وصل آخر بريطاني كان معتقلا في غوانتانامو في كوبا الى بريطانيا الجمعة بعدما افرجت السلطات الاميركية عنه بعد اكثر من 13 عاما من احتجازه بدون توجيه اي اتهام له. وقال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "يمكننا تأكيد ان شاكر عامر افرج عنه من غوانتانامو ووصل الى بريطانيا". وكانت الطائرة التي تقل عامر اقلعت من خليج غوانتانامو عند الساعة 23,30 (3,30 تغ). وقد حطت في مطار بيغين هيل في لندن عند الساعة 12,48 بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش. وقال الناطق باسم كاميرون ان "عودة عامر الى المملكة المتحدة كانت هدف السياسة الحكومية منذ سنوات. نرحب بافراج عنه ونواصل دعم التزام الرئيس (الاميركي باراك) اوباما اغلاق مركز الاعتقال في غوانتانامو". وتابع "انه حر في الالتحاق بعائلته"، مؤكدا بذلك انه لن يتعرض لاي ملاحقات في بريطانيا. واتهمت الولايات المتحدة عامر (46 عاما) السعودي الجنسية بانه عمل في التجنيد والتمويل والقتال لحساب القاعدة وكان على علاقة وثيقة مع زعيم التنظيم اسامة بن لادن، لكنها لم توجه اليه اي تهمة رسميا ولم تحاكمه. ونفى الاب لاربعة اولاد الذي سمح بالافراج عنه مرتين في 2007 و2009 الاتهامات وقال انه كان ينشط في الاعمال الخيرية. وقالت كوري كريدر المحامية في هيئة الدفاع عن عامر والمديرة الاستراتيجية لمنظمة ريبريف البريطانية "نحن سعداء بالتأكيد لان شاكر في طريقه الى بيته وعائلته هنا في المملكة المتحدة". واضافت "مضى وقت طويل جدا. شاكر يجب ان يعرض الآن على طبيب وان يتمكن في اسرع وقت ممكن من قضاء بعض الوقت مع عائلته". وقال اندي ورثنغتن الذي يشارك في ادارة مجموعة دعم تحمل اسم "نقف مع شاكر" تعليقا على الافراج عنه "نحن سعداء بنبأ انتهاء محنته الطويلة وغير المقبولة". واضاف "نأمل ان لا يتم توقيفه من قبل السلطات البريطانية عند عودته وان يتلقى العناية النفسية والطبية التي يحتاج اليها ليستأنف حياته مع عائلته في لندن". وكتب زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن في تغريدة على تويتر انه "نبأ ممتاز (...) افرج عن شاكر عامر من غوانتانامو". - قضية رهيبة - وشاكر عامر ولد في 1968 في السعودية وعاش في الولايات المتحدة قبل ان ينتقل الى بريطانيا ويتزوج من بريطانية في 1996 ويصبح مقيما فيها. وفي 2001، نقل عائلته الى افغانستان لكنه ارسلها الى باكستان بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر. وقال انه كان سيلتحق بها عندما اوقف. ويؤكد عامر انه اخضع لحرمان من النوم والضرب والاهانة من قبل الجنود الاميركيين عندما كان معتقلا في سجن باغرام شمال كابول. وقد نقل بعد ذلك الى غوانتانامو في 14 شباط/فبراير 2002 -- يوم ولادة ابنه الاصغر -- حيث اكد انه بقي يتعرض لسوء المعاملة مما جعله مدافعا عن حقوق المعتقلين ومنظما لاضرابات عن الطعام. وواصل اضرابا عن الطعام عند اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما الشهر الماضي انه سيتم الافراج عنه، ما اثار مخاوف لدى عائلته. وكشف فحص طبي طلبه محاموه في كانون الاول/ديسمبر 2013 ان عامر يعاني من اضطراب عصبي بعد صدمة قوية واكتئاب وصداع وربو وآلام في الكليتين. ووصفت منظمة العفو الدولية التي اهتمت بملف عامر، اعتقاله بانه "غير مقبول". وقالت مديرة المنظمة كيت الن "بعد كل هذه التقلبات في هذه القضية الفظيعة، لن نصدق ان شاكر عامر عائد فعلا الى المملكة المتحدة قبل هبوط طائرته على الارض البريطانية". واضافت "علينا ان نتذكر الى اي حد كانت هذه القضية مهزلة قضائية رهيبة"، موضحة انه "بعد اعتقاله في ظروف غير مقبولة طيلة 14 عاما سيحتاج عامر الى الوقت ليتكيف مجددا مع حريته". وكان والد زوجته سعيد صديق اكد لفرانس برس مطلع الشهر الجاري ان العائلة لم تقرر بعد ما اذا كانت سترفع دعوى قضائية بشأن اعتقاله.
مشاركة :