لبنان يغرق في ظلام دامس بعد نفاد الوقود في أكبر محطتين لإنتاج الكهرباء

  • 10/10/2021
  • 01:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬غرق‭ ‬لبنان‭ ‬أمس‭ ‬السبت‭ ‬في‭ ‬الظلام‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬بعدما‭ ‬توقّف‭ ‬معملان‭ ‬رئيسيان‭ ‬عن‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬جرّاء‭ ‬نفاد‭ ‬الوقود،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أعلنت‭ ‬شركة‭ ‬الكهرباء‭ ‬الرسمية‭. ‬ويشهد‭ ‬لبنان‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬خمسينيات‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬ويواجه‭ ‬منذ‭ ‬أشهر‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الكميات‭ ‬اللازمة‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬لتشغيل‭ ‬معامل‭ ‬إنتاج‭ ‬الكهرباء‭. ‬ وفي‭ ‬مناطق‭ ‬عدة‭ ‬بالكاد‭ ‬تؤمن‭ ‬المؤسسة‭ ‬الرسمية‭ ‬التغذية‭ ‬بالتيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬ساعة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬اليوم،‭ ‬وسط‭ ‬برنامج‭ ‬تقنين‭ ‬صارم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مخزون‭ ‬الوقود‭ ‬الذي‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه‭ ‬المولدات‭ ‬الخاصة‭ ‬بدأ‭ ‬ينفد‭. ‬ وجاء‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬شركة‭ ‬كهرباء‭ ‬لبنان‭ ‬أمس‭ ‬السبت‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬توقف‭ ‬معمل‭ ‬دير‭ ‬عمار‭ ‬صباح‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضية‭ ‬‮«‬قسرا‭ ‬عن‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة،‭ ‬جراء‭ ‬نفاد‭ ‬خزانه‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬الغاز‭ ‬أويل،‭ ‬توقف‭ ‬أيضا‭ ‬معمل‭ ‬الزهراني‭ ‬قسرا‭ ‬ظهر‭ ‬أمس‭ (‬السبت‭) ‬للسبب‭ ‬عينه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬التغذية‭ ‬الإجمالية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬270‭ ‬ميجاواط،‭ ‬مما‭ ‬انعكس‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬ثبات‭ ‬الشبكة‭ ‬واستقرارها‭ ‬وأدى‭ ‬إلى‭ ‬هبوطها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إمكان‭ ‬إعادة‭ ‬بنائها‭ ‬مجددا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‮»‬‭. ‬ وهذه‭ ‬المرة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬تعلن‭ ‬فيها‭ ‬الشركة‭ ‬انهيار‭ ‬الشبكة‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬الشهر‭ ‬الحالي‭. ‬وصدر‭ ‬إعلان‭ ‬مشابه‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭. ‬ وأكد‭ ‬مصدر‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الطاقة‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬بذل‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬‮«‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة‮»‬‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬كهرباء‭ ‬لبنان‮»‬‭ ‬في‭ ‬بيانها‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬المرتقب‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬مساء‭ ‬السبت‭ ‬شحنة‭ ‬مادة‭ ‬الفيول‭ ‬أويل‭ (‬Grade‭ ‬A‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تفرغ‭ ‬حمولتها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬خزانات‭ ‬مصبات‭ ‬الزوق‭ ‬والجية‭ ‬مطلع‭ ‬الأسبوع‭ ‬المقبل‮»‬‭. ‬ ويعد‭ ‬إصلاح‭ ‬قطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تشكّلت‭ ‬بعد‭ ‬تجاذبات‭ ‬سياسية‭ ‬استمرت‭ ‬13‭ ‬شهرا‭. ‬وأطلقت‭ ‬تدابير‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجّنب‭ ‬العتمة‭ ‬الشاملة‭. ‬ وتوصّل‭ ‬لبنان‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬لاستجرار‭ ‬الكهرباء‭ ‬من‭ ‬الأردن‭ ‬والغاز‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬البلاد‭ ‬عبر‭ ‬سوريا،‭ ‬فيما‭ ‬عمد‭ ‬الفصيل‭ ‬الشيعي‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬إلى‭ ‬استيراد‭ ‬المحروقات‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬بمبادرة‭ ‬منفصلة‭. ‬ كذلك‭ ‬وقّعت‭ ‬الحكومة‭ ‬اتفاقا‭ ‬مع‭ ‬العراق‭ ‬لتسلّم‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬‮«‬الفيول‭ ‬أويل‮»‬‭ ‬لتشغيل‭ ‬معامل‭ ‬إنتاج‭ ‬الكهرباء‭ ‬مقابل‭ ‬توفير‭ ‬خدمات‭ ‬طبية‭. ‬ ويطالب‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لبنان‭ ‬بإصلاح‭ ‬شامل‭ ‬لقطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬الذي‭ ‬يكبّد‭ ‬خزينة‭ ‬الدولة‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬وقد‭ ‬كلّف‭ ‬الخزينة‭ ‬العامة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬منذ‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬البلاد‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1975‭ ‬و1990‭. ‬

مشاركة :