تحت رعاية رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين سعادة السيد سمير عبدالله ناس وبحضور الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء سعادة الدكتور محمد إبراهيم العسيري انطلقت صباح اليوم الاثنين فعاليات الجلسة الحوارية مع أول رائد أعمال عربي في قطاع الفضاء والتي عقدت بالتعاون مع الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء (NSSA)، لبحث آليات الاستثمار الأمثل لريادة الأعمال في مجال علوم الفضاء. وفي بداية الجلسة ألقى سعادة رئيس الغرفة كلمة رحب فيها بالمشاركين في فعاليات الجلسة، مؤكداً أن «الغرفة» وكممثلة عن القطاعات التجارية والصناعية تؤمن بأهمية فتح آفاق جديدة لاستثمار في قطاع الفضاء وأهمية النهوض بعلوم الفضاء في المملكة عن طريق نشر الوعي وتطوير برامج بحثية متقدمة وتعزيز الابتكار لمواكبة التطور الذي تشهده المملكة لتحقيق تطور عملي وتقني يتماشى مع رؤية المملكة 2030، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة عبر تنويع مصادر الدخل وتعزيز التكامل ما بين القطاعين العام والخاص لما فيه صالح الاقتصاد الوطني، لتحقيق المزيد من الإنجازات النوعية عبر تعزيز إسهامات القطاع الخاص في المسيرة التنموية الشاملة. وأشار إلى أن الثورة الصناعية الرابعة سوف تسهم في فتح اتجاهات جديدة في السوق العالمي للدخول في مجالات التكنولوجيا وعلوم الفضاء إلى جانب المجالات الأخرى التي أحدثتها الثورة الصناعية الثالثة بهدف انتعاش السوق العالمي وزيادة معدلات نموه على النحو الذي يحقق التنمية المستدامة والشاملة في القطاعات الاقتصادية خاصة الواعدة والتي أصبحت اليوم إحدى أساسيات العمل الاقتصادي، لافتاً إلى أن غرفة البحرين تعمل على نشر هذه الثقافة بين مجتمع الأعمال في مملكة البحرين وذلك لمواكبة التطور الاقتصاد والتكنولوجي العالمي. وأكد على أهمية تعزيز الابتكار في مجال ريادة الأعمال من خلال التقدم العلمي والتكنولوجي في المجالات المتعلقة بالشأن الاقتصادي لفتح آفاق جديدة في مجلات ريادة الأعمال بما مع الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030، مشدداً على أن الشباب هم أساس التنمية والتطور لذى نهدف في الغرفة إلى تشجيع الشباب البحريني للدخول في مجلات صناعة الفضاء باعتبارها إحدى ركائز الثورة الصناعية الرابعة والطريق الأمثل لتحقيق الاستدامة الاقتصادية، موضحاً أن هذا النوع من الاستثمارات غير مكلف وذو مردود عالي ومستدام، خصوصاً أنه ليس محتكراً على الشركات الكبيرة، فيمكن للشركات الناشئة أيضًا دخول مجال علوم الفضاء باستثمار قدره مليون دولار أمريكي. وأضاف رئيس الغرفة: «نحن فخورون بأن الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء NSSA في البحرين وقعت عدد من مذكرات التفاهم مع مؤسسات ووكالات فضاء عالمية لتعزيز التعاون في مجال استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، وهو ما يسهم بصورة كبيرة في الدفع باتجاه تعزيز علوم الفضاء بمملكة البحرين، وتعمل على تحقيق رؤية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه وخطة الحكومة الموقرة، مما يجعل البحرين على الخارطة الدولية في مجالات علوم الفضاء». وبين أهمية الاستثمار في اقتصاد المستقبل الذي يشكل علوم الفضائي أحد ركائزه الأساسية، لما له من إسهامات مؤثرة في بناء اقتصاد تنافسي متنوع قائم على المعرفة والابتكار، مشيراً إلى أن الاستثمار في القطاع الفضائي يسهم في تحقيق أهداف الثورة الصناعية الرابعة عبر تكامل التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، والتي تسهم في تبوء مملكة البحرين مكانة ريادية إقليمية وعالمية في هذا القطاع، وتجعلها أكثر جاهزية وجاذبية للمشاريع المتخصصة في مجال الفضاء، لاسيما في ظل المكانة التنافسية التي تحظى بها البحرين لما تتمتع به من مقومات استثمارية جاذبة وبيئة أعمال مشجعة، وخدمات لوجستية كبيرة تجعلها من أفضل الخيارات لمثل تلك الاستثمارات الحديثة. ونوه رئيس الغرفة إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي ليست بمنأى عن الاستثمار في علوم الفضاء، حيث أنشأت دولة الإمارات العربية المتحدة وكالتها الوطنية للفضاء في عام 2014 وفي يوليو 2020 أطلقت بعثة الإمارات لاستكشاف المريخ بحلول عام 2024، وشكلت المملكة العربية السعودية هيئة الفضاء السعودية في عام 2018، وأعلنت عن استثمار بقيمة 2.1 مليار دولار أمريكي في برنامجها الفضائي كجزء من رؤية المملكة 2030، مشيراً إلى أن دول العالم رفعت ميزانية الاستثمار في الفضاء بنسبة 10% خلال العام 2020 مقارنة بها في العام 2019 وفقاً لتقرير برامج الفضاء الحكومية من Euroconsult. من جانبه قال الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ان تنظيم هذه الفعالية وبالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة البحرين يأتي تحقيقا لأحد أركان السياسة الوطنية للفضاء والذي يؤكد على أهمية تأسيس قطاع فضائي وطني مستدام بالشراكة مع القطاع الخاص، كما ويلبي أحد الأهداف الاستراتيجية للهيئة والمتمثل في التوعية بأهمية الفضاء وعلومه وتطبيقاته في خدمة التنمية الشاملة والمستدامة. مما لا شك فيه ان الغرفة هي حلقة الوصل الرئيسية بين الهيئة وقطاع التجارة والصناعة في المملكة، ونحن نعول عليها في الدفع قدما في اتجاه الاستثمار في مجالات العلوم المتقدمة وعلوم المستقبل وعلى رأسها قطاع الفضاء والذي بات يشكل نقطة محورية لدى صانعي الاقتصاد العالمي، حيث لا يخلوا منتدى أو مؤتمر أو قمة اقتصادية من الإشارة إلى هذا القطاع الحيوي حتى تشكل مفهوم اقتصادي عالمي جديد تحت مسمى «اقتصاد الفضاء»، وهذا دليل ساطع على التوجه العالمي والذي من الضرورة العناية به في منطقتنا العربية والخليجية خصوصا لكي نواكب الركب العالمي ونحقق تطلعات قيادتنا الرشيدة ونلبي طموح شبابنا عبر خلق فرص وظيفية جديدة تتميز بمحاكات الثورة الصناعية الرابعة وتقدم مردود مالي سخي، مما يعد رافدا اقتصاديا جديدا. كما أكد سعادة الرئيس التنفيذي للهيئة على ضرورة إيلاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة اهتمام بالفرص الاستثمارية المتنوعة التي يوفرها قطاع الفضاء الآخذ في التنامي بشكل مطرد، حيث ان تقنيات الفضاء باتت متاحة للجميع أكثر من أي وقت مضى وهي باحجة لمن يحسن استغلال الفرص ويقتنص الممكن منها ويحوله إلى مشروع تجاري يدر أرباح ويساعد على تحريك عجلة الاقتصاد. وأضاف سعادة الدكتور العسيري أن استعراض تجربة شركة المدار الفضائي هي خير مثال لرواد الأعمال الشباب في تأسيس شركة من نوع مختلف عما هو سائد اليوم في السوق، بما يمنحهم الريادة والسبق في هذا المجال على المستوى الوطني والخليجي، وهذا بحد ذاته سيفتح أبواب عديدة في مجالات استثمارات علوم المستقبل، مما يعد ضمانة بحد ذاتها للرواد الأوائل من المستثمرين في هذا القطاع الجديد على هذا الجزء من العالم. واختتم سعادة الدكتور العسيري تصريحه بتقديم شكره وتقديره لغرفة تجارة وصناعة البحرين برئاسة سعادة السيد سمير عبدالله ناس على رعاية هذه الفعالية، وللدكتور بسام الفيلي مؤسس شركة الفضاء المداري ورئيسها التنفيذي على مشاركته خبراته وقصة نجاحه المتميزة مع جمهور قطاع المال والأعمال والصناعة في مملكة البحرين. من جانبه قدم الدكتور بسام الفيلي من دولة الكويت الشقيقة، وهو أول رائد أعمال عربي في قطاع الفضاء عرضاً أشار فيه إلى أهمية الاستثمار في علوم الفضاء، مستعرضا أهم الفرص الاستثمارية الحالية والمستقبلية، كما وضح المفهوم الجديد للفضاء ودور القطاع الخاص في دعم الجهود الحكومية مقدما أمثلة على الحالة الأوروبية والأمريكية. كما تطرق الدكتور الفيلي إلى أهمية وجود البنية التحتية التشريعية والتقنية الداعمة لنشأت قطاع فضاء مستدام، وأشار إلى أبرز مجالات الاستثمار في الفضاء التي لها عوائد مالية وتقنية مجزية من حيث قابليتها للتطبيق وأبرز التحديات التي يمكن أن تواجهها مقترحا الحلول بناء على خبراته الواسعة في هذا الجانب. ثم تطرق الدكتور الفيلي إلى تجربته الشخصية في إنشاء شركة الفضاء المداري والمشاريع التي تم تنفيذها ومن أبرزها مشروع إطلاقه لقمر الكويت في الربع الأول من العام الحالي، وهو قمراً تعليمياً بحجم متناهي الصغر أو «نانومتري»، ويبلغ حجمه 1000 سنتيمترات مكعبة، ووزنه 1 كيلوغرام. وقد أشار الدكتور الفيلي إلى المشاريع التي انبثقت عن قمر الكويت والمبادرات التي تم اطلاقها ومنها مبادرة «برمج في الفضاء» والتي شاركت فيها الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء وكان لها دورا في تشجيع مشاركة فرق من مملكة البحرين وقد فاز عدد من تلك الفرق بمركز متقدمة وسيتم تطبيق برمجياتهم على قمر الكويت خلال الشهر المقبل. وأكد الدكتور بسام الفيلي على ضرورة حث الشباب والمواهب الخليجية المبدعة على الدخول في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكارات في مجال الفضاء، والعمل على رفع مستوى الوعي حول التجارب الفضائية ودورها في التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة على الأرض وإحداث تغيير إيجابي في المجتمع، مبيناً أن دول العالم متجهة إلى توسيع نطاق استثماراتها والبحث عن قطاعات جديدة أبرزها علوم الفضاء. وأختتم الدكتور الفيلي محاضرته بتقديم شكره للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء لتنظيمها هذه الفعالية المتميزة والتي تؤكد مساعيها لخلق قطاع فضائي جديد ومستدام في مملكة البحرين، كما قدم شكره لغرفة تجارة وصناعة البحرين على إتاحة هذه الفرصة للقاء نخبة بارزة من التجار ورجال المال والأعمال والصناعة وريادة الأعمال في المنطقة.
مشاركة :