو وهو الربيع الأول أو/ربيع الماء والندى/ ثم الشتاء من منتصف ديسمبر إلى منتصف فبراير، حيث يشتد البرد والصقيع، ثم الربيع من منتصف فبراير إلى منتصف أبريل أو الربيع الثاني وهو/ربيع النبات والمرعى/ ثم الصيف من منتصف أبريل إلى منتصف يونيو وهو وقت دخول الحر وبدء نضج الثمار، وأخيراً القيظ من منتصف يونيو إلى منتصف أغسطس، حيث يشتد الحر وينضج الرطب وتنضج سائر الثمار الصيفية. وأوضح الجروان أن العرب يستدلون على دخول الوسم بما يطلق عليه «تعرض النجم سهيل لنجم الشعرى اليمانية» أي تعامدهما وقت الفجر فوق الأفق الجنوبي، كما يستدل بطلوع النجم السابع من نجوم بنات نعش أو كوكبة الدب الأكبر والذي يطلق عليه/ القائد/ ويعرف بـ «الاكيذب» وب «السويبع». وذكر أن فترة الوسم هي فترة جيدة لنمو النباتات والزراعة، نظراً لاعتدال درجات الحرارة، إذ تتراوح في حدها الأعلى بين 30 إلى 35 درجة مئوية، والأدنى بين 20 إلى 10 درجات مئوية، كما تعتبر أمطار الوسم أكثر نفعاً للأرض، حيث تقل نسبة التبخر، ويعود ذلك على المخزون الجوفي للمياه والأمطار التي تسبق الوسم بفترة لا تتجاوز 10 أيام تسمى/ سبق الوسم/ وتظهر السحب الآتية من جهة الشمال، كما يبدأ في موسم الوسم عبور الطيور المهاجرة وتبدأ هجرة طيور مثل الحبارى والكروان والصقور، ويطيب صيد الأسماك في البحر لوفرتها.
مشاركة :