خاص – أخبار الخليج: بدأ العد التنازلي لقمة تغير المناخ التي من المقرر أن تنعقد في مدينة جلاسكو في شهر نوفمبر المقبل، حيث تفصلنا حوالي ثلاثة أسابيع على انطلاق المؤتمر السادس والعشرين للأطراف المشاركة في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي، وهو المؤتمر الذي تجتمع فيه الدول للوقوف على قضية تغير المناخ والوصول إلى حلول وتوصيات للمشكلات الشائكة بهذا الشأن لما لها من تأثير خطير على البشرية وكوكب الأرض. ومن أبرز الحوادث التي باتت تتكرر بشكل مخيف نتيجة التغير المناخي خلال الآونة الأخيرة حول العالم: موجات الحر الشديد، الحرائق، الأعاصير، الفيضانات والتصحر. وقد شهد العالم في شهر أغسطس من العام الحالي ظاهرة غير مسبوقة، حيث ارتفعت درجات الحرارة في منطقة القطب الشمالي، ما أدى إلى ذوبان صفائح جليدية على قمة الغطاء الجليدي في جرينلاند بسرعة كبيرة، وهو ما تسبب في هطول الأمطار في هذه المنطقة عوضاً عن تساقط الجليد. ويقول سفير المملكة المتحدة لدى مملكة البحرين رودي دراموند: بينما تستعد دول العالم لحضور مؤتمر قمة العمل المناخي (COP26)، تعمل كل من المملكة المتحدة وإيطاليا على قدم وساق لتغيير المسار الذي تمضي فيه بشأن تغير المناخ وتنفيذ أهداف اتفاقية باريس، المتمثلة في حصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن. ويضيف دراموند: من أجل الوصول إلى تحقيق الهدف المرجو فنحن حريصون على العمل مع مختلف الدول والأطراف والنشطاء وخبراء المناخ لرفع سقف طموحاتنا بشأن هذه القضية، فضلاً عن حماية البيئة، ودعم الابتكارات الخضراء، والحث على تمويل الدول المحتاجة من أجل التصدي للتغير المناخي والتعامل مع آثاره. تجدر الإشارة هنا إلى أن المملكة المتحدة قد خصصت نحو 11.6 مليار جنيه إسترليني لتمويل مشاريع تغير المناخ على مدار السنوات الخمس المقبلة، وتحث بريطانيا الدول الأخرى بأن تحذو حذوها في هذا الشأن. وتؤكد ذلك سفيرة جمهورية إيطاليا لدى مملكة البحرين بولا أمادي، وتقول: «بصفتها رئيساً لمجموعة العشرين وشريكا رئيسياً للمملكة المتحدة في مؤتمر تغير المناخ، فالجمهورية الإيطالية حريصة كل الحرص على تأكيد أهمية التمويل وزيادة التدفقات المالية للدول لمكافحة تغير المناخ، من خلال المساهمة في بنوك التنمية المتعددة الأطراف لتمويل الأنشطة المناخية بما يتماشى مع اتفاقية باريس». وتضيف أمادي: «كدول تترأس مجموعة العشرين ومجموعة السبع، فقد وضعت كل من المملكة المتحدة وإيطاليا ملفات مكافحة التغير المناخي وتحفيز الطاقة النظيفة على رأس أولوياتها لهذا العام. وبينما يتجه العالم نحو مضاعفة جهوده للتعافي من الآثار الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، فمن الضروري اغتنام هذه الفرصة الذهبية لتحفيز التغيير الإيجابي وإعادة البناء بشكل أفضل من ذي قبل، الأمر الذي سيتطلب من كل الأطراف الرسمية وغير الرسمية، من حكومات وخبراء واقتصاديون ورجال أعمال، العمل معاً لتفادي الاستثمار في تقليل الانبعاثات الملوثة للهواء وخفض انبعاثات الكربون، وأيضا اعتماد التكنولوجيا الخضراء في الصناعات التي تعتمد على الوقود الأحفوري»، مشيرة إلى أن «استراتيجيتنا للتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة ما هي إلا فرصة اقتصادية كبرى لبناء شراكات قوية حول صناعات ذات انبعاثات كربونية منخفضة في المستقبل». وقد أوضح كل من السفيرين أن مملكة البحرين حققت في هذا المجال تقدما ملحوظاً، معبرين عن سعادتهما لمشاركة البحرين في المؤتمر التابع لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP26) كشريك مهم. وأكدا أنهما شهدا جهوداً متميزة من قبل مملكة البحرين لتسريع خطوات توسعة مساهمة الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء لإنتاج الطاقة في السنوات الأخيرة، من ضمنها إعادة تدوير النفايات والطاقة الشمسية، بما يتماشى مع التوجه العالمي لمستقبل خال من الكربون. وقالا: إننا نتطلع إلى رؤية المزيد من السيارات الكهربائية بمملكة البحرين، في الوقت الذي تتوجه فيه العديد من الدول لاعتماد هذه السيارات كبدائل صديقة للبيئة. ولفت دريموند إلى أن المملكة المتحدة تعمل على تعزيز قيادتها العالمية للمساهمة في التغلب على تغير المناخ، والاعتماد على التكنولوجيا الخضراء، والطاقة الريحية النظيفة التي تتميز بها عالميا، كجزء من استراتيجية طويلة الأجل تحدد مساراً للوصول بالانبعاثات إلى مستوى صفر بحلول عام 2050، إضافة إلى تحقيق التعافي الأخضر بعد الجائحة. كما تسعى المملكة المتحدة إلى تطوير البنى التحتية في نطاق جملة من الإجراءات المقترحة في القمة لمعالجة أزمة المناخ وحماية الطبيعة. من جهة أخرى، فمن الضروري تأكيد التزام إيطاليا بتنفيذ خطتها الوطنية للطاقة والمناخ، الهادفة إلى تحييد أثر انبعاثات الكربون بحلول عام 2050 من خلال توصيات قمة العمل المناخي. من جهتها شددت أمادي قائلة: كرئيس لمجموعة العشرين، فإن إيطاليا تضع قضايا تغير المناخ على رأس أولوياتها. كما سعت من جهة أخرى إلى ترتيب لقاء وزاري مشترك في مدينة نابولي خلال شهر يوليو الماضي، ضمن الجولات التحضيرية لمؤتمر تغير المناخ، حيث تهيئنا هذه الاجتماعات لاقتناص الفرص المطروحة حول الحلول التكنولوجية المبتكرة، ودور المدن المستدامة، وأهمية التدفقات المالية لخلق بيئة مستدامة ومتعافية. وختما: «إن أزمة تغير المناخ هي واحدة من أبرز التحديات العالمية التي تستدعي تكاتف دول العالم لمواجهتها، فتغير المناخ يؤثر علينا جميعاً باختلاف دولنا، وهويتنا، ومعتقداتنا وأفكارنا. إن قمة العمل المناخي (COP26) هي فرصتنا لحشد جهودنا ومعالجة أي عوائق تقف في طريقنا»، مشيرين إلى أن «شراكة المملكة المتحدة وإيطاليا لهي حجر الأساس لشراكات استراتيجية أوسع نطاقاً بشأن معالجة تغير المناخ، وتؤكد أهمية التعاون الراسخ الذي يستند على الحقائق العلمية والسياسات البناءة. ونحن بدورنا نسعى لتعزيز شراكتنا مع مملكة البحرين في هذا المجال، بما يضمن لنا تحقيق قمة ناجحة في جلاسكو».
مشاركة :