يحظى زائر الجناح الإسباني في معرض «إكسبو دبي 2020»، بتجربة مميزة بالتفاعل مع «شجرة التوازن» بالغابة الذكية المقامة في الطابق الأرضي للجناح، والتي تأخذ الزائر في رحلة شائقة لمعرفة رصيد ومخزون خبراته ومعلوماته البيئية ومدى قدرته على المشاركة الفعالة في بناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال الحالية والمستقبلية. وتبدأ تجربة الزائر التفاعلية في الغابة عبر مساحة تحتوي على ابتكارات إسبانية تعبر عن التزامها بأجندة 2030 للتطور المستدام ومشاركتها بحماية الموارد الطبيعية واستخدامها بوعي تام للحفاظ عليها وعلى استدامتها، وثمة أشجار صنعت من مادة خاصة تمتص ثاني أكسيد الكربون وسط تأثيرات ذكية تفاوتت ما بين الصوتية، البصرية والضوئية. ومن أهم الأشجار التي تلفت انتباه واهتمام الزائر خلال رحلته التفاعلية، شجرة أطلق عليها لقب «التوازن»، ويوحي مظهرها الخارجي بذكائها الشديد حيث تصدر عنها مؤثرات صوتية وضوئية ذكية، وما أن يدقق الزائر ويمعن النظر في الشاشات الذكية الموزعة أسفل الشجرة، حتى يدرك أنها تقدم مسابقة فريدة من نوعها، ترتكز على محاور عدة، أولها اختيار اللغة وفقاً لجنسية الزائر، وثانيها اسمه ثم الانتقال إلى مسابقة تحتوي على أسئلة عدة حول السلوكيات البيئية التي يمارسها الزائر في حياته اليومية، وفي حال كانت إجابته صحيحة يظهر اسمه على الشجرة فوراً. كما تظهر جملة «إجابتك مستدامة» للزائر مع كل إجابة صحيحة عن أسئلة المسابقة على شجرة «التوازن»، ما يعزز الشعور بنشوة الفوز والثقة بالنفس بوصفه شخصاً مساهماً في المحافظة على البيئة التي يعيش فيها، وبمجرد ظهور مساهمته الصحيحة في الإجابة عن سؤال واحد يتهاوى اسمه من أعلى الشجرة ليصل إلى مرأى بصره مدعماً بظهور صورة «ايمجوي» على الشاشة التي كتب إجاباته الصحيحة عليها، ما يدفعه في نهاية المطاف إلى تعزيز التحدي لديه عبر استمراره في الإجابة عن الاستفسارات كافة. وتدور محاور الأسئلة التي تطرحها مسابقة شجرة التوازن على الزائر، حول إمكانية قيامه بفصل الأجهزة الإلكترونية عندما تكون في حالة انتظار، ومحاولة شرائه منتجات موسمية واستخدامه أساليب بديلة للورق في العمل واستخدام واقيات الشمس، واستهلاك بقايا الوجبة الغذائية والوقت المستغرق في استحمامه. ومع كل إجابة صحيحة للزائر عن أسئلة مسابقة شجرة التوازن، وبعد تأكيد نجاحه ينتقل إلى صفحة مدعمة بمعلومات دقيقة حول إجابته، فعلى سبيل المثال بالنسبة لمحور السؤال حول الورق، ينتقل الزائر بعد ظهور صحة إجابته إلى صفحة كتب عليها: «في سنة واحدة، تستهلك المكاتب في جميع أنحاء العالم حوالي 115 بليون شريحة من الورق، أي ما يعادل نحو 14 مليون شجرة، وللتقليل من هذا الاستهلاك، يتوجب استخدام الورق المعاد تدويره أو إعادة استخدامه أو الطباعة المزدوجة أو اختيار النظم الرقمية». بالنسبة للإجابة الصحيحة الخاصة بواقيات الشمس، تظهر صفحة أخرى تبيّن مساعدة استخدام واقيات الشمس المستدامة على حماية الأسماك والشعاب المرجانية والأنواع البحرية الأخرى، أما الإجابة عن احتمالية استخدام بقايا الوجبة الغذائية، فتأتي المعلومة الإضافية لمنظمة الأغذية والزراعة التي تقدّر أنّ ثلث الأغذية المنتجة يتم فقدها أو تهدر كل سنة، ويعكس جدول أعمال 2030 وعياً عالمياً أكبر، حيث تمثل الغاية 12.3 من أهداف التنمية المستدامة إلى تقليل هدر الغذاء للفرد بمقدار النصف. وبالنسبة لسؤال حول الأخذ بالاعتبار الوقت المستغرق للاستحمام؟ فالمعلومة المدعمة أن دقائق من الاستحمام تستهلك 95 لتراً من الماء و5250 لتراً لملء حوض الاستحمام، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن 100 لتر من الماء يومياً للفرد كافية لتغطية جميع احتياجات الاستهلاك والنظافة». أما بالنسبة للسؤال حول الأجهزة الإلكترونية، فإنّ المعلومة هي وجوب فصل الأجهزة، مثل التلفزيون والكمبيوتر والألعاب الإلكترونية و«الميكروويف» عن الطاقة عندما لا تكون قيد الاستخدام لأنها تستهلك طاقة على مدار 24 ساعة في اليوم، وهو ما يمثل 1% من الغازات المسببة للاحتباس الحراري و20% من فاتورة الكهرباء.
مشاركة :