أبهرت القوة الإدارية لسياسات الطاقة السعودية أن البترول ليس سلعة، بل «رؤية وفلسفة» تمتلك رؤى حكيمة وعميقة، تنتهجها بإدارة ذكية عملاقة، وليس كونها فقط أنها المُنتجة المُصدرة الكبرى للنفط الخام، حيث نجحت دبلوماسيتها في أحلك أزمات السوق الأخيرة بقيادة وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان وفق رؤية المملكة في ظل دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، لنُظم البيئة الجديدة في صناعة الطاقة المتكاملة عبر المبادرات المُطورة، وكشف عنها تقرير نشرته وكالة «بلومبرغ»، أن المملكة تُعد المُنتصر الأكبر بعد حسن إدارتها لأزمة تراجع الطلب العالمي على النفط، بسبب إغلاق بعض الدول اقتصاداتها بشكل جزئي مع تزايد عدد إصابات كورونا وتحوراته المستجدة، وجعلت المشهد العالمي العام على المحك في أحداث مصيرية مأساوية اقتصادية مالية هزت اقتصادياته وأفلست كبرى شركاته وهبطت بورصاته، حينما انهار النفط في أسوأ دوراته التاريخية في صدمة مُزدوجة من انعدام الطلب، وشل حركة النقل كافة، ما نتج عنه بيع البراميل بالمجان بعد طفح المخزونات على اليابسة والبحار التي تحولت سفنها لمخزونات نفط عائمة كما حدث الآن بمياه شواطئ جنوب كاليفورنيا. لذا فقيادة المملكة لاجتماع مجموعة «أوبك+»، كانت ناجحة وبنشوة المُنتصر، بعد أن أصبحت أسعار البترول في أعلى مستوى لها منذ ثلاث سنوات بـ 80 دولاراً للبرميل، وضخ الرياض 9.8 مليون برميل يوميًا لهذا الشهر مع تعافي الاقتصاد العالمي لإمدادات الطاقة، ليكون التوقع أن يصل إنتاجها بحلول ديسمبر القادم 10 ملايين برميل يومياً، وهو ما رفع عائدات المملكة من البترول إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أعوام، ومهد الطريق أيضاً نحو عائدات أكبر في 2022. حتى شهد «لوكوك»، الرئيس المشارك لتداول البترول في شركة Trafigura Group لتجارة السلع بقوله: «لقد تمتعت «أوبك+» بعام جيد جداً، لقد أوفوا بوعدهم، وتمكنوا من إدارة هذا المشهد الحرج». لقد كشّفت السعودية للعالم خلالها فصول من مواقف إدارة الطاقة البطولية التاريخية، الملموسة في اجتماعات «أوبك» و»أوبك بلس» لديمومة هذا الكيان النفطي والعبور لمرافئ استقرار أسعار الطاقة العالمية، وضمان وصول الإمدادات للأسواق العالمية، رغم الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية واستهداف حركة النقل عبر المضائق البحرية. وعلى الرغم من ذلك تبدو النتائج التي تم تحقيقها، اليوم، جيدة للجميع لسابق وقتها قبل أزمة كورونا وخاصة بعد الاضطرابات التي حدثت في مارس الماضي، وانخفاض الطلب على الوقود حملت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركائها إلى معركة شرسة على العملاء.. لتخرج المملكة بهم من براثن الحرب النفطية من خلال خبراتها الطويلة في سوق النفط بعودة الأسعار وانتعاش السوق والابتعاد عن تلك الذكريات المريرة بقيادة سعودية للشبكة المكونة من 23 دولة نفطية.
مشاركة :