أوصت لجنة خبراء من منظمة الصحة العالمية الإثنين باعطاء جرعة إضافية من اللقاح المضاد لفيروس كورونا للأشخاص الذين "يعانون من نقص معتدل أو شديد في المناعة" من كل اللقاحات المصرح بها من قبل هذه الهيئة الأممية. كما أوصى الخبراء بان يتلقى الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 60 عاما والذين تطعموا بلقاحي سينوفاك وسينوفارم الصينيين، جرعة ثالثة من اللقاح المضاد لكوفيد-19. وحرصت مجموعة الخبراء الاستشارية الاستراتيجية حول التلقيح لدى منظمة الصحة العالمية الإثنين على توضيح أن الأمر لا يتعلق بتوصية بجرعة ثالثة لعموم الناس وهو ما تستمر المنظمة في التوصية بتجميده حتى نهاية العام، من أجل تأمين جرعات للدول التي لا يزال معدل التطعيم فيها ضعيفا جدا. وسيبحث خبراء هذه المجموعة المسألة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر. وقالت الطبيبة كايت أوبراين مديرة دائرة التلقيح في منظمة الصحة العالمية إن "التوصية التي نصدرها الآن هي إعطاء الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة جرعة إضافية" لرفع استجابتهم المناعية إلى مستوى الحماية المطلوب لمنع إصابتهم بأشكال حادة من المرض تتطلب دخول المستشفى أو تتسبب في الوفاة. واستبعد الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة ولا يتمتع نظام دفاع أجسامهم بالقوة الكافية، من التجارب السريرية التي أتاحت تحديد بروتوكولات التطعيم. وأضافت الطبيبة أوبراين أن "هذه الجرعة الثالثة (من اللقاحات التي أجازتها منظمة الصحة العالمية وتتطلب جرعتين باستثناء لقاح جانسن الذي يتطلب جرعة واحدة فقط) يجب فصلها عن الجرعة الثانية بفارق شهر الى ثلاثة أشهر". واعتبرت اللجنة نفسها أن جرعة ثالثة للأشخاص الذين تفوق أعمارهم 60 عاما، ضرورية للمرضى الذين تلقوا اللقاحين من شركتي سينوفاك وسينوفارم الصينيتين. الجرعة الثالثة "يفضل أن تكون من نفس اللقاح، لكن يمكن ان تعطى من لقاح آخر" كما أوضحت كايت اوبراين. وقال خبراء منظمة الصحة العالمية إن الدول يجب ان تضع هدفا يتمثل أولا بتطعيم الحد الأقصى من الأشخاص بالجرعتين، وبعد ذلك إعطاء الجرعة الثالثة بدءا بالمجموعات الأكبر سنا. وقد عقدت اللجنة اجتماعا استمر أربعة أيام الأسبوع الماضي لمراجعة آخر المعلومات والبيانات حول سلسلة لقاحات ضد كوفيد-19 وأمراض أخرى. سينوفارم وسينوفاك - يستخدم لقاحا سينوفارم وسينوفاك الصينيان على التوالي في 70 و 37 دولة ومنطقة، بينها عدة دول في أميركا اللاتينية وافريقيا وآسيا بحسب تعداد لوكالة فرانس برس. وردا على سؤال حول الأسباب التي دفعت بخبراء منظمة الصحة العالمية الى اتخاذ هذه القرارات بشأن اللقاحين الصينيين، قال الدكتور يواكيم هومباش الامين العام التنفيذي للجنة الخبراء بانه هناك "أدلة على حماية محدودة أكثر لدى الأشخاص المسنين، وخصوصا لدى الطاعنين في السن". من جهته قال رئيس اللجنة الدكتور اليخاندرو كرافيوتو إن غالبية المعلومات التي أتاحت للخبراء اتخاذ هذه القرارات بشأن اللقاحين الصينيين مصدرها أميركا اللاتينية. وقد أعطت منظمة الصحة العالمية ترخيصات للقاحين يعملان بتقنية الحمض النووي المرسال من "موديرنا" و"فايزر/بايونتيك" ولقاحين صينيين "سينوفارم" و"سينوفاك" ولقاح جونسون أند جونسون وكذلك أسترازينيكا. وينتظر أن تصدر المنظمة قرارا في وقت قريب بشأن اللقاح الذي يطوره المختبر الهندي "بهارات بايوتيك". وترغب المنظمة في أن يتم تطعيم 40% من سكان كل دولة بحلول نهاية السنة و70% بحلول منتصف العام 2022. لكن اذا كانت بعض الدول تعاني من نقص في اللقاحات فان دولا أخرى لديها ما يكفي لكنها تواجه تشكيكا من جانب قسم من السكان كما يحصل في سويسرا حيث يتردد قسم من السكان في تلقي اللقاح. بالنسبة لكايت أوبراين، فإن هذا التردد في التطعيم ضد كوفيد والذي يتناقض مع واقع أن الناس لم يترددوا قبل عقود في تلقي لقاحات ضد أمراض أخرى مثل شلل الأطفال، يرجع أساسا إلى "أننا نعيش في عالم مختلف جدا اليوم" واحد أكبر مشاكله هو نشر معلومات كاذبة.
مشاركة :