أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي رفض بلاده لمحاولات المساس بحرية وأمن الملاحة في الخليج العربي ومضيق باب المندب، مشددا على ضرورة عدم التعرض لهذا الشريان الملاحي الحيوي الذي يؤثر على الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين. وقال مدبولى خلال جلسة مباحثات مع نظيره اليمني معين عبدالملك بالقاهرة اليوم (الأحد) إن مصر حريصة على تنسيق الجهود بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن في عملية تأمين الملاحة عبر مضيق باب المندب. وأضاف أن بلاده تؤمن بأن الحل السياسي هو السبيل الأمثل للأزمة اليمنية، وترفض محاولات فرض الأمر الواقع بالقوة، مؤكدا على ثوابت الموقف المصري تجاه القضية اليمنية، والذي يرتكز على دعم الحكومة الشرعية، ودعم وحدة الدولة اليمنية واستقلالها وسلامة أراضيها، بحسب بيان لرئاسة مجلس الوزراء المصري. وفي السياق ذاته، أكد خطورة تداعيات الخزان النفطي العائم "صافر"، الذي يشهد تسريبات نفطية على مدار الأعوام الستة الماضية بشكل يهدد البيئة والملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، لافتا إلى ضرورة حشد الجهود لمواجهة هذه الكارثة البيئية، معربا عن استعداد مصر لتقديم كافة سبل الدعم الفني اللازم في هذا الشأن. ونوه بأن مصر رحبت بتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة تنفيذاً لاتفاق "الرياض"، والتزام القاهرة بدعم الحكومة اليمنية للقيام بواجباتها الوطنية تجاه الشعب اليمني، كما أكد دعم مصر للجهود السعودية لتنفيذ كافة بنود "اتفاق الرياض" كخطوة مهمة في إطار التسوية السياسية الشاملة، فضلاً عن ترحيبها بالمبادرة السعودية الأخيرة لحل الازمة اليمنية، والتي تم الاعلان عنها في 23 مارس 2021. من جانبه، أكد معين عبدالملك أن الحكومة اليمنية تؤدى دورها وسط ظروف داخلية وإقليمية بالغة الصعوبة، وتعمل جاهدة على تلبية تطلعات اليمنيين في الحياة الكريمة، بعيدا عن التدخلات الأجنبية من أجل الحفاظ على القرار اليمنى ووحدة وسيادة الدولة اليمنية. وتطرق عبدالملك إلى ملفات التعاون المقترحة مع مصر في مجالات البترول والغاز والكهرباء والاتصالات، لا سيما الاستفادة من تجربة مصر الناجحة في تطوير قطاع البريد، بالإضافة إلى مجالات الصحة والنقل البحري والجوي والتعليم. وفي هذا الإطار، أكد الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الاجتماعات المصرية اليمنية تكتسب أهمية كبيرة، وسيكون لها تأثيرها الكبير على تعزيز وتوطيد العلاقات بين الجانبين. وأضاف عودة أن اليمن تلعب دورا كبيرا وبارزا بحكم أهميته الجيوسياسية، نظرا لموقعها المهم وسيطرتها على مضيق باب المندب المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، والذي يتحكم بشكل كبير في التجارة العابرة لقناة السويس. وأوضح أن مصر واليمن يتشاركان في مكافحة الإرهاب وما يمثله من تهديد بالغ لحركة التجارة العالمية بالبحر الأحمر، ويبذلان جهودا حثيثة في سبيل حماية حركة التجارة العالمية. وأشار إلى أن مصر يمكن أن تلعب دورا بارزا سواء في تحقيق الأمن والاستقرار أو إعادة إعمار اليمن، وبناء ما دمرته الحرب بما تمتلكه الشركات المصرية من خبرات طويلة، خاصة بعد النجاحات الضخمة التي حققتها أخيرا في إعادة بناء وتحديث البنية التحتية المصرية في مختلف المجالات. ويشهد اليمن نزاعا دمويا منذ أن اجتاح الحوثيون جزءا كبيرا من البلاد عسكريا وسيطروا على معظم المحافظات شمالي البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء في أواخر العام 2014. وتقود السعودية تحالفا عربيا ينفذ عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن منذ مارس العام 2015، دعما للرئيس اليمني وحكومته.