ألمحت إيران قبل بدء اليوم الثاني من مؤتمر فيينا، اليوم الجمعة إلى أنها ربما تكون مستعدة للتراجع عن إصرارها على بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة، وتستبق هذه التلميحات الجلسة الشاملة لوزراء الخارجية، المشاركين في مؤتمر إنهاء الحرب الأهلية في سوريا. وفيما يشهد اليوم الثاني لاجتماعات فيينا لقاء شاملا لوزراء خارجية 17 دولة تتصدرهم الولايات المتحدة، وروسيا، ومصر، والسعودية، وتركيا، وإيران، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، ولبنان، والأردن، والإمارات، والعراق؛ فقد أوضح مصدر بارز (لوكالة رويترز مساء الخميس)، أن طهران قد تقبل فترة انتقالية تستمر ستة أشهر، يتقرر في نهايتها مصير الأسد في انتخابات عامة. وتُعد المحادثات التي ستُعقد اليوم (الجمعة)، في العاصمة النمساوية، أول مناقشات على مستوى عالٍ يتخلى فيه حلفاء واشنطن عن اعتراضاتهم على مشاركة إيران، وسط تأكيدات من واشنطن بأنها ترغب هذه المرة في أن تسمع من طهران وموسكو (حليفا الأسد)، هل سيكونان على استعداد للتخلي عن الرئيس السوري، أم لا؟. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن نائب وزير الخارجية الإيراني، عضو وفد طهران إلى المحادثات، أمير عبداللهيان، أن إيران لا تصر على إبقاء الأسد في السلطة إلى الأبد. وانتهى في فيينا، ليل الخميس-الجمعة، اجتماع رباعي جمع وزراء خارجية السعودية وتركيا وروسيا والولايات المتحدة حول سبل حل سياسي يُنهي الأزمة في سوريا، دون أن يُدلي الوزراء الأربعة عقب انتهاء الاجتماع بأي تصريحات لوسائل الإعلام. وقالت تقاريرُ حول الاجتماعات الثنائية والثلاثية والرباعية التي جرت على هامش الاجتماع الرباعي أشارت إلى أن التوقعات متواضعة، وأن هناك خلافات ما زالت قائمة في هذه الاجتماعات الدولية حول سوريا، خصوصًا من ناحية النقطة المتعلقة بدور بشار الأسد ونظامه في المرحلة الانتقالية، بحسب ما أوردته قناة العربية. لكن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، اعتبرت أن جمع مختلف أطراف الأزمة السورية على طاولة واحدة يمثل في حد ذاته خطوة مهمة. وقالت: دعونا نرى إن كان تنسيق العمل مع الولايات المتحدة وروسيا خلال هذه الأيام والأسابيع سيمكننا من فتح هذا الفضاء الذي قد يقودنا إلى انتقال سياسي في سوريا. بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المشاركين في المحادثات بفيينا إلى إظهار الليونة، مرحبا بمشاركة إيران للمرة الأولى في المحادثات، حيث قال: أنا متحمس للقاء قادة على مستوى رفيع في فيينا غدًا لبحث الوضع في سوريا. واستبقت المملكة السعودية الاجتماع بالتجديد على موقفها الثابت من الأزمة السورية، معتبرة أن البحث في موعد محدد لرحيل الأسد سيكون بندًا أساسيًّا في الاجتماع، الذي يختبر مدى جدية إيران وروسيا حول الحل في سوريا.
مشاركة :