طور باحثون في جامعة زيوريخ السويسرية تقنية ذكاء اصطناعي جديدة تسمح للطائرات من دون طيار بالتحليق بشكل مستقل بسرعات عالية عبر بيئات معقدة وغير مأهولة مثل الغابات أو المباني أو الكهوف، بحسب موقع ”slashgear“. وتمكنت الطائرات من إنجاز رحلاتها عالية السرعة باستخدام الاستشعار والحساب على متن الطائرة فقط. وتهدف خطة الباحثين للسماح لمثل هذه الطائرات بأن تكون أكثر فائدة في حالات الطوارئ أو في مواقع البناء على سبيل المثال. وتتطلب عملية التنقل في مثل هذه البيئات للطائرات من دون طيار عادةً خريطة تقدم لها مسبقا، ولكن أظهرت دراسة جديدة أنه يمكن للباحثين تدريب محرك رباعي مستقل للطيران عبر بيئة معقدة، مثل الغابات والمباني والغرف والقطارات، دون رؤيتها مسبقاً. واستخدم الباحثون خوارزميات تسمح للطائرة بالعمل بأمان بسرعات تصل إلى 40 كم/ساعة دون الاصطدام بأي عقبات (أشجار أو جدران مثلاً)، ولم تتطلب العملية برمتها أي تدخل بشري واعتمدت بالكامل على الكاميرات الرباعية الدوارة والحساب. كما استخدم الباحثون شبكة عصبية تعلمت الطيران من خلال مشاهدة ما يطلق عليه الفريق ”الخبير المحاكي“ (simulated expert)، وهو عبارة عن خوارزمية تطير بطائرة من دون طيار تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر عبر بيئات محاكاة مليئة بالعقبات المعقدة. وتم إعطاء الخوارزمية معلومات كاملة عن حالة المحرك الرباعي والقراءات من مستشعراتها في جميع الأوقات. وكانت قادرة على الاعتماد على الوقت الكافي والقوة الحسابية للعثور على أفضل مسار للتحليق في بيئة معينة. ويقول الباحثون إن ”الخبير المحاكي“ لديهم قدم ميزة كبيرة قياسا إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية. وذكر أنطونيو لوكيرسيو، وهو من معدي الدراسة، أنه ”بينما يحتاج البشر إلى سنوات للتدريب، يمكن للذكاء الاصطناعي الاستفادة من أجهزة المحاكاة العالية الأداء والوصول إلى قدرات ملاحة مماثلة بشكل أسرع بكثير، وبشكل أساسي بين عشية وضحاها“. أما عن الأنظمة الحالية، فهي تستخدم بيانات المستشعر لإنشاء خريطة للبيئة قبل التخطيط لمسارها باستخدام الخرائط، حيث تستغرق هذه العملية، المكونة من خطوتين، وقتا طويلا وتجعل من المستحيل الطيران بسرعات عالية. ويقول الباحثون إن النهج نفسه قد يكون مفيدا أيضاً لتحسين أداء السيارات الذاتية القيادة أو حتى يمكن أن يفتح الباب أمام طريقة جديدة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على العمليات في المجالات التي يكون فيها جمع البيانات صعبا أو مستحيلا، مثل عمليات الاستكشاف التي تتم على الكواكب الأخرى.
مشاركة :