شاب مصري من ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن أفضل 100 مدرب برمجة في العالم

  • 10/10/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

غرِّد فيفاء – متابعات : شاب مصري يعاني إعاقة كبيرة عبارة عن شلل تام في كامل جسده عدا رأسه فقط، لكنه استطاع التخرج من كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة بتقدير ممتاز ليتم تعيينه مدرسا فيها. ليس هذا فحسب، بل استطاع أن يحصد جائزة عالمية في البرمجة لم يسبقه إليها إلا 19 شخصا فقط على مدى 70 عاما. تلك قصة محمد عبد الوهاب، التي رواها بنفسه، مؤكدا أنه لم يشعر يوما أن لديه إعاقة، بل لديه إصرار وعزيمة وتحد جعلوه مدربا لمن ليست لديهم نفس إعاقته. عبد الوهاب حصد الأسبوع الماضي جائزة “Senior Coach Award” في المسابقة العالمية للبرمجة “ICPC” التي عقدت لأول مرة في روسيا. ووفقا لبيان من كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة فقد تم تصنيف محمد عبد الوهاب من أحسن 100 مدرب برمجة على مستوى العالم، وأفضل المدربين في الوطن العربي. تجدر الإشارة إلى أن مسابقة البرمجة الجامعية الدولية هي مسابقة برمجة حسابية لطلاب الجامعات، تعمل خلالها الفرق المكونة من ثلاثة أفراد والتي تمثل جامعاتها، على حل أكثر مشاكل العالم الحقيقي من المسائل الرياضية من خلال البرمجة، والتي من أهدافها تعزيز التعاون والإبداع والابتكار والقدرة على الأداء تحت الضغط. الشاب المصري عبد الوهاب دخل بهذه الجائزة قائمة قصيرة يتنافس فيها مع العشرين مبرمجا الذين حصدوا نفس الجائزة من أجل الحصول على أعلى جائزة في المسابقة وهي “Lifetime Coach Award”. وتستمر المنافسات على مدى الخمس سنوات المقبلة. وقال عبد الوهاب: “اتخرجت من كلية حاسبات القاهرة عام 2001، ولكن الموضوع بدأ معي وأنا في الصف الثالث الابتدائي، حيث كنت في زيارة لأحد أقاربي وكان عنده كمبيوتر وكنا نلعب عليه، وبالصدفة وجدت كتابا بجوار الكمبيوتر، يشرح أشياء بسيطة في البرمجة، فأخذت الكتاب وقرأت بعض صفحاته، وبدأت أنقل الأكواد المدونة فيه، ومن هنا بدأ حبي للموضوع وشعرت أنني أريد أن أعرف أكثر”. وتابع: “والدي بدأ يلاحظ اهتمامي بالأمر، وأنني الوحيد بين إخواتي وأقاربي الذي يجلس على الكمبيوتر ويعمل أشياء مختلفة غير الألعاب، فبدأ يدعمني وبالفعل أحضر لي شخصا يشرح لي أساسيات البرمجة، وحصلت معه على 5 حصص عرّفني خلالها على الأساسيات ووضعني على الطريق… ومنذ ذلك الحين أدركت أن هذه هي الحاجة التي أرغب في دراستها وأكمل بقية حياتي فيها”. واستطرد: “أول قرار أخذته في حياتي كان إني أدخل الثانوية حتى أستطيع اختيار ودراسة المواد التي أحبها ولها علاقة بالمجال الذي سأكمل به حياتي.. أول مشكلة كانت مع المدرسة لأنني قلت لهم لن أدرس بيولوجيا، فعوضوها لي بمواد لها علاقة بعلوم الكمبيوتر”. وأوضح عبد الوهاب: “كنت ضمن ثاني دفعة تدخل كلية حاسبات القاهرة، كانت الأمور سهلة جدا بالنسبة لي، لأني كنت متقدما في البرمجة، فكنت أشرح لزملائي وأساعدهم… ومع الوقت أصبحت الشخص الذي يلجأ له أي شخص واجه مصاعبا ما.. وفي الفرقة الرابعة عُرضت علي المشاركة باسم الكلية في مسابقة ECPC على مستوى مصر والوطن العربي، وفعلا شاركت وحصدنا المركز الثالث على مستوى الجمهورية، والرابع على مستوى الدول العربية، بدون أي فترة تدريب قبلها”.  واستطرد: “خلال دراستي بمرحلة تمهيدي الماستر عُرضت علي المشاركة مرة أخرى بنفس المسابقة، وحصدنا هذه المرة المركز الأول على مصر، والمركز الأول على مستوى الدول العربية كلها، ثم سافرت للمشاركة بالمسابقة العالمية للبرمجة في أميركا ICPC. وفي العام التالي عرض علي اثنان من الفريق المشارك بالمسابقة أن أدربهما بما أن لي خبرة 3 سنوات فيها.. وفعلا بدأت التدريب لأول مرة في سنة 2003، وكانت الفرق تحصد المراكز الأولى دائما”. وقال المبرمج المصري إنه: “في عام 2006 بدأت جامعات أخرى في مصر تنافس وتهتم بالمسابقة وتدرب طلابها من بداية السنة، منها الجامعة الأميركية والأكاديمية البحرية، وهنا كانت نقطة التحول الأول، حيث بدأت تغيير أسلوبي، وبدأت تطوير التدريبات الخاصة بي لتكون مدتها أطول وفعلا حصدت الفرق التي أدربها المراكز الأولى في المسابقة، وفي عام 2011 كانت نقطة التحول الثانية، حيث حصل خلاف بيني وبين الكلية، فسألت نفسي لماذا أقتصر فقط على تدريب طلبة حاسبات القاهرة؟.. وفعلا من هنا بدأت التدريب في كليات أخرى مثل الجامعة الأميركية والأكاديمية البحرية، وبعد ذلك بدأت تكوين فريق خاص بي وأضم له العناصر الجيدة من أي مكان أيا كانت جامعته”. محمد عبد الوهاب استطرد أنه في: “سنة 2013 كانت نقطة تحول ثالثة في تفكيري، حيث عُرض علي السفر لسوريا لتدريب فريق سوري تأهل للمسابقة العالمية للبرمجة icpc، ومن هنا فكرت في التدريب على مستوى دولي خارج مصر، وفعلا أصبحت مدربا لفرق من دول عربية كثيرة، ودربت في سوريا والأردن والمغرب وتونس ولبنان، وما زلت مستمرا الحمدلله”. وعن نصائحه للشباب الراغب في اقتحام البرمجة، قال محمد عبد الوهاب: “وقت الدراسة ثمين جدا، حيث لا تكون عليك مسؤوليات كثيرة، أهلك في الغالب ينفقون عليك ووقتك ملكك وليس مطلوبا منك أشياء كثيرة، فالطالب الذي يريد تحسين مستقبله لابد أن يأخد قرارا ويعمل عليه بجد”. وتابع النصح قائلا للشباب: “لو اخترت الـproblem solving تكون هي الشيء الذي تتميز فيه، فأنا أضمن لك أنها ستوصلك لمكان مرموق جدا”. وختم محمد عبد الوهاب بتأكيده على أن: “الـproblem solving أفضل شيء يمكن للمبرمجين تعلمه أثناء الكلية، ونصيحتي أن هذا المجال لا ينفع معه اليأس أو تجاهل نصائح الخبراء الأقدم فيه أو المدربين، ومن يلتزم بذلك سيكون في قمة المبرمجين في وقت قصير جدا”. غرِّد شارك هذا الموضوع: انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :