دائماً ما تجعلنا البطولات الدولية نتعرف على لاعبين جدد وفرق وطرق جديدة في عالم كرة القدم. لقد منحتنا كأس الأمم الأوروبية 2020 الفرصة لمشاهدة منتخبات مثل مقدونيا الشمالية وفنلندا في هذا المحفل الكروي الكبير لأول مرة. لكن ما يمكن أن يكون مثيراً لعشاق كرة القدم، يمكن أن يكون في نفس الوقت بمثابة تحدٍّ كبير للمعلقين على المباريات، الذين يتعين عليهم نطلق أسماء اللاعبين بطريقة صحيحة. يعتقد ديريك راي، المذيع الشهير الذي يعلّق على مباريات لعبة «فيفا» للفيديو، أن المذيعين لا ينجحون دائماً في هذا الاختبار الصعب. وباعتباره المعلق الرئيسي في الدوري الألماني الممتاز لشبكة «إي إس بي إن» التلفزيونية ومتحدثاً بخمس لغات، يعتز راي بنفسه كثيراً لقدرته على نطق أسماء اللاعبين بطريقة صحيحة، ويقول عن ذلك: «نرغب جميعاً في أن تُنطق أسماؤنا بشكل صحيح إذا كنا نعيش في ثقافة مختلفة. فإذا بذل الناس مجهوداً كبيراً لنطق اسمك بالطريقة الصحيحة، فإن هذه تعد علامة كبيرة على الاحترام. إنه احترام للغة وللثقافة. أدرك جيداً أنه لا يمكن للجميع التحدث بأكثر من لغة وأنه لا يمكن للجميع نطق الأسماء بالطريقة الصحيحة، لكن يجب أن نحاول ونبذل مجهوداً أكبر». لقد أصبحت كرة القدم لعبة عالمية بشكل متزايد، وتنقل كل المسابقات على شاشات التلفزيون الآن، لذلك من المفهوم أن بعض الأخطاء في النطق قد تسللت إلى التغطية الإعلامية والتلفزيونية، لكن بعض الأخطاء تكشف أحياناً عن موقفنا الوطني. قد تكون إنجلترا مهتمة بالداخل بشكل أكبر، خاصة في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويعتقد الكثير من الناس أن تعلم لغات أخرى لا يستحق وقتنا وجهدنا لأن «الجميع يتحدث اللغة الإنجليزية على أي حال». يقول راي: «بصفتنا صحافيين في الإذاعة والتلفزيون، يتعين علينا أن نكون أفضل من ذلك. أنا دائماً ما أرى أن الصحافي يرتكب جريمة إذا أخطأ في كتابة اسم شخص ما لمجرد أنه يعتقد أن الناس يعرفون ما يتحدث عنه على أي حال. لا يتعين علينا أن نفعل ذلك، ويجب علينا أن نتحرى الدقة ونكتب الأسماء بطريقة صحيحة كما هي وكما تُنطق». ولا يعتقد راي أن المشكلة تتعلق بإنجلترا وحدها، لكنها آفة لجميع البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية. ويقول: «هذه المشكلة لا تقتصر على إنجلترا وحدها، لكنها تمتد إلى جميع البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية. فإذا كانت اللغة الأولى لشخص ما هي اللغة الإنجليزية - سواء كان ذلك في المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة أو أستراليا – فيبدو أن هذا الشخص يرى أن لديه منحة إلهية لنطق الاسم بأي طريقة يسهل على الشخص نطقها». وغالباً ما تُقرأ الأسماء البرتغالية كما لو كانت إسبانية، لكن هناك اختلافات رئيسية بين اللغتين، وخير مثال على ذلك اسم «برونو فرنانديش». لقد تلقى راي الكثير من التعليقات بشأن الطريقة التي ينطق بها اسم «فرنانديش» فيما يتعلق بالمقطع «يش» في نهاية الاسم، حيث أشار بعض محبي لعبة «فيفا» إلى أن راي ربما ينطق الاسم بطريقة غير صحيحة لأن هذا النطق غير مألوف لآذانهم! يقول راي: «لقد نطقت اسمه وسجلته قبل وقت طويل من انتقاله إلى مانشستر يونايتد. ما أفعله مع كل اسم جديد هو أن أحاول التحدث إلى متحدث من البلد الأصلي لهذا اللاعب، وإذا أمكن، التحدث للاعب نفسه والتأكد من أنني بذلت المجهود المطلوب لنطق اسم هذا اللاعب بطريقة صحيحة. أعرف ما يكفي من اللغة البرتغالية لكي أعرف أن الاسم في البرتغال هو فرنانديش. لم يقل لي أحد أي شيء حتى انضم اللاعب إلى مانشستر يونايتد، وفجأة قيل لي إنني أنطق اسم اللاعب بشكل خاطئ. قاعدتي دائماً هي أنني أريد أن يستمع اللاعب وعائلته إلى التعليق ويقولون: يا إلهي، هناك معلق ينطق الاسم بطريقة صحيحة». وعلاوة على ذلك، يتم نطق الكثير من الأسماء الإيطالية بشكل غير صحيح، مثل اسم «جانلويجي»، الذي ينطقه كثيرون بطريقة غير صحيحة ويقولون «جينلويجي». وتنطبق نفس القاعدة على اسم ظهير نادي نابولي، جوفاني دي لورينزو، فالاسم الصحيح هو «جوفاني» وليس «جيوفاني». وتشمل الأخطاء الأخرى أسماء مثل «كيليني» و«كييزا»، فهذا هو النطق الصحيح لهذه الأسماء، وليس «تشيليني» أو «تشيزا» كما يردد البعض. وهناك بعض المشاكل أيضاً في نطق أسماء لاعبي أوروبا الشرقية، حيث قد يخطئ القارئ الإنجليزي في نطق العديد من الأحرف، وخير مثال على ذلك اسم اللاعب البولندي «فويتشيك تشيزني»، الذي يُنطق بأكثر من طريقة مختلفة، لكن النطق الصحيح هو «فويتشيك تشيزني»، وليس أي نطق آخر. أما المشجعون الأوكرانيون فلا تتمثل المشكلة لديهم في نطق أسماء اللاعبين، وإنما في اسم البلد نفسه، حيث يضع بعض المعلقين أداة التعريف «ال» قبل اسم «أوكرانيا»، وهو الأمر الذي يشير عن غير قصد إلى فترة ما قبل استقلال أوكرانيا. وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد ارتكب نفس الخطأ أثناء فترة رئاسته في عام 2014. وهو الأمر الذي جعل ويليام تايلور، سفير الولايات المتحدة السابق لدى أوكرانيا في ذلك الوقت، يقول: «أوكرانيا دولة، لكن عندما تضع أداة التعريف (ال) قبل اسم أوكرانيا فإن هذه هي الطريقة التي يشير بها الروس إلى ذلك الجزء من البلاد خلال الحقبة السوفياتية. والآن، فقد أصبحت أوكرانيا بلداً وأمة ودولة معترفاً بها، فهي أوكرانيا فقط دون إضافة أداة التعريف. من الخطأ وضع أداة التعريف (ال) قبل اسم أوكرانيا، رغم أن الكثير من الناس يفعلون ذلك». وكما يدرك أي لغوي يتابع كرة القدم جيداً، فإن مجرد انتشار اسم بطريقة معينة لا يعني أنه يُنطق بطريقة صحيحة!
مشاركة :