رسالة إلى كل من شق على الناس

  • 10/11/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تأتي من بوابةِ غير الكفاءة لتكون قائدا في فضاء ما أو على رأس فريق عمل سواء في كوكب الأرض أو في أي كوكب خارج المجرة التي نحن فيها فحتما ستكون في غير المكان المناسب، وسيكون جميع الذين تقودهم خارج دائرة الحظ تماماً، وسيتبع ذلك الكثير من التحديات الإنسانية والمهنية والشخصية والاجتماعية التي ستكون لسوء الحظ أيضاً متأخرة في سلم أولوياتك كلها أو بعضها، بقصد منك نابع من عوامل النقص عندك، أو بغير قصد كنتيجة لانعدام الكفاءة لديك ابتداء. وفي المجمل من سيدفع الثمن هو من كُتِب له أن يتأثر بقراراتك الشاملة أو المحدودة الاستراتيجية أو اليومية، أفراداً أو جماعات. فلنتصور أنك كنت ذلك القائد أو القائدة الذي أتى من بوابة الحظ السعيد طبعا من زاويتك ولكن البائس جدا من زاوية الذين كُتب عليهم أن يصطبحوا بطلتك غير البهية كل يوم، فعندها سيتسرب إلى نفوسهم عدم الإيمان بتساوي الفرص أمام الجميع، وسيتأكدون أن معيار التقدم في الحياة ليس الإنجاز وليست الكفاءة بل تلك الأشياء التي لاعلاقة لها بما يمكن أن تُشرق عليه شمس النقاء والصفاء، تلك الأشياء التي تمت صياغتها وراء كواليس المصالح الضيقة وليس مصالح الوطن والمجتمع، وحينها لا يمكن لوم أولئك المحبطين الذي استضاءوا بنور الكفاءة طويلا على الورق، وفي ردهات القاعات الأكاديمية، ثم وعلى حين غفلةٍ من الزمن صُدموا في واقع الأمر عندما علموا أن ذلك الضوء لايتجاوز مداه موطئ أقدامهم. ولأن سوء الحظ يأتي دفعة واحدة لم يقف الأمر عند وجودك في قيادتهم، بل كانت الخيبة مضاعفة عندما وجدوك تُقصي كل من توهمت خطره عليك وعلى كُرسيك الذي اعتليته أو اعتلاك، فخسِرِت المؤسسة مرتين؛ الأولى بوجودك على رأسها، والثانية بمغادرة أهل الكفاءة والفاعلية مواقعهم بعيدا عن المساحة المناسبة التي تم تأهيلهم لها طويلا. ثم كانت ثالثة الأثافي حينما مكنت لأزلامك الذين تم تأهيلهم ليكونوا أبواقا لك وجوقة من المسبحين المتحدثين عن مواهبك ولباقتك الاستثنائية، ووسامتك التي أخجلت الدهر ماضيا وحاضرا، حتى إذا خرجْت من وراء مكتبك لتتأمل صحة أقوالهم في المرآة التي عكست صورتك، عرفت محض كذبهم لمعرفتك بأنك آخر الواقفين في صف الوسامة، أما الخبث والمكر فقد صدقوا فيها عندما وصفوك بها إذ حزت منها أوفر نصيب ولم تبق منها سوى الفتات لغيرك. أيها النادر، أيها الهبة التي أتت إلى زماننا العجائبي قد تجد أكثر الناس يدعون الله ليلاً ونهارا أن يوزع مواهبك على كل أرجاء المعمورة لينالوا بعضا من برِّك ومنجزاتك، أو أن يُذهب بك إلى زمن آخر ليصل خيرك إلى كل الأزمنة لتبلغ العدالة منتهاها فأنت لاتتكرر إلا حيثما كان للسقوط مسرح يهرج فيه كل أراجوز توهمه بعض السذج حقيقة وكيانا ولاعزاء للأوغاد. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به"

مشاركة :