«التحنيط» حـرفة تستوقف زوار معرض الصقور

  • 10/10/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت بوابات معرض الصقور والصيد السعودي الدولي في نسخته الثالثة، حضورًا لافتًا من الزوار في يومه الثامن بمختلف شرائحهم، بالتزامن مع قضاء إجازة نهاية الأسبوع، حيث خيَّمت الأجواء العائلية على فعاليات المعرض، والمقام بمقر نادي الصقور السعودي في ملهم (شمال مدينة الرياض). وأبدى الزوار إعجابهم بالتنوع الذي يشهده المعرض، الذي نجح في استقطاب أفراد المجتمع كافة من مختلف الفئات العمرية، حيث تفاوتت أعمار مرتاديه بين كبار السن والشباب إلى جانب الأطفال، الذين أخذوا يوثقون ذكرياتهم مع الصقور، بالتقاط الصور معها، كما وجدوا في الأركان التي خصصت لهم متعة وفائدة، والتي قدمت مجموعة من المعارف والعلوم المتعلقة بحياة الصقور وأنواعها وأشكالها، وما تعنيه للعرب من عزة وفخر وكبرياء ونُبل، بالإضافة إلى الفعاليات المصاحبة الأخرى التي جاءت لتلبي رغبات الزوار، وتقدم لهم تجربة ثرية وفريدة. يذكر أن المعرض يحتوي في نسخته الثالثة على فعاليات متعددة، طابعها التنوع والشمول، في أجواء تراثية تتزامن مع مزاد نادي الصقور السعودي الثاني، المخصص لصقور الطرح، ويواصل فعالياته حتى 15 نوفمبر المقبل، حيث قدم مجموعة من الصقور المميزة عبر مزاد خمس ليالٍ، شهدت تنافساً كبيراً للظفر بها. إلى ذلك استوقفت حرفة "التحنيط " زوار معرض الصقور، للتعرف على هذه الحرفة وطرق تحنيط الحيوانات الذي يمر بمراحل متعددة تستخدم من خلاله مواد خاصة تجعل من جسد الحيوان يقترب من شكله الذي ما يزال على قيد الحياة. وأوضح المهتم بتحنيط الحيوانات حاتم الربيعي، أن أهم مراحل التحنيط هي أن يحتفظ طالب التحنيط بجثة الحيوان في أشد درجات البرودة، من ثم تنزع أحشاء الحيوان وتجري هذه المرحلة بعناية فائقة من المحنط حتى لا يفقد الجلد أو الأجزاء الأخرى التي نحتاج بقاءها قبل التحنيط، ثم بعد ذلك تضاف مادة تحفظ الحيوان، وتأتي المرحلة الأخيرة وهي حشو الحيوان بعد تشكيله بالطريقة التي يطلبها الزبون بـ "الفيبرجلاس" أو مادة "الملتون"، وللمحافظة على تقوسات الحيوان وانحناءات الذيل والظهر يضاف أسياخًا من الحديد عليه. وذكر أنه وفريق العمل استطاعوا تحنيط زرافة بطول أربعة أمتار، وكذلك تمكنوا من تفريغ فيل يافع والاحتفاظ بجلده، وأضاف أنهم يملكون أنواعاً كثيرة من الحيوانات المحنطة التي احتفظت بخصائصها منذ 13 عاماً من دون أن تفقد ألوانها. وبيَّن الربيعي أن طلبات التحنيط غالباً ما تكون من الأشخاص الذين تربطهم علاقة حب بحيواناتهم النافقة، فيسعون لتحنيطها وفاءً لها واحتفاظاً بها أمام مالكيها وإن كانت لا تتحرك، مشيرًا إلى وجود حيوانات حُنِّطت بسبب غلاء ثمنها وأخرى لتكون رمزاً لحب الصيد كتحنيط الصقور، والمها العربي، والوعل، والغزلان وخلافها. من جانب آخر يمثّل معرض الصقور، محطة أساسية يقف عندها زواره، للتعرف على تراث أهل الجزيرة العربية وموروثهم العريق. ويشكِّل ركن أدوات التخييم، أحد الأركان التي تشهد إقبالاً كبيراً من الزوار، حيث يعرِّف القسم الأحفاد بزمن الأجداد، وما استخدموه من أدوات ووسائل ساعدتهم في التأقلم والحياة خلال تلك الفترة، فيجد الزائر كل ما يتعلق بالصقور وهواية الصيد والأدوات التي تستخدم خلال القنص، ليكون المعرض متجاوزاً للتطلعات وملبياً لتوقعات زواره ومحبي الصيد والصقور، كما يوفر المستلزمات للصقارين من أجهزة تتبع الصقور لمسافات طويلة. ويهدف المعرض إلى تعزيز الهوية الوطنية، حيث يجسِّد بلوحاته وفعالياته حقبة زمنية تعود إلى مئات السنين، التي مارس خلالها أبناء الخليج العربي هواية الصيد بالصقور وتربيتها. ويواصل معرض الصقور والصيد السعودي الدولي، استقبال زواره وسط أجواء تراثية وفعاليات جذابة، وتتزامن مع مزاد نادي الصقور السعودي الثاني، المخصص لصقور الطرح، ويواصل فعالياته حتى 15 نوفمبر المقبل. أطفال يشاهدون أنواعاً كثيرة من الحيوانات المحنطة

مشاركة :